سلك شاحن الهاتف، لكنه قصير وضعيف البنيه. آه سلك المكواة أقوى وأطول منه، نعم قد يفي بالغرض.
هناك تلك الأدوية الكثيرة، أدوية زكام وأخرى للصداع وبعضها للمعدة، معاً تشكل سلاحاً فتاكاً بلا شك.
وماذا هناك أيضاً؟ آها... كيف لي أن أنسى صديق المرأة الأهم، موس الحلاقة البريء الشكل عميق المضمون.ومع تعدادي لهذه الأشياء الثلاثة شعرت براحه تغمرني، لدي ثلاث طرق مختلفة استطيع استعمالها في أي وقت أشاء للهرب. كم هذا مريح... أن يكون لديك خطة بديلة تواجه بها الأوقات الصعبة.
لكن الخطة البديلة تبقى بديلة ويكون الإعتماد على الخطة الأساسية، الكفاح.
ترامى لمسامعي صوت باب الشقة وهو يغلق فأغلقت بسرعة هاتفي الصغير وحشرته بين طاولة الزينة والحائط، ثم جلست على الكرسي المرافق لطاولة الزينة وحملت الفرشاة متظاهرة بتسريح شعري.
دقات قلبي تتسارع وأذناي تلتقطان بسهولة صوت خطواته السائرة حول الشقة، كل شيء ساكن ما عدا خطواته، ومع كل خطوة يقترب بها يتسارع تنفسي مع نبضاتي، كأنني أمر بهذا أول مرة، كأن هذا ليس روتيني اليومي.
وصلت خطواته أخيراً إلى باب غرفة النوم وتوقفت يدي عن مهمتها المفتعلة لكني لم أترك الفرشاة ونظري يتجه إلى الباب. أدخل مفتاحه وحرّكة ثلاث مرات حتى فتح القفل، ثم فتح الباب على مصراعيه.
أمامي وقف وقبضته تمسك بمقبض الباب، بكامل أناقته التي خرج بها هذا الصباح لعمله، هو من ذلك النوع من الأشخاص والذين يجعلون أي ثياب يرتدونها مبهرة، بجسد طويل القامة وبنيه قوية، وجه مرسوم الملامح بعوارض دقيقة وعينين حاذقتين. وتلك الإبتسامة التي تزين شفتيه الرقيقتين لابد أنها تجعل زميلات عمله يتنهدن حالمات بما لا يقال.
نعم أعترف أنني في موضع حسد للكثيرات، للكثيرات اللاتي لا يعلمن شيئاً.
ابتسامة واسعة رسمتها على شفتي وأنا أنهض مرحبه، قبلة واحتضان وسحب لمعطفه وسؤاله عن يوم عمله بينما أُخرج حذائه وجوربه، ولابد له أن يجد الحمام جاهزاً ولابد أن يجد ثيابه جاهزة بعد الإستحمام. أمور أتأكد من تنفيذها بالترتيب الذي وضعه بنفسه. لا مجال لنسيان شيء أو تغيير ترتيب.
ليكون بعدها دور العشاء الذي لا يسمح لي بالبدء بإعداده إلا عندما ينهي حمامه المسائي، لأنه لا يسمح لي بدخول المطبخ إلا بحضوره، ولا يمكنني إعداد وجبة إلا بإشرافه.
قائمة الطعام اليوم وككل يوم من إختياره، معكرونة بالجبن وشرائح الدجاج المدخنة، مع سلطة تركية وعصير برتقال طازج.
يكون طعامنا طازجاً كل يوم وهو يتأكد من إختيار المكونات بنفسه قبل رجوعه إلى البيت، مكونات العشاء والإفطار الذين نتناولهما سوياً، ثم مكونات غدائي الذي أقوم بإعداده مع طعام الإفطار كل يوم لأنه وخلال النهار لا يسمح لي بالخروج من غرفة النوم.