.الغَرابة .
لطالما شعرت روسيل بالغَرابة في حياتها وكأنها لا تنتمي لأي شيء ، لا من هُنا ولا منَّ هُناك ، كانت دوماً في كُل مَطرح في حياتها تَبحث عن مُلاذ تتمسك به .
لكنها الان تَخشى من فُقدان شيء لا تَملكه !
هل هذا شيء مَقبول حتى ؟!هي أعترفت لذاتها أنها في العالم الخَطأ .
أدركت ذلك ولو كان مُتأخراً .ماذا عن قضاء بعض الوقت المُسلي واللطيف بعيداً عن كُل ما يُؤلم قَلبها ؟!
، لما الان الأصوات المُظلمة هي كُل ما يِراود عَقلها في هذه اللحظة ؟!لما ما زالت تلك الكلمات تترد في باطن عَقلها ؟
هل يُعقل انها تَحلتَّ في الصَمت فحسب ، ألم يُراودها الفضول للإستفسار حتى عما حدث في ذلك الصَباح .
هي فقط تَظاهرت بالصمود وكأن تلك الرسالة لم تَهز كيانها وتُبعثر أفكارها وتُرحب في مَخاوفها .
مَرتَّ ساعات أيام وهي تَعيش وتبتسم وتتحدث وكأنها الحياة ما زالت بخير لكن بداخلها هي تَجبُر نفسها على التَجاهل .تَظاهرت وكأنها لم تَرى ولم تَعلم شيئاً ولم تَسمح لتلك الهَواجس لأن تتغلب عليها .
لم تُفكر قط في ما حدث ، لم تُفكر في ما إذ فَكَّ أسره أو ما إذ أستَمر في البقاء في السَجن ، لم تُفكر في سبب تواجد جاين في محكمته او ما دورها هُناك .
لم تَعُدَّ فَريسة لقلق غامض وفقدت الشعُور بالخَوف تجاهه .
ليس لأنها تَشعُر بالأمان في مُحيطها وليس لأن أحد بجانبها ، بل لأنها سئمت من هذا الشعُور المُقيت وهي تُحاول أن تِنهيه ، وعلى الأقل وعدت نَفسها بأن تَكُون أقوى من قبل إذا واجهته ، وهي تُؤمن بأن هذا اليوم آتي !
والدها ...
هي تَعلم وتُيقن بانه سيعود من أجلها كما وعدها ، سيعود ليجعل حياتها رماداً .هُو وعدها بأن يعود ، وهي وعدت نفسها بأن تُقاومه .
خَرجت من شرودها لأنها أحَستَّ بتلك الأعيُنَّ عليها ، لقد مرَّ ثلاث ايام بالفعل لكنها لم تتحرك أو تتصرف قط ، لم تضع أي تعبير على وجهها سوى الهُدوء ، هي تتنظر ما سيحل بها فحسب.
أغمضت عينيها بسرعة عندما رفع رأسه نحوها والتقت خاصته بخاصتها ، توترت من مُقابله عيناه الرمادية وشعرت بأطرافها تَرتجف بخفة ، هُو شعر بذلك التغيُر الذي حَلَّ عليها ، احسَّ بذلك على الأقل .
لقد قضى معها تلك الليلة وكانت كافية لكي يرى النجُوم في مُحيطها ، لكنها مُطفئة الآن.
![](https://img.wattpad.com/cover/332517622-288-k209505.jpg)
أنت تقرأ
Symphony of love | سيمفونية الحـب
Novela Juvenilحينما تقلب الموازين رأساً على عقب في بلدة سانت باول الإنجليزية، تجد المراهقة روسيل وولفهارد صاحبة الثمانية عشر عاماً نفسها أمام عقبات غامضة تحمل رموزاً وقيم مجهولة ما بين الغاز وأسرار دموية، زعمت بأنها ستواجه تلك التحديات في سبيل حماية شقيقها .. ومن...