سبحان الله وبحمده × سبحان الله العظيم
التصنيف: جريمة - دراما
×××××××××××××
الوقفه المرتبكة والتوتر البادي على ملامح وجهه هما أول ما لفت إنتباهي....
وحيدًا وقف السيد آدم في موقف الحافلات وهو يحتضن كيسًا ورقيًا كبيرًا إمتلأ بما يبدو ثقيلًا للناظر لدرجة إحتضانه له لصدره حتى لا يتمزق بمحتوياته.
وبنظرة أخرى إليه عن قرب بينما يصعد درجات الحافلة ستلاحظ من فورك لقطرات العرق التي تزين محيط جبينه، لتكون السبب في إلتصاق شعيرات رأسه القصيرة به وإلى أنفه الذي أحيط بقطرات أخرى شملت ما فوق شفته العليا أيضًا.
يمكننا الإستنتاج أنه من النوع سريع التعرق وكان ذلك ليكون مقبولًا لو كنا في فصل الصيف، لكن ولكوننا نودع الشتاء ليحل الربيع بدرجات حرارة لا تتخطى العشرين مئوية.. نجد ذلك غريبًا.
توجه السيد آدم بخطواته المرتبكة ناحية مقعد منفرد يقع على يمين السائق ليفصل بنفسه عن بقية ركاب الحافلة القلة، ثم سرعان ما حول إنتباهه إلى محتوى كيسه الكبير بنظرات قلقه.
لا أحد يعلم بشأن سره الصغير، وربما يكون من الأفضل أن لا يعلم أي أحد بشأنه لأنه لو نُشر الأمر ستتغير نظر الجميع ناحيته للأبد.
لن يكون بعدها هذا السيد آدم ودود المظهر قصير القامة ذو الوجه الممتلئ، بل سيصير آدم قاتل زوجته!
مهلًا.. هو لم يقتلها بعد، هو ذاهب لكي يقتلها.
هذا صحيح، صباح هذا اليوم الربيعي الجميل قرر آدم أن ينفذ الرغبة التي لطالما داعبت مخيلته منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا، أن يقتل زوجته أخيرًا.
بالتأكيد كان لديه أسبابه التي دفعت به لإتخاذ هذا القرار، أسباب كثيرة نبدأها بكونها لم تكن المرأة التي رغب بالزواج بها منذ البداية.
كان آدم في مقتبل عشريناته منتصف الثمانينات حينما عرفه والداه على إبنة شريكهما الجديد في العمل، فتاة جامعية التعليم، تتقن ثلاث لغات، بخبرة عملية قصيرة وهوايات من النوع الذي تتقنه فتاة ولدت بملعقة ذهبية. فتاة كانت لتكون مناسبة لفتى مثله لو لم يكن هو عكس كل ما كانت.
لم يستطع آدم رغم كونه قد نشأة كإبن أوسط في بيئة مماثلة أن يتفوق في دراسته الجامعية، وكان بالكاد يتحدث الإنجليزية، بصعوبة إجتاز مقابلة عمل في شركة للمصنوعات الجلدية يملكها صديق لوالده، ولم يكن يمتلك أي هواية يقضي بها فراغه.. لكل ذلك كان التوافق بينهما مستحيلًا لكن العائلتين رغبتا بعكس ذلك وهذا ما كان.
تزوج آدم وهنا بدأ السبب الثاني، تلك الحياة العصيبة من الضغوط النفسية التي كان يتلقاها يمنة ويسرة، تارة من زوجته التي قبلت به فقط لكونه من أسرة مماثلة لما تربت فيه، فأصبحت بعدها مضطرة للعيش مع من كان لا يناسب توقعاتها وطموحاتها، وتارة أخرى من عمله الذي لم يكن مناسبًا للتوقعات والآمال التي بدأت تعقد عليه.