| 31 | الحُزن لا يَليق بكِ.

7.1K 569 396
                                    



.

الغَرابة .

لطالما شعرت روسيل بالغَرابة في حياتها وكأنها لا تنتمي لأي شيء ، لا من هُنا ولا منَّ هُناك ، كانت دوماً في كُل مَطرح في حياتها تَبحث عن مُلاذ تتمسك به .

لكنها الان تَخشى من فُقدان شيء لا تَملكه !
هل هذا شيء مَقبول حتى ؟!

هي أعترفت لذاتها أنها في العالم الخَطأ .
أدركت ذلك ولو كان مُتأخراً .

ماذا عن قضاء بعض الوقت المُسلي واللطيف بعيداً عن كُل ما يُؤلم قَلبها ؟!
، لما الان الأصوات المُظلمة هي كُل ما يِراود عَقلها في هذه اللحظة ؟!

لما ما زالت تلك الكلمات تترد في باطن عَقلها ؟

هل يُعقل انها تَحلتَّ في الصَمت فحسب ، ألم يُراودها الفضول للإستفسار حتى عما حدث في ذلك الصَباح .
هي فقط تَظاهرت بالصمود وكأن تلك الرسالة لم تَهز كيانها وتُبعثر أفكارها وتُرحب في مَخاوفها .
مَرتَّ ساعات أيام وهي تَعيش وتبتسم وتتحدث وكأنها الحياة ما زالت بخير لكن بداخلها هي تَجبُر نفسها على التَجاهل .

تَظاهرت وكأنها لم تَرى ولم تَعلم شيئاً ولم تَسمح لتلك الهَواجس لأن تتغلب عليها .

لم تُفكر قط في ما حدث ، لم تُفكر في ما إذ فَكَّ أسره أو ما إذ أستَمر في البقاء في السَجن ، لم تُفكر في سبب تواجد جاين في محكمته او ما دورها هُناك .

لم تَعُدَّ فَريسة لقلق غامض وفقدت الشعُور بالخَوف تجاهه .

ليس لأنها تَشعُر بالأمان في مُحيطها وليس لأن أحد بجانبها ، بل لأنها سئمت من هذا الشعُور المُقيت وهي تُحاول أن تِنهيه ، وعلى الأقل وعدت نَفسها بأن تَكُون أقوى من قبل إذا واجهته ، وهي تُؤمن بأن هذا اليوم آتي !

والدها ...
هي تَعلم وتُيقن بانه سيعود من أجلها كما وعدها ، سيعود ليجعل حياتها رماداً .

هُو وعدها بأن يعود ، وهي وعدت نفسها بأن تُقاومه .

خَرجت من شرودها لأنها أحَستَّ بتلك الأعيُنَّ عليها ، لقد مرَّ ثلاث ايام بالفعل لكنها لم تتحرك أو تتصرف قط ، لم تضع أي تعبير على وجهها سوى الهُدوء ، هي تتنظر ما سيحل بها فحسب.

أغمضت عينيها بسرعة عندما رفع رأسه نحوها والتقت خاصته بخاصتها ، توترت من مُقابله عيناه الرمادية وشعرت بأطرافها تَرتجف بخفة ، هُو شعر بذلك التغيُر الذي حَلَّ عليها ، احسَّ بذلك على الأقل .

لقد قضى معها تلك الليلة وكانت كافية لكي يرى النجُوم في مُحيطها ، لكنها مُطفئة الآن.

Symphony of love | سيمفونية الحـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن