| 13 | قُبعة زرقاء

7.1K 542 265
                                    



.

وضعتُ رأسي بأكمَله تَحت صنبور الماء البارد وبللتُ وجهي وخُصلَاتي جميعها ، أشعر بالإنعاش ، فركتُ عينايَّ التي تؤلمني لسبب لا أعلمه .

وضعتُ في كَفّ يداي بعض قُطرات المَاء ومَسحتُ رقبتي بِتَدليك تام ..

" أحتَاج الى صَفعة من أجل التَصديق "

قلبتُ عينيّ بضجر ، وأعتقد إنها بِحاجة الى صَفعة تَجعل لسانها يَعلق في حلقها ، أقف عند المَغسلة بِصعوبة وهي ما زالت تُثرثر فوق رأسي ، حاولتُ إسكات أفكاري الظلامية التي تَدعُّو الى رَطم رأسها في الجَدار ..

" أنا أعلم القَليل عن بادِيس ، ولا يُمكن أن يَفعل شيء كهذا ، ولا نَنسى إنه كان مُتيماً بي "

" هل صَدقتِ حقاً ؟ "

شخرتُ بسخرية التفُ اليها وأعدل أزرار قَميصي ، من الواضح إنها مَكيدة ..

" لستُ أعلم حقاً ، كان فتى ساذج يرتَدي النظارات الكبيرة دوماً ، تَتَّورد وجنتاه من نظرة مني فحسب ، ولطيف بعض الشيء "

صاحت بغيض نهاية كلامها وتَبدو مشوشة جداً ما بين التَصديق وتَكذيبها للأمر ..

" لا ، لا أعتَقد إنه سيفعل شيء دنيء كهذا بِحَقي "

نَفت برأسها تأكد الأمر وكَتفَّت يديها مُجدداً بِغيض ..

" لا أعلم حقاً ، لا أستَطيع الحُكم ، ما زلتُ لا أعرفه جيداً "

هي مُحقة ، لا يُمكنها تَبرئته من مُجرد حُكم على شخصيته الظاهرة ، لكنني لا أصدق ذلك حتى وأنا لا أعرفه بتاتاً ، كانوا قد  بَحثَوا بالأمر أكثر ووجدوا مصدر الحساب الأصلي وكان لذلك الفتى الذي إتضح إنه جيد في أمور الحواسيب ..

" من قد يَفعل شيء كهذا ؟ ، فكري بالأمر ، شخص قد يَبذل جُهد من أجل القاء التُهمة في شخص آخر حتى ؟ "

" أنا حقاً لا أعلم ، رأسي سَينفجر "

بدأت تَنتحب بصوت مُزعج ، لذلك تناولتُ المناديل الورقية ونشفتُ يداي وقررتُ الخروج من المرحاض ..

طبقتُ الباب خلفي وسرتُ في الممرات بلا وجهة ، سرعان ما إستَمعتُ لخطواتها خلفي ، لما تَلتصَق بي بإستمرار ؟

" ما بكِ تُلاحقيني لما لا تَذهبِ الى طريقك ! "

توقفتُ عن السير أتحدث معها بضيق وهي الاخرى توقفت خُطواتها بلا فهم ثُم أخذت تُطالعني بملل ..

" هذا طريقي أيضاً ، أنا ذاهبة الى الفصل ! " فرقتُ شفتايّ بخفة ، نعم بالطبع هذا طريقها أيضاً ، لما لا أفكر ، عَليَّ أن أتحلى ببعض التَواضع ، وأيضاً لمعرفة العَديد من الأمور علي التصرف معها بلباقة ..

" إيڤيرلين "

أكملت السَير بجانبي تَنظُر الى الفراغ أمامها وتَبدو شاردة ، نَدهتُ لها مُجدداً وكانت قد إنتَبهت لي وحركت رأسها كإشارة كي أتحدث ..

Symphony of love | سيمفونية الحـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن