في مخزن مهجور ومتداعي جلس طفلان قرب رجل استلقى على الأرض كالميت.
-أنظر أخي إنه يستيقظ!
-أشعر بالعطش.
نطق بها الغريب دون أن يفتح عينيه بالكامل، لم يكن واعياً بالكامل، لم يكن يشعر أيضاً بما حوله، لكنه كان يستمع.
-أرجوك أخي أعطه بعض الطعام.
عاد صوت الطفلة ليتحدث ليرد عليها صوت طفل آخر بدا أكبر سناً وبنبرة منزعجة:
- تباً أنتِ من سيتحمل المسؤلية لاحقاً.شعر حينها رجلنا بيدين صغيرتين تحملانه من رأسه وترفعه قليلاً، ثم صوت يقول له:
-خذ أيها العم إشرب قليلاً.ولم يشعر بعدها إلا بالماء ينزلق داخل حلقه ويتدفق بزوايا فمه. سعل حينما إنغلق حلقه بالماء فتوقف تدفقه داخله. لحسن حظه كان قد شرب كفايته والتي ساعدته ليفتح عينيه مستعيداً بعضاً من قوته ثم نهض بمفرده وهو يعي ما حوله.
كانا طفلين، الأكبر يبدو في الثانية عشرة وهو من سقاه بالماء، والأخر فتاة تبدو في العاشرة، شعر بالخزي كونه إحتاج لمساعدة طفلين لكن لا مفر، أشار بإصبعه السبابة ناحيه فمه فهو يحتاج إلى الطعام أيضاً.
على مضض أخرج الصبي خبزاً مغلفاً في كيس وأعطاه له، أخذه بسرعة دون كلمة وبدأ بأكله. تنهد الصبي والتفت ناحية أخته قائلاً:
-والأن بعد أن يستعيد قوته ماذا سنفعل؟قالت أخته بأسى: أخي أليس لديك بعض الشفقة كان سيموت!
قال بعناد : لا يهمني..!
قالت بعتاب: أخي!!قال بجديه: لا تكوني غبية، لا يمكنك مساعدة كل من يحتاج إلى مساعدة هنالك بعض الأشخاص السئيين لا يجب عليك مساعدتهم.
قالت بفضول: وكيف عرفت أنه رجل سيء؟
أجابها بحكمة من عاش أكثر منها: من مظهره، دائماً في المانغا عندما يظهر شخص ما يحمل سيفاً ضخماً خلفه ويكون ذو شعر أحمر وعينان حمراوتين ويرتدي ثياباً غريبة مثله، دائماً ما يكون شريراً وربما أسواء .. _ التفت ناحية الرجل وقال _ هل أنت شينيغامي؟
أشار الغريب برأسه نافياً فإرتاح الصبي، أعاد نظره إلى أخته مكملاً:
- المهم لا يمكنك مساعدة الناس غريبي الأطوار دعيهم وحدهم فهم بالتأكيد سيجدون غريبي الأطوار مثلهم
ليساعدوهم ونحن الطبيعيون سنعيش بسلام.قالت أخته بيأس: أخي من أين لك هذه الأفكار أنت قاسي القلب، لا تقرأ المانغا مجدداً.
قال بلامبالاة: أنت غبية وحسب، لن أساعدك إن عرضت نفسك للخطر.
حينها أخيراً تدخل الرجل بعد أن أنهى وجبته وبعد أن استمع لكامل حوارهما بإهتمام كبير. قال:
-كلامه صحيح يا صغيرة.
التفتا ناحيته، لوهلة ظنا أنه لا يستطيع الكلام فتفاجأ قليلاً لسماع صوته. قال: