قصتان للأطفال

107 8 3
                                    

١. حسام وحفظ القرآن

رنّ الجرس معلنًا نهاية الدرس الأخير في اليوم، فعَلت صيحات البهجة من الطلاب الصغار المتلهفين للعودة لبيوتهم، وهم يبدأون بإدخال دفاترهم وأقلامهم لحقائبهم استعدادًا للخروج، لكن المعلمة هتفت بصوت عالٍ لتحظى بإنتباههم وتذكرهم قائلة:

" أعلم أن غدًا عطلة وأنكم ستستمتعون بكل لحظة فيها، لكن عليكم أن لا تنسوا أننا بعد الغد سنقوم بتسميع السورة التي درسناها هذا اليوم، لذلك عليكم بتخصيص بعض الوقت لمراجعتها وحفظها، والطالب الذي ينجح في تسميعها كاملة سيحظى بشهادة تقدير!"

إعلانها حمّس الكثير من الطلاب الذين يرغبون بالحصول على هذه الشهادة، بينما جعل البعض الآخر يتذمر لأن عليه المذاكرة في يوم الإجازة، ومن بينهم أخذ حسام يفكر كيف ومتى سيبدأ بحفظ السورة فهو لديه العديد من النشاطات التي سيقوم بها في هذه العطلة.

خرج الطلاب وكان في استقبالهم أهاليهم ليعود كل منهم إلى بيته، ومن بينهم رحبّت والدة حسام بابنها وساعدته على ركوب السيارة.

وبينما هما في طريق العودة سألته أمه وهي تقود:
" هل أعطتك المعلمة أي واجب يا حسام؟"

كان حسام شاردًا خارج نافذته ليوجه انتباهه لها ويجيب:
" لدينا تسميع للسورة التي درسناها اليوم."

" إذًا سيكون عليك تخصيص وقت لذلك."

قالت الأم فرد عليها حسام: " سأفعل بالتأكيد."

وصل حسام للبيت وأسرع لغرفته، وضع حقيبته جانبًا وغسل يديه ثم أخرج من خزانته خوذة حمراء وخرج بعدها وهو يُخطِر أمه: " أنا ذاهب لألعب بدراجتي."

قالت الأم منبهه:" وماذا عن حفظ السورة يا حسام؟"

" سأحفظها لاحقًا يا أمي فغدًا عطلة ولدي الكثير من الوقت."

خرج حسام وقضى بقية ذلك المساء وهو يلعب مع أقرانه على الدراجات، ثم عاد قبيل المغرب ليذهب مع والده للصلاة في المسجد، وبعد أن عادا تناولت العائلة طعام العشاء وهم يحكون لبعضهم كيف كان يومهم.

أخبر حسام والديه عن مغامراته في المدرسة مع أصدقائه ثم جولاته في الحي على الدراجة مع جيرانه.

أردف حسام قصصه بأن طلب من والده أن يأخذه غدًا لمدينة الألعاب، فهو لم يذهب منذ زمن طويل والعطلة وقت مناسب لذلك.

لم يكن والده يعلم عن واجب حسام في الحفظ فقام بوعد ابنه بأن يأخذه في الغد لكن أم حسام تدخلت وقالت:

" ومتى ستحفظ السورة إن خرجت في الغد؟"

تذكر حسام وقد نسي ذلك وبدا عليه الحزن لأنه لن يستطيع الذهاب لمدينة الألعاب مجددًا، ففكر قليلًا ثم قال لوالديه:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وقفات قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن