.وضعتُ رأسي بأكمَله تَحت صنبور الماء البارد وبللتُ وجهي وخُصلَاتي جميعها ، أشعر بالإنعاش ، فركتُ عينايَّ التي تؤلمني لسبب لا أعلمه .
وضعتُ في كَفّ يداي بعض قُطرات المَاء ومَسحتُ رقبتي بِتَدليك تام ..
" أحتَاج الى صَفعة من أجل التَصديق "
قلبتُ عينيّ بضجر ، وأعتقد إنها بِحاجة الى صَفعة تَجعل لسانها يَعلق في حلقها ، أقف عند المَغسلة بِصعوبة وهي ما زالت تُثرثر فوق رأسي ، حاولتُ إسكات أفكاري الظلامية التي تَدعُّو الى رَطم رأسها في الجَدار ..
" أنا أعلم القَليل عن بادِيس ، ولا يُمكن أن يَفعل شيء كهذا ، ولا نَنسى إنه كان مُتيماً بي "
" هل صَدقتِ حقاً ؟ "
شخرتُ بسخرية التفُ اليها وأعدل أزرار قَميصي ، من الواضح إنها مَكيدة ..
" لستُ أعلم حقاً ، كان فتى ساذج يرتَدي النظارات الكبيرة دوماً ، تَتَّورد وجنتاه من نظرة مني فحسب ، ولطيف بعض الشيء "
صاحت بغيض نهاية كلامها وتَبدو مشوشة جداً ما بين التَصديق وتَكذيبها للأمر ..
" لا ، لا أعتَقد إنه سيفعل شيء دنيء كهذا بِحَقي "
نَفت برأسها تأكد الأمر وكَتفَّت يديها مُجدداً بِغيض ..
" لا أعلم حقاً ، لا أستَطيع الحُكم ، ما زلتُ لا أعرفه جيداً "
هي مُحقة ، لا يُمكنها تَبرئته من مُجرد حُكم على شخصيته الظاهرة ، لكنني لا أصدق ذلك حتى وأنا لا أعرفه بتاتاً ، كانوا قد بَحثَوا بالأمر أكثر ووجدوا مصدر الحساب الأصلي وكان لذلك الفتى الذي إتضح إنه جيد في أمور الحواسيب ..
" من قد يَفعل شيء كهذا ؟ ، فكري بالأمر ، شخص قد يَبذل جُهد من أجل القاء التُهمة في شخص آخر حتى ؟ "
" أنا حقاً لا أعلم ، رأسي سَينفجر "
بدأت تَنتحب بصوت مُزعج ، لذلك تناولتُ المناديل الورقية ونشفتُ يداي وقررتُ الخروج من المرحاض ..
طبقتُ الباب خلفي وسرتُ في الممرات بلا وجهة ، سرعان ما إستَمعتُ لخطواتها خلفي ، لما تَلتصَق بي بإستمرار ؟
" ما بكِ تُلاحقيني لما لا تَذهبِ الى طريقك ! "
توقفتُ عن السير أتحدث معها بضيق وهي الاخرى توقفت خُطواتها بلا فهم ثُم أخذت تُطالعني بملل ..
" هذا طريقي أيضاً ، أنا ذاهبة الى الفصل ! " فرقتُ شفتايّ بخفة ، نعم بالطبع هذا طريقها أيضاً ، لما لا أفكر ، عَليَّ أن أتحلى ببعض التَواضع ، وأيضاً لمعرفة العَديد من الأمور علي التصرف معها بلباقة ..
" إيڤيرلين "
أكملت السَير بجانبي تَنظُر الى الفراغ أمامها وتَبدو شاردة ، نَدهتُ لها مُجدداً وكانت قد إنتَبهت لي وحركت رأسها كإشارة كي أتحدث ..
![](https://img.wattpad.com/cover/332517622-288-k209505.jpg)
أنت تقرأ
Symphony of love | سيمفونية الحـب
Teen Fictionحينما تقلب الموازين رأساً على عقب في بلدة سانت باول الإنجليزية، تجد المراهقة روسيل وولفهارد صاحبة الثمانية عشر عاماً نفسها أمام عقبات غامضة تحمل رموزاً وقيم مجهولة ما بين الغاز وأسرار دموية، زعمت بأنها ستواجه تلك التحديات في سبيل حماية شقيقها .. ومن...