ما يحدث في ماكرونالد يبقى في ماكرونالد

137 13 18
                                    

الوقت الآن ما بعد منتصف الليل، الظلام دامس وبالكاد استطاعت آنيا رؤية ما أمامها، ابتعدت بخطوات مترددة من قاعة الألعاب الرياضية حيث يقام حفل نهاية العام في مدرستها، ومع كل خطوة كان صخب الإحتفال يتبدد ليحل محله السكون.

أضاء ضوء القمر المكان من حولها لثوانٍ فإستطاعت رؤية محيط المدرسة الخالي من الطلاب الذين يتكدسون داخل القاعة، وسرعان ما ذهب ضوء القمر والغيوم الكثيفة تغطيه مجدداً. لكن ذلك حدث بعد أن رأت آنيا ما حفز انتباهها، حركة حدثت ما خلف مكتب حارس المدرسة، حركة كانت غير طبيعية بكل تأكيد وبدلاً من أن يخيفها ذلك حمسها...

تحول التردد في خطواتها لثبات وهي تسرع لكن بحذر ناحية مصدر الحركة، ومع كل خطوة تقترب بها كانت تستطيع سماعه بشكل أوضح، ذلك الصوت، صوت فحيح ومص، صوت أنين ومع كل ذلك أصوات أخرى لم تكن مفهومة لها.

لم تكن مفهومة لها حتى وصلت إلى المكان وتلصصت دون أن تظهر، الظلام دامس وبالكاد تستطيع آنيا رؤية ما أمامها، ظلال تتحرك وأصوات تعلو دون أن تفهم مسبباتها، كان ذلك إلى أن قررت الغيوم أن تخلي سبيل القمر لينتشر ضوءه ببطء في الأنحاء، وليظهر لآنيا شيئاً فشيئاً ما كان يحدث أمامها.

يمسك جسدها بقوة، ليس بيديه ولا بساقيه بل بأنيابه التي انغرست بقوة في عقنها وخيط رفيع من الدم سال من مكان التقاء أنيابه بعنقها، لم يكن مظهر وجهها الفزع، عينيها الشاخصتين، ويديها المتشنجتين هو ما التصق بذاكرة آنيا بل رؤيتها لعينيه الحمراوتين، أنيابه الدامية، لوجهه المنتشي واللذة تغمر ثناياه ليكون ذلك هو ما جعل آنيا تستيقظ فزعه من غفوتها.

بنفس متلاحق اعتدلت من استلقائتها، يدها جهة قلبها والأخرى وجدت طريقها لتمسح جبينها المتعرق والذي التصق به شعرها، أخذت آنيا نفساً عميقاً ثم زفرته ببطء لتنهض بعدها عن السرير وهي تتجه ناحية مرآة ذات حجم طبيعي لترى أمامها آنيا الشابة ذات الثلاثين عاماً وليس المراهقة ذات الثمانية عشر عاماً والتي كانتها في تلك الليلة.

ومع وقوفها أمام المرآة فتح باب الجناح لتدخل عبره أختها الصغيرة بوبي وهي تحمل حقيبة مكياج، اقتربت بوبي وهي تقول: لقد جلبت أمي الحقيبة، كنا سنكون في ورطة إن...

لم تكمل وهي ترى منظر أختها البائس، متعرقه عيناها غائرتان وشعرها الذي قامت بغسله قبل قليل لم تجففه وبالتالي بدا الآن كعش غراب صنع بعيدان يابسه.

قالت بوبي بقلق وهي تديرها ناحيتها: ما الأمر، لم تبدين هكذا؟

مسحت لها وجهها وأصلحت روب الاستحمام بينما أجابتها آنيا بنبرة ساكنة: لقد حلمت بتلك الليلة مجدداً بوبي.
- أي ليلة؟
- ليلة رؤيتي لمصاص الدماء.

توقفت بوبي عما كانت تفعله ورفعت بصرها إلى أختها، ظهر عبوس على وجهها، عبوس علمت آنيا بقدومه لكنها قالت رغم ذلك:

وقفات قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن