part 32

205 5 0
                                    

انها الدماء تهرب من أوردتها كلما شعرنا بخوف شديد كان ذلك وضع ليل فقد جحظت عيناها و اكفهر وجهه وإرتعبت حينما وجدت تلك الحماه امامها فهي تعلم انها لن تتواني عن اهانة اهلها
بكينام : عرفت انه اهلك هنا جايين يزروكي ماكنش ينفع افوت فرصه زي دي اكيد
الجمت الصدمة لسان ليل فلم تنبس ببنت شفه
باكينام ايه مش هتقوليلي اتفضلي و تعرفيني هليهم معلموكيش الأصول فالمكان اللي انتي جاية منه
كانت ليل تحاول نرتب الحديث في رأسها كي تجيب ولكن القدر تدخل فقد اتي صوت ايمن من خلف أمه متسألا : مامي حضرتك هنا ليه
باكينام بسخرية : جيت اتعرف علي نسايبنا الجداد
ايمن بحده ولكن بصوت خافت حتي لا يصل الصوت إلي ال زوجتة بالداخل : مامي لو عملتي اللي انتي بتفكري فيه تشطبي من حياتك كلها انه كان عندك ابن من الاساس وهاخد مراتي وهسيبلك البلد كلها وامشي ومش ختعرفي حتي تلمحي اثري لاخر يوم في عمري ونفوذك حدوده البلدي مش هتعرفي تلاقيني بره
كانت باكينام تعلم من نظرات ابنها انه صادق فيما قال فنظرت إليه بغضب والتفت عائدة من حيث اتت
كان الصوت يصل إلي الداخل في شكل همهمات غير واضحة ولكن كان واضحا ان هناك إمرة اخري غير ليل فتعجبت صفاء لثوان ومن ثم ظنت انها الخادمة فمثل ذلك البيت لابد انه يكون به عدة خدم
دلف ايمن وليل إلي الداخل وهما يحاولن رسم ابتسامة زائفة علي وجهيهما
صفاء : اخيرا جيت تقعد معانا انا قولت مش مبسوط بزياريتنا
ايمن: ازاي كده انا بس كنت سايبلكم فرصه تشبعو من ليل وتتكلمو براحتكم عشان بقالها كتير غايبه عنكم لكن انا طلعت اهو ولو تحبو ننزل نقعد كلنا فالجنينه
ورد : اه اه ننزل الجنينه شكلها حلو اوي
صفاء : ورد
ليل : سيبيها براحتها يا ماما
ايمن : يلا ياورد يالا يا جماعه
*******
أما فالبلدي فقد ارتفعت الزغاريد حد السماء فلم تصدق ام عمران أذنيها حينما اخبرها عمران انه يريد الزواج من ابنة عمه
وكانت مريم تنظر إلي امها في تعجب فكيف تزغرد وهي تعلم انه بيسان قد رفضته لكن لم تكن الأم تزغرد لطلبه بيسان بعينها ولكن لمونها قد طوي صفحة ليل بعدما أرق الامر نومها ليال طويله شعرت بها بذنب يق*ت*لها تجاه ابنها بعدما تسببت في حرمانه ممن احب
الام : اه ياولدي اخيرا هتفرحنا بيك لكن اشمعنا بيسان ما بنات البلد ياما
عمران : القلب ومايريد يا ام عمران
الام : وقلبك المرة دي قالك بيسان
مريم : بجد ياعمران انت حاببها مش مختارها عشان هي مناسبه ليك وبس
عمران : اخرجي انت من كلام الكبار ده يا مريم لساكي صغيرة
مريم : صغيرة ده انا من دور العروسه
عمران : ماشي ياست البنات كبيرة وعروسه وزي القمر ايه كمان
مريم : ربنا يخليك ليا ياخوي هطلع بقي اقول لبيسان وركضت مسرعه حتي لم تعطي اي منهم فرصه الرفض او القبول
الام : طول عمرها مطيورة البت دي ميتا تعقل
عمران : هي صح خير البر عاجله
********
بنان : انا مهدت لبابي انه في حد عاوز يتجوزني بس لسه مجبتش سيرة مبن وازاي
أحمد: بجد يا بنان اخير هناخد خطوه وهتبقي البنبونايه الحلوة دي بتاعتي انا
بنان : ما تستعجلش بس انا لمحت انه في حد في حياتي لكن لسه مستعدنتش كفايه عشان الاستيب دي لزم بابي يسمع. باسمك فالسوق قبل ما يسمعه مني
ليرن هاتف بنان في ذلك الوقت لتنظر إليه فتجد المتصل زوجة ابيها
بنان بتأفف ودي عاوزة ايه دلوقتي مش رفضت فكرتي وقالت هتتصرف
احمد : مين دي
بنان :انطي باكي مرات بابي
احمد : طيب ردي مايصحش
بنان امسكت الهاتف وابتعدت عدة خطوات
بنان : ايوه يا انطي
باكينام : بنان انا هتجنن ايمن بيتحداني انا عشان البتاعه دي لازم تتصرفي
بنان : ما انا قولتلك انتي رفضتي
باكينام : خلاص موافقه
بنان : طيب انتي خلي هشام بس يراقبها وأنا هشوف مين اللي ممكن نخليه يتصور معاها والصور توضل لايمن
باكينام : وهتفدنا بأية الصور دي طالما فالشارع ووارد ماتقفش معاه اصلا ولا تعبره
بنان : لاء دي بتاعتي بقي هو مش هيكلمها هو هيقف في زوايا يبان انهم بس سوا وقتها هشام هيشوفهم سوا هيحكيلك هتطلبي منه يصورهم كل ما يتقابلو وهوا هيعمل كده لما يبقي معانا مجموعة صور حلوة هنخدرها ونجيبه يتصور معاها في اوضة النوم ونبعت لإيمن الصور
باكينام : دماغ سم
بنان بضحكة : من بعض ما عندكم يا انطي
اغلقت بنان الخط وعادت إلي احمد االذي هاجمها قائلا
: لسه معندكيش ثقه فيا لدرجة بتردي علي مكالماتك بعيد عني  مش المفروض اننا واحد
بنان : بس دي امور عائليه
احمد : وانا مش هبقي من العيلة ليه انا بالنسبة ليكي كتاب مفتوح تعرفي عنه كل حاجه وانا يدوب اعرف عنك اقل القليل
بنان : وانت عاوز تعرف ايه عني
احمد : كل حاجه وماتخبيش عني اي حاجه
بنان بدلال : بس كده عيوني
احمد : تسلملي عيونك
ليأتي النادل ويضع الاكباق امامهم فيتوقف الحديث
********
كانت ردة فعل ايمن في غيبوبته قوية حينما تذكر تلك الصور التي ارسلت له قبيل اختفاء زوجته فحدث خلل  في مؤشراته الخيويه مما جعل صفير الأجهزة المتصل بها فهرع إليه الاطباء
كانت ريناد قد سقطت في النوم إلي جواره وصوت الصفير قد إيقظها فظلت تبكي في هلع فيبدو ان حالة ايمن ليست بالجيدة اخرجتها الممرضه من الغرفه وبدأو بحقن ايمن بالمهدء حتي تهدء اشارات المخ وتستقر المؤشرات الحيويه الخاصه به
ريناد : في ايه يا دكتور
الطبيب : مش عارف غالبا حلم مزعج نشط اشارات المخ فعمل كده
ريناد : ياعني هو بخير
الطبيب : اه خد مهدئ والمعدلات رجعت طبيعيه تاني ياريت حضرتك تروحي لانه مفيش داعي لوجودك هو حاليا وضعه غير مستقر وغير مسموح بالزيارة
ريناد : كده مش هيفوق
الطبيب : بعد المهدئ حاي لو هيفوق مش قبل ١٢ ساعه
ريناد وهي تتذكر ابنتها : تمام يا دكتور هكون موجوده الصبح ان شاء الله
******
اشرق يوم جديد استفاقت به ليل من كبوتها فقد استقر وضعها ضغط الزر إلي جوارها فأتهها الممرضه
ليل : انا حاسه بوجع شديد اوي في صدري وي ما يكون في حد راشق في س*ك*ينه
الممرضه : طبيعي يامدام العمليه كانت كبيرة دقيقتين هجيب مسكن و هترتاحي بعدها
ليل : طب عاوزة اشوف بنتي
الممرضه الزيارة ممنوعه نهائي انا اصلا معزوله مع حضرتك عشان مناعتك
ليل : بس انا محتاجه اشوفها
الممرضه : هحاول اطلب من الدكتور يعملك اسثني لو سمح هبلغها لما تيجي
ليل امأت بتفهم وابتسمت في صمت
*******
تعجبت شمس وورد من عدم ظهور إيمن لمثل ذلك الوقت فقد اختفي تماما منذ الأمس
شمس : بابا شكله مش جاي يلا نروح احنا المستشفي
ورد : شكلها كده اكيد وراه شغل واتشغل فيه
شمس : طب اتصل بيه
ورد : نجهز الأول وبعدين كلميه وعرفيه اننا رايحين المستشفي
وشرعت الفتاتان في تبديل ملابسهن وما ان انهيت شمس قامت بالأتصال بأبيها في بادئ الامر يأتيها رد فقد كانت ريناد غير منتبهه للهاتف ولكن قبل ان ينتهي الاتصال قامت بالرد حينما لمحت ان اسم المتصل فتاه
شمس : الو يا بابا انت فين
فنظرت ريناد بلا حديث إلي الهاتف بألم ييري في كيانها فهو اب لفتاة شابه
شمس : بابا انت سامعني بابا الو الو
اغلقت شمس الهاتف لمعاودة الاتصال فقد ظنت ان هناك مشكله فالشبكه
ووقعت ريناد ارضا تبكي بلا توقف

بنت ليل "قيد التعديل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن