*16:16*

169 27 6
                                    

16:16، أكثرُ الدقائق تميزاً لي في اليوم، وما أروعها وأبهاها، وكم أعشقها حين تأتي مرافبةً تلك الأميرة، معشوقة الملايين، أجري مسرعاً لاستقبالها، هل لي بتوقيعٍ مِن محاسنك؟ ندرةٌ من يحصلونَ على ذاك التوقيع...
فَجْوَة بين السحب، كَأَنَّ الغيومَ تشاجرت وافترقت، أخذتُ أجولُ بحثاً عن جواهرَّ فيك، تنافسني الطيور... من يجدُ الأمل أولاً، فأجدُ قارباً بسمائك، إلى أين مطلبه؟ ومن يدري!؟ أضعتُ طريقي في البحث، لذا أخذتُ التقت الطيور بأيعني ، أسابقها لأرمقها، انكسرَ الضوء لأرى ألوان الطيف تباغتني، أرى أوجهاً مألوفةً بفنك، وقد تكون تلك الأوجه جديدة، وقد لا أكون الأول في هذه الكلمات، أنزلتُ رأسيَّ أناظرُ الماء على الأرض، محيطٌ صغير، ومع كُلّ قطرةٍ تهبط عليه، ينبضُ قلبي كما تنبضُ المياه، أرفعُ رأسي لألقى كماً هائلاً الأسهمِ تقتلُ وجهي بقطراتِ ماء، أفتحُ ثغري غافلاً في محاسنك، فتتسللُ قطراتٌ تحلي حلقي بمذاقها، أينَ الطيور؟ أتلعبين الغميضة؟ أضعتها كما أضعتُ بحثي الذي لم أجد له داعٍ، فلما أبحثُ؟ مبتغايّ يأتي لي من أول وقعة من عيني، نسيمُ الرياح يلاطفني، أنه كأُمٍّ لي، باردٌ... دافئ، نتمردُ في أنظارنا، أتسمحين لنا بمداعبتك؟، اعذريني إن لم أستجب لرفضك، ولا تُأْخِذِيني على استنزافي محاسنك بأنظاري، فأتداركُ ذاتي بوجهي المحمر، انقطعت أنفاسي لإطلالتك، أأنْتِ الحاكمة؟ أطيعك وأنتِ جماد، اجتاحتني مشاعر الألفة والانتماء، أحركُ رأسي لأرى بقعةً زرقاء، فيجتاح زرقائكِ اَلْهَجَمَات من اللطفاء، يتعاركون ويتنافسونَ من يكثرُ سكبَ الأنقياء، تلفحينَ وجهي بنسماتكِ التي تسلب الأنفاس، قتلتني فلا تدعيني جثة هامدة على هذه المآسي، خذيني معك كما يفعل ذلك القاتل، يؤدي جُرمهُ ويخفي الأدلة، فلا تظهريني على تلك المنصة أنتظرُ السواد بعد خذلانك لي، أريد الذهاب معك، لم تدمع عَيْنَايَّ لفراق أحباب، فمن أنتِ لأبكي على فراقك للحظات؟

حَفيف گلماتٍ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن