.شَاغل و وسواس قَوي يَشغل عَقلها فَحسب ، في حين أن جَسدها يَشعُر بالمَلل ، ما تَعتقده يَوماً أن حصص الكيمياء لن تَنتهي قَط بل ستبقى تُطاردها دوماً في حياتها بأكملها .
نَفس طويل غَادر ثَغرها بينما خَدها يَشعُر بالتَشنُج من الوضعية الصَعبة ، هي هكذا مُنذ وقت طَويل بل مُنذ بداية اليوم ، ما زالت تَضع رأسَها على الطَاولة بينما المُعلمون أكتَفو في جحدها بِبعض النَظرات القَاتلة .
وهي تُحاول ان تَتجاهل كُل ما يُشغل بالها .
ما قاله سَالار قبل يَومين .
" اللعنة "
تَمتمت بِصوت واضح بين الهدوء بداخل الفَصل ، نَفثت الهَواء بِقوة لكنها لم تَرفع رأسها بل اكتَفت من النَظر عبر النافذة .تَوقفت المَعلمة عن التَحدث لبرهة من الزَمن ثُم عاد الجميع لعمله يحاول تَجاهُل الطَاقة السلبية المُنتشرة حَولها .
لقد اعتاد الجميع على كُل حال ، لم يَرو يَوماً طاقة ايجابية منها او وجودها في الفَصل لسبب دراسي ، كُل ما تَوصل اليه البَعض أنها فتاة مليئة بالهموم .
هي كذلك بالفعل .
ماذا عن أنها سُتغادر من أنها ، هل سيحدث ذلك ، هل ستترك الحياة ورائها مُجدداً ؟
في التَفكير بالأمر جاين تَفعل ذلك دوماً ، تَضع مصلحتها الشَخصية في المُقدمة ، اذ كان الأمر يتماشى مع رغباتها لطالما قَامت بقذف اطفالها في القاع .
هذا الأمر ليس ضمن اهتمامها ، كما فعلت قبل عشر سنوات ، جعلتها تُغادر مَوطنها لكي تُغضب زوجها فَحسب .
وستَفعل ذلك مُجدداً لأن روسيل تُعيق الطَريق أمامها ستَجعلها تُغادر تماماً .في المَرة الأولى التي غَادرت فيها ، خَلفت ورائها ذكرى جميلة في نَظرها ، و رغُم كل شيء ، كُل المشاعر التي حَطمتها بسببه ، كل الافكار التي غَزتَّ عقلها ، ما عاشته من طَرف واحد ، كُل هذا لم يَزعزع الأمر ، بل ما زالت تلك الذكرى خالدة في قلبها .
لكن ما يُؤلمها الان ، أن ذلك سيحدث مُجدداً ، لكن مع العديد من الذكريات .
خلال تلك الأشهُر ، روسيل تَعرفت عليه بِعمق ، نَظرت الى عيناه واستطاعت معرفة ما يَدور خلفها ، قَامت بلمسه ، و ربما تَقبيل شفتيه ، عانقته حينما شَعرت أنها ليست بخير ، رأت بعض المشاعر المَكبوتة بداخل حدقتيه ، وعاشت مشاعر جديدة مُختلفة ؛ كالبدايات تماماً .
كيف سَتترك كل هذا ورائها الان ، هل بعدما عاشت تلك اللحظات البسيطة ؟
هل ستعتاد كما فَعلت سابقاً ، ربما ستواجه امراً اصعب من قبل ؟
لكن اصعب ما يُراود عقلها هو كيف يُمكن أن تشعر فتاة مثلها بالفضُول لأمور وأحداث ليست من شأنها ، لما هي تهتم لمعرفة هوية ذلك الرجل ، لما تهتم لموقف سيليندا تجاهها ، بل لما تَود العبث بقضايا هذه البلدة التي لم تَكترث لها دَوماً ؟
أنت تقرأ
Symphony of love | سيمفونية الحـب
Teen Fictionحينما تقلب الموازين رأساً على عقب في بلدة سانت باول الإنجليزية، تجد المراهقة روسيل وولفهارد صاحبة الثمانية عشر عاماً نفسها أمام عقبات غامضة تحمل رموزاً وقيم مجهولة ما بين الغاز وأسرار دموية، زعمت بأنها ستواجه تلك التحديات في سبيل حماية شقيقها .. ومن...