Symphony of love | سيمفونية الحـب

| 16 | لنَعُد أحرار

.

' قرية هوكينز - ولاية نيو مكسيكو - 2020 '

ظلام طامس ، حافة ضئيلة و أرتفاع عالي ؛ كُل ما يَفصُلنا عن الهاوية هُو خطوة واحدة ؛ كي نَرقد في السَماء الساميِّة ..

شددتُ قبضتي على خَاصته أستَمدَّ بعض الشَجاعة والقُوة منه ، شهقاتي لم تتَوقف بتاتاً ؛ رفعتُ كفَّ يداي المُلطخ بالدماء أمسَحَّ دموعي التي تَهطُل بغزارة .

التَصقت خُصلاتي بِوجنتي بفعل الأمطار المُنسكبة بغزارة وبصري أصبَح ضبابي لكنني أعلم أنيِّ لا أحتاج للرؤية ؛ كُل ما أعلمه أن خُطوة واحدة وسينتهي كُل شيء .

سينتهي الألم الذي يَنهش إرواحنا الرقيقة ، سَينتهي الخوف الذي تَملكنا دوماً ، ستحرر أنفاسنا ؛ سنُحلق للعَالم الآخر ونَصبح ملائكة بلا خَطيئة .

لأنني قدَّ أكتفيتُ من كُل شيء حتى دقات قلبي تُؤلمني ، هُناك غصة قد قتلت رغبتي في الحياة ؛ وحالي شبيه به ، كيڤن .

إصطَكت أسناني بشدة ، ولستُ أعلم هل أنا أرجُفَّ الآن بفعل البرد أم الخوف ؛ هل أنا خائفة من الأقدَام على أمرً شنيع كهذا ؟

راقبتُ من طرف عينيَّ قدمه التي بدأت تتقدم خطوات للأمام ، ضممتُ شفتايَّ بقوة وحفرتُ أظافري في باطن كفي باضطراب.

ليست لدي المقدَرة أو الشجاعة للنظر الى عَينيَّه ؛ أنا أعلم أنيَّ سأضعَف فوراً ولن أستَطيع الأقدام على أنهاء حياتي ؛ بل سأشعر بالذنب والندم الشديد فيما أفعله ، لأنني على وشك أنهَاء حياة شقيقي أيضاً .

شعرتُ بتَشنج حلقي من البُكاء المُستمر ؛ وقفصي الصدري لا يَسع للهواء ، أشعر بالاختناق وربما القفز من السَطح هُو ما سيُوقف كُل تلك الأوجَاع .

ربما ..

شعرتُ بأرتعاش جسده بجانبي ؛ عقلي يُخبرني ألا القي نَظرة نَحوه قد تَجعلني أحتَضر لكنني لم آبه له وسَمحتُ لعيناي بأنَّ تَرصُده ببطئ .

لن أبالغ أن قُلت أنَنيِّ شعرتُ بِقطعة من قلبي تتحطم ، هُناك وهج كالَهِيب يستَقر في عيناه الرمادية وهو يُطالع الهاوية أسفَله وكأن مقلتيه ما زالت لا تُدرك حقيقة أن أرواحنا ستُحلق للأسفَل بعد قليل .

كان خائف للغاية .

قد أبدو أنانية وأنا أجذَبَّه الى هذا الطريق ؛ لكن لقد فات الآوان ، لا عودة ، أعتَقد أن هذا هو مَصيرنا ، لم يَعد لدينا مأوى أو بيت ، لا يُوجد أحداً يَحتضنَنَّا ، لا يُوجد أحدَّ لدينا ..