| 40 | لا تَبكي يا صديقي

4.3K 338 371
                                    


.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.

متى تَشعُر وكأنك حصلت من الخيبة والإنكسار بما يُكفِي؟ متى تَعلم بإنك حصلت على سقوط قوي أدى الى هَزيمتك؟

هل حينما تصبح الكلمات ثقيلة ومليئة بالألم؟ وتتشابك الأفكار كـالأغصان المُعقَدة في الظلام؟
أم حينما يُخيَمَّ الصمت الثقيل والفراغ الدامي على الروح؟
وتَبدو الحقيقة مُجَرد ظلال رمادية؟.

ربما كلاهما؟

أم شعور الآخر؟

شعوراً مَمزوجاً بالنكران، وكأن العالم لو إجتمع بأكمله أمامك لإخبارك بأي جحيم أوقعت نفسك، ستبقى مُصَراً على إنك ما زلتَّ في الجنة.

أليس هذا أسوء ما يَحصل للمرء؟
خَاصة حينما يرتبط هذا الشعور بالغَضب واليأس والمقَت الذاتي.

وفي النهاية تَصبح عاجزاً على الوصول نحو نُقطَة معينة.

وكأنك في النهاية؛ إلا إنك ما زلت عالق في المنتصف.

خَلفك يقبع كل ما هو مُزَيف، وأمامك كل ما هو حقيقي، أوليس من المُفتَرض عليك المشي قَدماً نحو الصَواب والواقع؟ إذن لما ما زلت عالق؟ ولا تأبى الَسير حتى؟ هل لإن وجودك في قَاع مُزَيف أفضَل بكثير من أن تَبقى مُحَاصر بين أشواك الحقيقة.

لكن كُلمَا حاولت التجاهل أو التهرب، سيزداد الألم ويَشتدَّ الجرح، لكنك هل تؤمنَّ كِفاية بأن جُرحَك سيلتئم يوماً ما؟ أم إنك ستَستمر في القاء الشوك على جُرحك؟

كل تلك الخيارات تَبقى بيدك دوما.

تَوهج القمر في السماء المظلمة يُسَلط ضوئه على مكانهم، في حَينَّ تَغلغل الصَمت في الأنحاء عَدى صوت تَضارب الشجيرات سوياً، وصوت شهقاتها الخافتة المُتقَطعة في وسط البَرد التي تُغادر جوفها بين الحين والآخر.

ضَمتَّ قدميها الى جسدها لكي تَمنحه بعض الدفئ، وقَدَّ مَرتَّ دقيقتين وهي تَجلس بهذا الشكل دون فعل شيء، فقط تَبكي بِحرقة دون تَوقف ولأول مَرة تَشعُر بإنها عاجزة عن إيقَاف تلك الأمواج التي تُغادر مقلتيها، لذلك رَفعت رأسها الى السماء مُجَدداً تَقضُم شفتيها بقسوة حتى شعرت بها تدمِي،جعدتَّ ملامحها تُغلِق عينيها وتَجعل الدمعة تسير على وجنتها بِشكل أفقي، وشهقة أخرى قررت أن تتحرر من جوفها..

Symphony of love | سيمفونية الحـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن