| 27 | فَتاة الورد

6.6K 484 207
                                    



.

شَاغل و وسواس قَوي يَشغل عَقلها فَحسب ، في حين أن جَسدها يَشعُر بالمَلل ، ما تَعتقده يَوماً أن حصص الكيمياء لن تَنتهي قَط بل ستبقى تُطاردها دوماً في حياتها بأكملها .

نَفس طويل غَادر ثَغرها بينما خَدها يَشعُر بالتَشنُج من الوضعية الصَعبة ، هي هكذا مُنذ وقت طَويل بل مُنذ بداية اليوم ، ما زالت تَضع رأسَها على الطَاولة بينما المُعلمون أكتَفو في جحدها بِبعض النَظرات القَاتلة .

وهي تُحاول ان تَتجاهل كُل ما يُشغل بالها .

ما قاله سَالار قبل يَومين .

" اللعنة "
تَمتمت بِصوت واضح بين الهدوء بداخل الفَصل ، نَفثت الهَواء بِقوة لكنها لم تَرفع رأسها بل اكتَفت من النَظر عبر النافذة .

تَوقفت المَعلمة عن التَحدث لبرهة من الزَمن ثُم عاد الجميع لعمله يحاول تَجاهُل الطَاقة السلبية المُنتشرة حَولها .

لقد اعتاد الجميع على كُل حال ، لم يَرو يَوماً طاقة ايجابية منها او وجودها في الفَصل لسبب دراسي ، كُل ما تَوصل اليه البَعض أنها فتاة مليئة بالهموم .

هي كذلك بالفعل .

ماذا عن أنها سُتغادر من أنها ، هل سيحدث ذلك ، هل ستترك الحياة ورائها مُجدداً ؟

في التَفكير بالأمر جاين تَفعل ذلك دوماً ، تَضع مصلحتها الشَخصية في المُقدمة ، اذ كان الأمر يتماشى مع رغباتها لطالما قَامت بقذف اطفالها في القاع .

هذا الأمر ليس ضمن اهتمامها ، كما فعلت قبل عشر سنوات ، جعلتها تُغادر مَوطنها لكي تُغضب زوجها فَحسب .
وستَفعل ذلك مُجدداً لأن روسيل تُعيق الطَريق أمامها ستَجعلها تُغادر تماماً .

في المَرة الأولى التي غَادرت فيها ، خَلفت ورائها ذكرى جميلة في نَظرها ، و رغُم كل شيء ، كُل المشاعر التي حَطمتها بسببه ، كل الافكار التي غَزتَّ عقلها ، ما عاشته من طَرف واحد ، كُل هذا لم يَزعزع الأمر ، بل ما زالت تلك الذكرى خالدة في قلبها .

لكن ما يُؤلمها الان ، أن ذلك سيحدث مُجدداً ، لكن مع العديد من الذكريات .

خلال تلك الأشهُر ، روسيل تَعرفت عليه بِعمق ، نَظرت الى عيناه واستطاعت معرفة ما يَدور خلفها ، قَامت بلمسه ، و ربما تَقبيل شفتيه ، عانقته حينما شَعرت أنها ليست بخير ، رأت بعض المشاعر المَكبوتة بداخل حدقتيه ، وعاشت مشاعر جديدة مُختلفة ؛ كالبدايات تماماً .

كيف سَتترك كل هذا ورائها الان ، هل بعدما عاشت تلك اللحظات البسيطة ؟

هل ستعتاد كما فَعلت سابقاً ، ربما ستواجه امراً اصعب من قبل ؟
لكن اصعب ما يُراود عقلها هو كيف يُمكن أن تشعر فتاة مثلها بالفضُول لأمور وأحداث ليست من شأنها ، لما هي تهتم لمعرفة هوية ذلك الرجل ، لما تهتم لموقف سيليندا تجاهها ، بل لما تَود العبث بقضايا هذه البلدة التي لم تَكترث لها دَوماً ؟

Symphony of love | سيمفونية الحـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن