| 2 | سِهام عَيناه

8K 572 432
                                    



.

" أسهل طريقة للتخلص من شَقيقك بسَلاسة وإخفاء جِثته في حَديقة المَنزل الخلفية "
طرقتُ بأصابعي عند الضغط على لوحة المفاتيح الخاصة بجهازي الكمبيوتر لآخر مرة ، تنهدت وقُمت بِنزع نظاراتي الشفافة عن جِسر أنفي ، أرخَيتُ ظَهري على الكُرسي الهزاز للخَلف قليلا وبدأت بتدليك المنطقة بين حاجبي، شردت عَيناي في سقف غرفتي الرمادي .

هذا ما أفعلهُ الآن .
أطلق العنان لأصابعي بكلمات غريبة وسخيفة على موسوعة چوچل ، ألقيت نظرة على الجهاز وبالطبع لا توجد نَتيجة للبَحث .

لماذا بِحق الخالق ؟ هل كيڤن الشقيق العار الوحيد في هذا العالم الكبير ؟

لم أنم الليل كُله وعقلي يتخبط بشدة لإيجاد تفسير منطقي عن الذي رأيته البارحة ، حتى إنني ما زلتُ أقنع نفسي إنه حِلم ، لكن عودة كيفن للبيت برائحة عطرة كثيفة وخانقة يجعلني اتأكد انه أغرق نفسه بعطر قوي لإخفاء رائحة الكُحول والحَشيش مِن ملابسه ، ذلك الخبيث .

في البارحة كُنت قد ضقت ذرعاً ولم أستطع تَحمُل مُشاهدة ذلك الهراء لذلك تسللتُ على الفور خارج المنطقة كُلها وعدتُ للبيت قبل عودة كيفن ، عندما سمعت صوت المقبض كُنت قد تَظاهرتُ بالنوم ، حتى إنه آتى لغرفتي مِن أجل تفقدي وقام بتغطيتي جيداً .
لكن لم ينفع معي ذلك ، ما زال لعين كاذب ، وسأريه من الآن وصاعداً ماذا سأفعل به ، إستَعد لرؤية وجه جَديد من روسيل .

طَرقات قوية أخرجتني من مُخطط القتل الذي أهدف إليه .

" رو ؟ هل أنتِ نائمة ، أين مصفف الشعر خاصتي ؟"
أنظر إلى الأحمق، إبتسمت بلطافة أوجه نظري للباب المُغلق ، إستمر في النَحيب والطرق بشكل أقوى لفترة ، يظنني نائمة .

" سأدخل حسنا ؟!"

بقيت على وضعيتي نفسها ولم أُحرك إنش واحد حتى ، فتح الباب ببطئ يود فتح ثَغره للحديث والذي أودَّ تَمزيقه بشدة ، لكنه قد تَجمدَّ عندما رآني أجلس أمام أنظاره ، أضع قدم فوق الأخرى أحُرك لساني بإستمتاع داخل فمي ، وألعب بالقلم بين أصَابعي بِشكل عَشوائي ، وأخيرا أقُدم له تلك الإبتسامة العريضة .

"رو ؟.... بجدية !" أردف بصعوبة يحاول تَخطي صدمته ، إنه يطرق الباب منذ نصف ساعة ، وأنا هكذا أُرحب به ، هَذا ممُتع .

" هل تسخرين مني ؟ أنا أطرق مُنذ وقت طويل وأخشى أن اقطّع نَومك وانت تَجلسين هكذا بهدوء " أردف بإستنكار وتعجب وتكاد عيناه تخرج من مقلتاه من الدهشة ..

يا له من نَبيل .

" حقاً ، لم أسمعك جيدا، أعذرني كُنت أضع السماعات " أشرت برأسي على سماعات البلوتوث التي تتدلى على رقبتي ، رؤيته هكذا ممتعة للغاية ..

" آلهي، لن أنشغل بكِ الآن،
هل رأيتِ مصفف الشعر الخاص بي "
إستفسر وهو يُرجع خصلاته الطويلة للخلف ويبدو منزعج .

Symphony of love | سيمفونية الحـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن