| 21 | أحمَر الشِفَّاه

6.5K 526 405
                                    



.

حاولتُ كثيراً .
رُبما تَرميم قَلبي الذي سعى جاهداً للتَقرب منك .
ذَكرتُ نَفسي دوماً بأننا مُجرد حكاية فاشلة .
وعَلمتُ بأنني تَخطيتُ حدود لم يَكُنَّ علي تَخطيها .
كان من المُفترض أن أبتعد لأن ذلك ليس مكاني .
قَلبه ليس مكاني .

هُو ليس مُخطئ .
أنا لا أنتظر منه أن يَستقبلنِّي بالأبتسَامات والوُعود .
كُل ما حصل يقع على عاتقي .
أنا حَمقاء للغاية ...

كنتُ حمقاء ونسيتُ من أكون وما هُو قدري بجانبه .

أطَلقتُ زفيراً حاداً وأعدتُ رأسي للوراء أحدق في السماء الليَّلية الواسعة ، تلك السماء التي تَحتضن الأرواح متى تَشاء .
النجوم تَربعت في السماء تمنحها لمعة بَراقة ، شَردتُ بها لمدة طويلة دون أي حراك .

مَرتَّ ساعة كاملة تَقريباً وأنا أجلس هكذا ولوحدي في الحَديقة الخَلفية ، على الأقَل كان من الجَميل الأنفراد بنفسي قَليلاً ، هذا مُريح بِقدر ما جمعتني أفكار مُؤلمة .

كان قَدَّ قَذف كلماته بلا مُبالاة وغادر بِبساطة بعد أن تَركني هكذا أحارب أفكاري وقَراراتي .
وكُل ما تَوصلت اليه هو تَعجُب .
لما يَفعل ذلك ؟
ما الذي يَسعى له ؟

اليس هُو ذاته من كان يَقترب مني في الآونة الآخيرة ، اليس هُو من كان يُلقى كلمات مَعسولة تلعب على أوتاري .
لما كان يفعل ذلك ؟
بالتَأكيد هُو ليس مُنجذباً نَحوي أو شيء من هذا القبيل .
هل كان يعبث معي ببساطة ؟

أذَّ كان يَفعل ذلك حقاً ، فهو سيندم .
حينها سيرى جانب مني لم أظهره بتاتاً .
لأني لستُ فتاة تتعرض لشيء مُبتذل كذلك .
لا قبلاً ولا بَعداً .
لستُ كذلك ؛ ولن أسمح لأحدَّ بِفعل ذلك .

" ما الذي تُخططين له ؟ "

رفعتُ رموشي ناحية الصوت الذي وقع على مسامعي .
أعَدتُ أنظاري نَحو أقدامي أتجاهل وجودها المُزعج .

" أغربي من هُنا إذَّ كُنت سَتتحدثين بِهراء ؛
وألا أسحقك أيڤيرلين . "
تَمتَمتُ بهدوء دون النَظر اليها ، لكن أعتقدَّ أنَّ نَبرتي كانت كفيلة لكي تَشعُر بالتهديد .

رائحة عُطرها القوية أنتَشرت في الأرجاء وكُنتَّ قَدَّ لاحظتُ ملابسها المُهندمَة والأنيقة ، هل هي هُنا مع شقيقها ؟

أطلقتُ نفس حاد عندما لمحتها من طرف عيني تجلس بجانبي على الكُرسي الخشبي .
ثُم تَذكرتُ مَوقفها السَخيف صباحاً .
عائلة مَجنونة .
شقيقان يَحتاجان للعلاج النفسي لأنهم مُصابان بأضطراب حاد ؛ هذا واضح .

Symphony of love | سيمفونية الحـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن