| 17 | شَوقاً وضياعاً

6.5K 476 314
                                    



.

عندَّ النظر للحكاية من الجانب المُظلم ، أرى أنني أعتَدتُ على حُبه ومُراقبته سراً ، لم أعتَقدَّ يَوماً بأن هذا ليس كافي ، كان يُؤلم بالطبع ، لكنني ظننته الواقع ولن يُستبدل .

الفتى الذي أعتَدتُ على مُراقبته في الظلام ،
أنا بين أحضانه الآن.

لو عُدت بالزمنَّ قليلاً وأخبرني سبيل عابر بهذه الجُملة ، سأضَحَكَّ فحسب ، لأنه يُلقي هُنا دُعَابَة أو طُرفة .

أحببته لسنوات دُون التحديق في عينيَّه ، دُون تَقبيله ، أو مُداعبة خُصلاته ورموشه ، لم أستَمعَّ لضحكته وأحاديثه يومياً ، لم أكُنَّ بجَانبه حتى ؛ رغُم ذلك أحببته ؛ لذا فكرة أنني بجانبه الآن وأستطيع مُعانقته ، تَبعثَّ لي مَوجة جديدة من الأحاسيس وتَدفقَّ مشاعر لم أعهَدَّها مُسبقاً .

كالوقوع في الحُب مُجدداً.

أحتَلتنِّي رغبة أكبر في التَعرف عليه كـألكاي الذي لم أكُنَّ منه وفيه . ثُم الوقوع في حُبه كقَصُة الحُب الآولى المُبتذلة ..
أصبَحتُ أودَّ ذلك .

نعم ؛ أودَّ أن يَكُون لي لوحدي ، ولستُ على أستعداد لمُشاركته.
مُجرد التَفكير أن هُناك آخرى سَتُعانقه مثلما أفعل الآن ، أو تَنظر الى لمعة عينيَّه عن قُرب والتَحديق في أبتسامته المُميزة ، تَجعلني ثَائرة ومُمزقة.

على الآقل لن أسمح بذلك .

أبتَسمتُ لآخر مَرة قبل أن أبتَعدَّ عن أحضانه ، لو الأمر بيديَّ لبقيتُ هُناك طيلة عُمري ، قلبي شعَرَّ بالبَردَّ عندما أبتَعدتُ عنه ؛ ويديَّه التي أبعدها بِبطئ عن خَصري ، عدتُ للخَلف أجول بِبَصري عليه أمام خُصلاتي التي تَتطاير بِخفة ، أعدُتها خُلف أذني ومنَحتَّه أبتسامة شُكر مُبَطنَّة .

" أراهَنَّ أنكِ أصبحتِ بخير "
تحدث بهدوء وهُو يُبادلني شَبه أبتسامة ماكرة ، وأزاح للجانب أحد خُصلاته المُتمردة بِطرف أصابعه ، حَدقتُ به بذهول على تلك النبرة ، هل هُو يَتحدث بِغرور الآن ؟ .

أعلم أنه مُحق فيما يَقوله ألان، عناق منه لم يَجعلنِّي بخير فحسب ، بل أستطيع الأستغناء عن العالم بأكمله للحصول على آخر أضَافي ، لذلك أنا بخير للغاية ...

لكن رؤية الكاي يتحدث هكذا كانت غَريبة عليَّ بعض الشيء ، هو يتباهي بذاته ، وهذا لطيف بِحقه .

" أصبحتُ نعم ؛ لكن أنا ... كُنت أودَّ مُعانقة أحدهُم ،
ليس لأنك أنتَ "
تَحدثتُ بكبرياء مُزيف الوي شَفتيَّ ، على الآقل أودَّ وضع مُبرر حتى لا يَتحدث معي فجأة بتلك الطريقة كالألتصاق به أو هذا الهراء .

Symphony of love | سيمفونية الحـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن