part 4

425 12 0
                                    

كانت عبرات امي كسيل بعد الجفاف لا تتوقف وامتزج صوتها بنحيبها فلم اتميز الكلمات كانت عيناها ككأسين من الدماء واظنني استمع من موقعي دقات قلبها كقرع الطبول كانت في حال يرثي لها حقا فأشفقت عليها وخِفت أن يحدث لها شئ فضممتها وطلبت منها التوقف عن الحديث لترتاح قليلا كنت رغم صغري كمرأه طاعنة فالسن ولست انا الوحيدة هكذا بل كل اطفال حينا أظنها الهموم اثقلت عاتقنا فكبرنا قبل الأون فتتحدث إلي أصغرنا يحاورك كأنه في العشرين من عمره وهو لم يتجاوز السادسة بعد كنت توقعت مما سمعت من قد يكون ابي ، يا إلهي ما حدث لنفترق لما لست إلي جواره اضحِك على امي وحينما اتيت إلي الدنيا رفض الاعتراف بي ، ولكن كيف كيف وانا ادعي شمس ايمن الوزير بالفعل كيف استخرجت امي شهادة ميلادي إن كان الوضع هكذا كيف ؟ لم انتبه طيلة عمري بتشابة أسمى و أسم ذلك الرجل التي يتردد اسمه فالتلفاز ليل نهار نعم نملك واحدًا لا تتفاجئو وهو صغير قديم متهالك يعمل بنظام الوصله فهناك سلك صغير يمده إلينا احد الجيران يحمل عدة قنوات فضائية احدهم يملكها منصور الوزير ، قد سمعت أسمه مرارًا عليها وظهر علي شاشتها مرات قليلة و ورغم ذلك لم أربط أسمي بأسمه ابدًا كيف لما اتسأل يوما ولو بالخطأ عن تشابه أسمينا كم اشعر الآن بالغباء اه يا أمي كيف وصل بنا الحال من هذا الثراء إلي هذا الحضيض نظرت إلي امي وجدتها قد ذهبت في ثُبات عميق بين يدي.

عبير بحزن.: امك تعبت اوي انهارده كل الوجع رجعلها انهارده كنت فكرت انها نسيت بس باين الوجع ما بيتنسيش تعالي نعدلها في سريرها عشان ترتاح
شمس بيأس : حاضر

بعدما وضعت رأس أمي علي الوسادة و دثرتها بذلك الغطاء البالي  التفت إلي خالتي عبير ففي حينا كل النساء خالتي وكل الرجال عمي .

شمس بتسأل : منصور الوزير اللي بيطلع علي التلفزيون يبقي جدي صح
عبير وهي ترفع كتفايها  : والله يابنتي ما انا عارفه انا اول مرة اسمع الاسم من امك دلوقتي زيي زيك وبعدين انا معرفش مين منصور الوزير ده اصلا ولا عمري شوفته علي التلفزيون هو انا رايقه اتابعه
شمس بتفسير : شوفته كان طالع في برنامج كام مرة ايام الانتخابات
عبير وهي تهز رأسها : يمكن هو ويمكن لاء امك لما حكتلي الحكايه زمان اول لما جت هنا مقلتش اسامي يمكن لانه معروف خافت حد يروحله ويعرفه المكان
شمس بتفاجئ : هي جت هنا هربانه
عبير بأسف : ايوه يابنتي هربت عشان تحافظ عليكي
شمس بإستفسار : ازاي

وهنا دق الباب فقمت بفتحه لأجد يوسف ابن خالتي عبير هو القادم .

يوسف بملل : ابويا بيقولك بتعملي ايه عندك كل ده تعالي عشان تعشيه عاوز ينام خلاص بقينا نص الليل
عبير وهي تتحرك تجاه الباب : حاضر جايه هو نامي انتي كمان ياشمس وارتاحي وبكره تعرفي الباقي

هززت رأسي في صمت ولكن اي نوم هذا الذي سيأتيني بعد ما سمعت لما انا هنا لست بتلك الفيلا الفخمه اتمتع بتلك الحياة الوثيرة ، علي الاقل كنا سنعالج امي بدل من  ذلك الحال التي هيا عليه الان افاقني من شرودي سعال امي الشديد احضرت الماء وساعدتها في شربه
نظرت لي في وهن بعيون دامعه كأنها تطلب مني السماح السماح علي شيئا لا اعلمه ، لما هربت ماذا حدث ؟ ظلت افكر حتي سقطت في النوم بلا شعور واستيقظت على صوت الحي المعتاد فمع بداية النهار يبدأ الشجار وتتعالي الاصوات قمت واغلقت تلك النافذه حتي لا تنزعج امي و قمت باحضار الافطار وما استطعت شراءه من دواء و ايقظتها و ساعدتها فالنهوض سكبت الماء واعطيتها لتأخذ ذلك الدوء فكلي امل ان يطيبها ولا تذهب وتتركني ومن ثم شرعنا فالافطار في صمت رغم ضجيج العقول وما تعج بيه من تسأولات انهيت طعامي وقمت لأصنع لأمي كوب من الشاي ووضعته أمامها .

بنت ليل "قيد التعديل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن