المشهد 49 والاخير

11.2K 372 32
                                    

....وببلاهة بعد ما سمعت ماقاله تساءلت بتركيز ...
.."..الجونة دي جمب جمصة كدة ولا بعيدة عنها .."..
..اصدر ابراهيم ضحكة خافتة وهو يقول ..
.."..لا ياحبيبتي ...الجونة مدينة في الساحل على البحر الاحمر ..تعتبر جنب الغردقة ..هتعجبك اوي لما تشوفيها .."..
..ظهرت السعادة جليا بملامحها ونظرات عينيها التي لم تحد عن وجهه فعاود تقبيل يدها مرة اخرى وهو يقول هامسا اياها بمكر ..
.."..هو انا حلو اوي كدة .."..
.. تخضبت وجنتيها اكثر واكثر واخفضت رأسها وهي تجيبه بهدوء ..
..".. بصراحة انا عايزة حد يقرصني.. لاني حاسة ان الايام اللي فاتت واللي حصل فيها وخصوصا بقى انهاردة واللي هو يوم فرحي ..كلها كدة ع بعضها حاساها حلم .."..
..رفعت راسها لتستطرد قولها بجدية ..
.."..هو انا بحلم ياابراهيم ..صح .."..
..انتقل بناظريه بين عينيها وحاوط وجهها بكفيه وهو يهمس ..
.."..لا ياحبيبتي مابتحلميش ..دي حقيقة ..انتي ياايمان احلى واجمل حقيقة حصلت في حياتي .."..
..غمز لها بعينه وقال بمكر ..
.."..ولما نكون لوحدنا هتتاكدي انه مش حلم .."..
..انزلت احدى يديه برفق وهي تهمس بإسمه خجلا...
..طبع مراد فوق ظهر كف خطيبته أسيا قبلة قوية ..فحاولت اسيا ان تنزع كفها الصغير من بين براثن قبضته القوية وهي تقول بخجل ..
.."..مراد ..بابا وماما بيبوصلنا .."..
..نظر مراد لعينيها بتمعن وهو يقول لها هامسا بصوت هادئ ..
..".. وانا مش شايف اي حد غيرك حبيبتي .....كان لازم يعني تصممي ان الجواز يبقى بعد سنة ..فيها ايه لو كنا اتجوزنا انهاردة زي ابراهيم وعمتي .."..
..بابتسامة جانبية اجابته ..
.."..السنة دي هتكون مفيدة جدا ليك وليا ..هنعرف بعض اكتر في كل حاجة ..وساعتها هتقرر بجد اذا كنت هتستمر مع بنت الحلاق يابن الاغنيا ولا لا ..."..
..ظهرت علامات الغضب لاول مرة بوجه مراد امام اسيا وقال بصوت حاد اجش ..
.."..انا هاحسبك على الكلام دا بعدين ..لاني مش عايز ازعلك في يوم زي دا ..بس يكون في معلومك يا دكتورة ..انا اختارتك بعقلي قبل قلبي ..و عارف ومتاكد اني اخترت صح ..وهتتاكدي خلال السنة دي من كلامي يابنت الناس الطيبين على رأي ايمان .."..
..مطت اسيا شفتيها وشدت بكفها كف مراد وهمست ..
.."..مراد متزعلش مني ..خلاص حقك عليا..انا اسفة مش هقول كدة تاني .."..
..وبملامح جادة قال بصوت جامد وغمزة من عينه ..
.."..انا مش بتصالح بالكلام .."..
..اشاحت اسيا بوجهها للناحية الاخرى بعد ماتخضبت وجنتيها وهي تقول ..
.."..لا ..خلاص ..خليك زعلان احسن .."........
..مضت ساعات الاحتفال القليلة وقام الكل بتوديع ابراهيم وايمان عند باب الفيلا قبل وصولهما للمطار .. وبعدها اخذ كمال عروسه لبيته الذي صمم ان تكون اول ليلة لهما تكون هناك وبعدها سينتقل للاقامة معها بالفيلا ..
..فتح كمال باب شقته لتدخل زهرة التي اتسعت عينيها من الدهشة وهي تنظر لكل ركن من الشقة الواسعة الفاخرة الاثاث.. فالتفتت اليه وهي تهتف بتعجب ..
.."..عملتها امتى وازاي ..الشقة كلها اتغيرت تماما وكاني اول مرة ادخلها .."..
..اقترب منها وهو يقول ..
.."..حبيت ان شقتنا تكون جديدة زي حياتنا اللي بنبتديها مع بعض من جديد .."..
..ارتبكت زهرة وهي تهرب من عينيه وتقول ..
."..بس انت عارف ياكمال اننا هنعيش في الفيلا مع بابا والولاد ..
.."..امسك بذقنها لتنظر اليه وهو يقول.."..عارف ياحبيبتي ..بس دا دلوقتي بيتك انتي يبقى لازم يليق بزهرة حافظ.. زوجة كمال عزالدين .."..
..مال ليقبلها فابتعدت للوراء خطوة وهي تتلعثم بقولها ..
.."..طب ..انا ...انا عايزة اتفرج عليها كلها .."
...اقترب منها فشعر بارتجافة جسدها ليبتسم وهو يردد ماسكا بمرفقها..
.."..اكيد حبيبتي ..تعالي شوفي اهم مكان لينا احنا الاتنين .."..فتح باب غرفة نومه وأشار لها بطول ذراعه عند عتبته وهو يقول بهدوء ورزانة ..
.."...اتفضلي يازهرتي .."....
..تخضبت وجنتيها وقالت بخجل وهي تخطو باولى خطواتهاللداخل ..
.."..كمال ..وبعدين معاك .."..
..التهمها بعينيه وهي تخطو أمامه وقال بنبرة صوت ماكرة ..
.."..هو انا لسة عملت حاجة ..دا احنا لسة في اول الرول .."..
..استدارت لتواجهه وهي تقول بتعجب ..
..".. رول ...رول ايه .."..
..امسك بباقة الورد التي تتشبث بها ورمى بها فوق الفراش واقترب ليخطف قبلة بجانب شفتيها ثم قال ..
.."..القضايا انهاردة في محكمة قلبي  مليااان ..واول قضية في الرول لازم نبتديها ..هي دي .."..
..لثم شفتيها بقوة محاوطا جسدها بين ذراعيه غير عابئ بمحاولتها الواهية للتخلص منه ..انتزع شفتيه ليعطيها فرصة بأخذ انفاسها وقال وهو يقتربا الاثنان من الفراش ..
.."..تعالي بقى نتعرف على كل القضايا ..قضية قضية وبتركيز شديد .."........
..وبعد عدة ساعات السفر وجدت ايمان نفسها بجناح كبير بالفندق المطل على البحر بمنظر يخلب الالباب ..كانت جالسة فوق الفراش تمسد فوق فستانها لتقاوم رعشة جسدها المرتعب من تلك الليلة ..جلس ابراهيم بجانبها ووضع يده فوق ظهرها فانتفضت قليلا وهو يقول بصوت هادئ..
.."..ايه ياحبيبتي مش هتغيري الفستان ..تحبي اساعدك .."..
..حاولت ان تبتعد بجذعها قليلا وهي تردد بعفوية ..
."..لا ..انا هنام بالفستان .."..
..رفع ابراهيم حاجبيه وهو يقول بتعجب..
.."..افندم ..هتنامي بإيه ..وكمان انتي مشبعتيش نوم في الطيارة ..انا سيبتك براحتك عشان تكوني فايقة وصحيالي كدة لما نوصل .."..
..اقترب ماددا يده لفك سحاب الفستان ..فهبت لتقف بذعر قائلة ..
.."..وريني طريق الحمام ..الله يخليك .."..
..ضحك بخفوت ليقف بقبالتها ثم اشار لها بمكانه ..امسكت بفستانها لترفعه قليلا حتى تستطيع السير.. اتجهت للحمام فوجدت زوجها يسير بجانبها فتوقفت وهي تقول بعصبية ..
.."..انت رايح فين .."..
..وبتصنع للبلاهة قال ..
.."..هوصلك ياحبيبتي .."..
..مالت برأسها لتقول بسخرية ..
.."..والنبي ايه ..بقولك ايه ياجدع انت ..خليك مكانك ..انا بقولك اهو .."..
..هز رأسه بالايجاب وقال ..
.."..امرك يافندم ..اتفضلي .."..
..تمتمت بغيظ..
.."..بريئ اوي .."..
..وعند باب الحمام توقفت ثم استدارت تبحث بعينيها عن حقيبة ملابسها ..وعندما وجدت ماتبحث عنه اتجهت اليها ثم نظرت له فوجدته يراقبهما وهو مكتفا ذراعه مستندا الى الدولاب ..فتنحنت لتقول بصوت عال وهي تشير لها بيده..
..".. لو سمحت يااخ .."..
..اشار لنفسه وهو يقول ..
.."..تقصديني انا حضرتك .."..
..تخصرت وهي تقول بعصبية ..
.."..يعني هو في حد غيرك في الاوضة ..تعال شيل الشنطة وافتحها ..عايزة اخد هدومي .."..
..اقترب منها وهو يقول بصوت جاد ..
.."..ولازمتها ايه الهدوم .."..
..ضربت صدره بغيظ وهي تأمره ..
.."..بلاش قلة ادب وافتح الشنطة .."..
..انصاع لامرها بابتسامة سحرت قلبها وهو يقول ..
.."..حاضر ..وادي الشنطة .."..
..رفع الحقيبة ووضعها فوق الفراش وقام بفتح سحابها وقبل ان يرفع غطائها ضربت هي عليه بكفها وهي تقول ...
.."...بسسس ... عندك لغاية هنا ..توشكر واتفضل فسح شوية .."..
..استقام بوقفته وهو يقول بصوت تمثيلي ..
...".. وادي اخرة المعروف ..فسحنا ياستي .."..
..تراجع للوراء عدة خطوات وهو ينظر لها بمكر ..وقبل ان ترفع الغطاء نظرت اليه شزرا وقالت..
.."..انت هاتفضل باصصلي كدة كتير .. ممكن تدور وشك .."..
..تأتأ بعدم الموافقة ووضع كفيه بجيبي بنطاله ووقف متسمرا بمكانه وابتسامة عابثة ترتسم فوق شفتيه ..
..فزفرت بضيق ورفعت غطاء الحقيبة ..تنهدت باريحية عندما وجدت اسدال الصلاة اول ماظهر امامها ..امسكت به ليظهر تحته قميص نوم ابيض شفاف ..فاختلست نظرة جانبية لمن يحدق بها ..تنحنحت وامسكت بالقميص لتدسه داخل الاسدال ....تعثرت قليلا وهي تستدير باتجاهها للحمام ..يد تمسك بالفستان ويد تحاوط بملابسها فتاففت بغيظ وتمتمت بغضب وصوت مسموع ..
.."..الجواز .. ع اللي بيتجوزوه.."..
..صدحت ضحكات ابراهيم عاليا ..اسرعت بغلق باب الحمام واخذت تدور حول نفسها ببطئ شديد ..جلست فوق حافة المغطس واضعة ملابسها بحجرها وهي تقول لنفسها ..
.."..وبعدين بقى في الحوسة دي .."..
..ظلت على وضعها لاكثر من خمس دقائق ..فتذكرت ماقالته لها عمتها زهرة من نصائح وان ابراهيم سوف يكون رقيق معها ..فصاحت بغيظ وصوت عال ..
."..دا رقيق دا .. دا فاضله تكة صغيرة ويهجم عليا .."..
..اجفلت عندما سمعت طرقات بباب الحمام وصوت زوجها الهادئ عندما قال..
.."..حبيبتي بتندهيلي ..عايزاني اساعدك في حاجة .."...
..رفعت صوتها عاليا..
.."..متشكرين ..مش عايزة مساعدة من حد .."..
..كتم ضحكته وهو يعاود قوله ..
.."..طب يالا بسرعة عشان....."..
..توجست وهي تقول ببعض الخوف ..
.."..عشان ايه .."..
..حك انفه وهو يعاود قوله بمكر ..
.."..عشان عايز اتوضا ونصلي جماعة حبيبتي .."..
..هزت راسها بالايجاب وقالت ..
.."..طيب ..ربعايةوهخرج .."..
..تمكنت بمسك طرف سحاب فستانها بعد عدة محاولات من فتحها وهي تزفر بغيظ ..نزعت فستانها وارتدت قميصها الابيض.. واغتسلت وتوضئت وبالنهاية نظرت لنفسها بالمرآة وهي تقول ..
.."..ولا عمرك ياسطى ايمان كنت تتخيلي نفسك بالشكل دا .."..
.ابتسمت برضا كامل عن شكلها فأسرعت بوضع الاسدال فوق قميصها وخرجت من الحمام بخطوات هادئة لتجد من يجلس فوق الفراش مرتديا بلوزة قطنيه بدون اكمام وبنطال طويل .ثم لمحت سجادتين صلاة مفروشتين ارضا ..فعاودت انظر اليه لتجده وقف بهدوء وهو يتمعن بها من اخمص قدميها المختفية تحت ذيل اسدالها الطويل حتى وشاحها الذي يغطي شعرها ورقبتها ..اقترب منها وقام بتقبيل جبهتها بقوة وقال لها ..
.."..هاتوضا وارجعلك .."..
..هزت راسها وظلت واقفة بمكانها فلم يتاخر عنها كثيرا ..وبعد برهة من الوقت وسماع صوت زوجها وهو ساجد يقوم بالتسليم يمينا ثم يسارا لتفعل مثله ..وجدته يرفع كفيه المضمومتين يدعو سرا ثم مسح وجهه ..وقف ولملم سجادته التي وضعها فوق المقعد القابع بجانب الشرفة ..ثم اتجه اليها ليساعدها على الوقوف وجعلها تتراجع للوراء خطوة ليمسك بسجادتها يلملمها هي الاخرى لتلتحق بزميلتها ..
..اتجه اليها ومد يده ليمسك بوشاحها لينزعه عن راسها فانسدل شعرها الطويل فوق كتفيها ..انشده لجمالها البريئ الملامح ..ثم انزل يده ليفك زر مقدمة الاسدال وضعت يدها فوق يده وهي تهمس بخوف وخجل ..
.."..ابراهيم .."..رفع يدها ليطبع قبلة قوية فوق ظاهرها وهو يقول ..
.."..روح ابراهيم .."..
..غامت عينيها بدمعات رقيقة من شدة انفعالها فمال ليلثم احدى عينيها بقبلة رقيقة وفعل لعينيها الثانية بالمثل فوضعت كفيها فوق كتفيه تاركة نفسها له بعد ان هرب منها الخوف شيئا فشيئا ..نزع عنها اسدالها لتظهر أمامه كحورية برداء ابيض شفاف قصير يظهر مفاتنها بوضوح ..تفحص كل انش بها بعينيه فرفعت يدها لتغط عينيه وهي تقول ..
.."..وبعدين يعني ..متبصش اوي كدة .."..
..ابتسم ثم حاوطها بذراعيه وقبل ان يخفض رأسها يعاود لثم شفتيها بقوة قالت وهي تنظر لعينيه ..
.."..ابراهيم ..انت نسيت ..مش هندعي على بعض .."..
..ضحك واتسعت عينيه وهو يقول ..
.."..عندك حق ..انا نسيت ..ماهو لما يبقى الجمال دا كله بين ايديا وملكي.. يبقى لازم انسى كل حاجة ماعدا انتي ياحبيبتي .."..
..ابتسمت بخجل واستقامت بوقفتها وهي تردد..
.."..طب يالا ..اتفضل ادعي عليا .."..
. اسرع بوضع يده فوق رأسها كاتما ضحكته فأغمضت عينيها وشعرت بوجنتيها تزداد سخونتها عندما سمعته يقول بصوت هادئ..
.."..اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه..اللهم امين .."..
..انزل يده ففتحت عينيها لتجده ينظر اليها بحب يشع من عينيه فمال ليثلم شفتيها فوضعت اصابع يدها فوق شفتيه وهي تسرع بقولها ..
.."..استنى انا لسة مدعتش .."...
..اعتدل بوقفته بعد ان رفع حاجبه تعجبا ..فقال وهو يتنهد بإستسلام ..
.."..اتفضلي ياستي ادعي .."..
..رفعت يدها لتضعها فوق مقدمة رأسه ولكن طوله منعه من ذلك فقالت آمرة اياه..
.."..انزل شوية .."..
..فأحاط خصرها ليرفعها وهو يقول بنزق ..
.."..ادعي ياايمان وخلصينا .."..
..كتمت ضحكتها وانصاعت لأمره ووجهها قريبا من وجهه ..استندت بيد الى كتفه واليد الاخرى فوق رأسه.. وقالت وهي تنظر لعينيه ..
."..انا هدعي باللي في قلبي فاصبر عليا .."..
..هز رأسه بالايجاب واغمض عينيه وعلى شفتيه ابتسامة تزين وجهه فزادته وسامة زادت من ضربات قلبها..تنحنحت وبدأت قولها بهدوء..
.."..يااارب ..يااارب قدرني اسعده ..يااارب بارك في عمره وخليه ليا ومتحرمنيش منه ابدا ابدا .."..
..ازدادت اتساع ابتسامته ففتح عينيه وهو يشد بذراعيه حول خصرها وقبل ان يميل ليقبلها تفاجأ ببقية دعوتها وهي تقول بحسم ..
.."..ويااارب تتكسر رجله وايده وتتفقع عينه لو بص ولا عرف عليا واحدة ست تانية .."..
..اتسعت عينيه بذهول وهز جسدها بعنف.. فقالت وهي تحاوط عنقه خوفا من وقوعها ..
.."..ايه ..واحدة وبتدعي ..مالك انت .."..
..رفعها اكثر ليجعلها تحيطه بارجلها فشهقت بصوت عال ..فقال لها بغضب زائف..
.."..في حد يدعي على جوزه كدة .."..
حاولت النزول وهي تهتف..".. وانت خايف من الدعوة ليه ولا ناوي تبص لواحدة غيري.."..
..عاودت محاولة نزول قدميها ارضا فهدر بها ..
.."..خليكي زي مانتي ..وكمان واحدة غيرك ايه بس اللي هبصلها ..ياحبيبتي انتي حرمتيني الصنف كله وحياتك .."..
..ضاقت عينيها وهي تنظر اليه متسائلة ..
..".. انت كدة يعني قصدك ايه .."..
..سار بها حاملا اياها ناحية الفراش وهو يردد بأريحية ..
.."..قصدي كل خير ياحبيبتي .."..
..انزلها فوق الفراش ومال بها فاهتزت حدقتيها ولم تجد غيره صدره تخبئ وجهها به وهي تردد اسمه بخفوت ليجيبها هو بمكر ..
."..و دلوقتي جيه معاد حساب الشهور اللي فاتت يوم بيوم .."..
..رفعت رأسها تنظر لها بعدم تصديق ولكنها لم تشعر بخوف بل على العكس ..مال ليلتقط شفتيها فاستجابت له بتردد رقيق ..اغمضت عينيها وهو يوزع قبلاته على وجهها ويهمس بينهم بسؤاله .."..بتحبيني ..يابنت عمي .."..
..استقبلت قبلاته بتجاوب يشوبه بعض الخجل وهي تردد هامسة بنعومة ..
.."..والله ..بحبك اوي يابن عمي ...امين .."..
..التصق بجسدها وهو يغمس وجهه برقبتها هامسا بقوله ...."..امين ..".......
****
..لم يمر غير عام واحد على تلك العائلة التي كانت مجتمعة وقت مغيب الشمس بالحديقة ..ركن ابراهيم سيارته داخل الجراج الذي خرج منه مذعورا عند سماعه البائع القابع بعربته الخشبية بمنتصف الحديقة وهو يصيح بصوته العال..
.."..ياحلااااااووووة يااااا تين.."..
.اتجه مشدوها ناحية الصوت ليجد بائع التين الشوكي يوزع حبات التين على افراد عائلته الجالسين حول بعضهم بمنتصف الحديقة ..لفت نظره زوجته التي تجلس فوق الارجوحة ببطن منتفخة وبحجرها طبق ممتلئ عن اخره بحبات التين ..اتسعت عينيه عندما وجد عمته وجده يتناولان التين بتلذذ وشهية مفتوحة ..ثم لاحظ نرمين تدلف داخل الحديقة بعصبية لتقف أمام جدها العجوز وهي تقول بعصبية ..
.."..بليز ياجدو احنا لازم نفض الشراكة اللي بينا وبين السمج اللي اسمه قصي دا ..دا بيتدخل ياجدو في كل حاجة ..تخيل.. دا بيتدخل كمان في طريقةلبسي .."..
..لم يجبها احد فانتقلت بناظريها حول الجميع بتعجب وانتفضت عندما صاح البائع بعبارته الشهيرة ..اشارت لحبة التين التي يلتهما الجد بتلذذ واضح وقالت ..
.."..جدو ...!!!? what's this.."
..التقطت عمتها حبة لتضعها بطبق زوجها الجالس بجانبها يشكرها بهمس..وقالت..
.."..دا ياحبيبتي اسمه prickly pear.."..
..التوت شفتي ايمان وقالت بامتعاض ..
.."..هو ايه دا اللي اسمه باكريير ياعمتي..اسمه يابت يانيرمين تين شوكي .. تعالي خديلك واحدة .. دا طعمه زي السكر .."...
..صاح مراد بصوت عال للبائع ..
.."..ياعم ..لو سمحت..بليز اتنين كمان بس من اللي لونه احمر من جوة .."..
..استطرد قوله وهو يسأل عمته ..
.."..تفتكري ياعمتي في من غير بذر .."..
..رفعت زهرة كتفيها وهي تردد ..
.."..I don't know مراد.."
..تنهد كمال زوجها وهمس بيأس واستسلام..
.."..لله الامر من قبل ومن بعد .."..
..جلست نيرمين بجوار اخيها تنظر له بتقزز وقالت وهي تشير له بإصبعها ..
.."..انت مش خايف الدكتورة بتاعتك تشوفك بالمنظر دا فتفسخ الخطوبة .."..
..ابتلع مراد الحبة وقال بابتسامة ..
."..احنا كتبنا الكتاب والفرح بعد بكرة.. خلاص حبيبتي ادبسنا في بعض وخلاص .."..
..هز ابراهيم راسه وعلامات اليأس ظهرت جليا بملامح وجهه..اقترب من زوجته وجلس بجانبها وقال وهو يشير للطبق ويقول بتعجب ..
.."..ممكن افهم ايه دا ..و الراجل دا ازاي جيه هنا ..انا عمري بحياتي ماشوفته بيلف حوالين الفيلا ..او حتى في اي شارع قريب من هنا.."..
..كانت ايمان تمسك بحبة التين تقضم منها قطعة كبيرة وقالت بعد ما بلعتها ..
.."..لا ياحبيبي ..اصل انت مش واخد بالك ..انا نفسي راحت للتين الشوكي ...وطبعا لو استنيته يعدي ولا عمره هييجي ...فانا قلت لخالي صلاح..قام مأجر عربية نص نقل وبعتهالي وفوقيها الراجل بتاع التين ...دا عجب جدي اوي ..تاخد واحدة ..انا عزمت البيت كله عليه.."..
. نظر ابراهيم حوله فوجدهم جميعا حتي الخدم يأكلون التين والسعادة ترتسم فوق وجوههم جميعا...رفع عينيه للسماء وهو يرددباستسلام ..
.."..لله الامر من قبل ومن بعد"......
*****
.... صباح يوم الولادة....
..قبلها بقوة فوق جبهتها وقال ..
.."..انا همشي حبيبتي ..لو احتاجتي حاجة كلميني .."..
..تمسكت ايمان بطرف جاكت ابراهيم بأصابعها وهمست وعينيها مغمضتين ..
.."..ابراهيم خليك ..متروحش الشغل انهاردة انا حاسة اني هولد كمان شوية .."..
..عاود تقبيلها بجانب شفتيها وهمس ..
.."..ياحبيبتي الدكتورة قالت لسة قدامك تلات ايام ..استريحي انتي بس في السرير وبلاش قعدة الجراج .."..
..رفع راسه وقال بقوة ..
.."..هتخليني اقفل الجراج دا خالص او اقلبه مخزن .."..
..حاوطت عنقه بكلتا ذراعيها وقالت بصوت باكي ..
.."..خليك ياابراهيم ..انا مش عارفة مالي انهاردة .."..
..كاد ان يختنق فازاح ذراعيها برفق وهو يقول بحنو لتهدئتها..
.."..خلاص ياحبيبتي هقعد معاكي انهاردة ...هكلم مراد وارجعلك .."..
..وبملامح طفولية ارتسمت بوجهها هزت راسها بالايجاب..دغدغت قلبه بضعفها أمامه وبشفتيها الممطوطة ..فلثمها بقوة ليسمعها تقول بنزق بعد نزعه لشفتيها..
.."..وقته قلة ادب دلوقتي..وقته دا .."..
..ضحك بصوت عال واخذ يعبث بشعرها وهو يقول ..
.."..انتي يابت انتي مش لسة قايلالي .."..
..وبدأ بتقليد صوتها الضعيف وحركاتها المائعة وهو يقول..
.."..خليك ياابراهيم ..متسبنيش ياهيما ..خليك جمبي ..محتاجالك اوي .."..
..ضربت صدره بقبضتها وهي تردد ياعتراض ..
.."..انا مقلتش كدة.. انت هتمثل ....اقولك ..امشي روح الشركة ..خلاص مش عايزاك.."..
..رفع حاجبه وقال وهو يشير لجانب رأسه بحركة دائرية..
.."..طب فكري ..انا فرصة متتعوضش
.."..
..ظهر بملامح وجهها اثار شعور بالم فوضعت يدها فوق بطنها المنتفخة ..لينتقل ابراهيم بعينيه بين بطنها ووجهها وقال وهو يشعر ببعض القلق ..
..".. حبيبتي مالك .."..
..هزت راسها بالنفي وهي تقول بصوت ضعيف ..
.."..مافيش ياابراهيم ..انا كويسة ..دا الوجع العادي ..بس المرادي كانت جامدة شوية .."..
..استقام ابراهيم وخلع سترته وقال وهو يتجه للباب ..
.."..هروح اقول لمراد اني مش رايح الشغل انهاردة ..واشوف اسيا موجودة ولا نزلت المستشفي تيجي تشوفك
."..
..لم تستطع الرد عليه سوى بايماءة من راسها ..فاسرع ابراهيم بالتوجه لجناح مراد الموجود بنهاية رواق الطابق ..امسك هاتفه ووضعه فوق اذنه وقال..
" ..ايوة يامراد انا قدام باب الجناح بتاعك ..اسيا عندك..ايمان شكلها تعبان.."..
..فتح مراد الباب واسرع بقوله وهو يقف بقبالة ابراهيم ..
.."..اسيا سافرت شرم الشيخ عندها مؤتمر هناك وهترجع بكرة ..بس هي قالت ان معاد الولادة بعد تلات ايام .."..
..استدار ابراهيم ورجع باتجاه غرفته وهو يقول بصوت عال ..
.."..انا هكلم الدكتورة بتاعتها دلوقتي ..روح انت الشركة ولو في حاجة ضروري ابقى كلمني.."..
..تذكر ابراهيم ضرورة ابلاغ عمته ..فنزل درجات السلم واسرع لغرفة عمته التي فور ان خرجت من غرفتها اسرع بقوله ..
.."..عمتي لو سمحتي اطلعي لايمان ..هي بتقول شكلها هتولد والدكتورة قالت بعد تلات ايام ..اوديها المستشفى ولا اعمل ايه .."..
..ابتسمت زهرة واخذت تربت فوق وجنته وهي تقول..
.."..حبيبي اهدا ..متقلقش ..انا هطلع اشوفها .."..
وبعد مرور نصف ساعة ..كانت ايمان تجلس ارضا بجانب الفراش تقبض باصابع يدها الملاءة حتى تجعدت تماما .. كان ابراهيم يغدو الغرفة جيئة وذهابا يضرب جانبي ارجله من الغيظ هاتفا..
.."..يارب ارحمني.."..
ثم اقترب منها ومال بجذعه وهو يهتف من الغيظ..
.."..ياحبيبتي الله يهديكي قومي معايا نروح المستشفى.."..
..رفعت عينيها اليه تنظر اليه شزرا وتقول من بين اسنانها بالم وغضب ..
.."..قلت مش هولد ..عليا النعمة مانا والدة ...ااااه...."..
..صرخت بالم عندما انتباتها نوبة ثالثة  بمايسمى  (بالطلق )..اسرعت اليها عمتها ودادة فاطمة ليميلا بجذعيهما يحثاها على الوقوف ولكن باءت محاولتهما بالفشل عندما صرخت بوجهيهما ..
.."..محدش فيكم يقرب ..انا عايزة خالتي تهاني .."..
..وبدات تبكي بحرقة وهي تعاود قولها بإصرار باحتياجها لخالتها تهاني...
..بدأ ابراهيم بشد شعره فنظرت اليه عمته وهمست له بان يصبر عليها ...قالت العمة ..
.."..بقى كدة ياموني ..يعني انا ماليش لازمة خلاص وعايزة خالتك تهاني ..."..
..ومن بين شهقات بكائها هتفت ايمان ..
.."..خالتي هي اللي هتولدني ..هي بتعرف ..شوفتها وهي بتولد كام ست في الحارة.."....
..اخذ ابراهيم نفسا عميقا لتهدئة نوبة عصبيته ثم جلس بجانبها ارضا فوق ركبتيه..وقال بصوت حاول ان يكون هادئا...
.."..حبيبتي ..المستشفى فيها رعاية وتجهيزات احسن وافضل من الولادة في البيت ...يالا حبيبتي قومي معايا .."..
..التفتت اليه واشارت اليه لكي يقترب..فعل ماتريده فقالت بجانب اذنه ..
.."..افهم يابني ادم ..انا شوفت ع النت ..الدكتور بيدي حقنة كبيرة في ضهر الست اللي هيولدها ..وبعدين يفتحلها بطنها عشان يطلع العيل ..انت بقى عايزهم يعملوا كدة في مراتك ام عيالك اللي في بطني .."..
..ذم شفتيه وكظم غيظه وحاوط وجهها بكفيه وقال ..
.."..حبيبتي ..الدكتورة لسة محددتش اذا كنتي هتولدي طبيعي او قيصري ..احنا نروح الاول وبعدين نعرف ..ولو عرفت انها هتولدك قيصري ..هرجعك ياستي وهجبلك خالتك تهاني ..ايه رايك.."..
..كانت انفاسها تزداد وتيرتها بدليل هبوط وانخفاض صدرها فامسكت باحدى كفيه واطبقت بأسنانها عليه ..ليصدر ابراهيم سبة وهو يأن ألما من حدة اسنانها بلحم كفه حتى هدر بصوت عال ..
.."..عمممتي .."..
..حاولت عمته ودادة فاطمة فك اثر كفه من براثن اسنانها حتى نجحا بذلك لتصرخ ايمان بعدها ..
.."..بتضحك عليا ياابراهيم ..فاكرني هبلة..قال نروح المستشفى ولو قالوا قيصرية هترجعني ...انت اول واحد هتسلمني تسليم اهااااالي ..ااااااه.."..
..استقام ابراهيم وقال بصوت جاد وهو يميل بجذعه لحمل زوجته العنيدة ..
.."..افتحي الباب ياعمتي ..وحصليني بالشنطة ع العربية ..البت دي ماينفعش معاها التفاهم .."..
..حملها ابراهيم ليزداد صراخها وتضربه  بقبضتها فوق صدره وهي تصيح ..
.."..نزلني ...مش عاااايزة اووولد ..ياجدددددي ..الحقني ياجدددي .."..
..نزل ابراهيم السلم بحرص حاملا زوجته ليجد الجد بانتظاره وعلى وجهه ملامح القلق ظاهرة بوضوح وقال متلهفا ..
.."..في ايه ياولاد .."..
..تخطاه ابراهيم وهو يقول من بين لهاثه ..
.."..معلش ياجدي لازم نروح المستشفى حالا بالمجنونة دي .."..
..مالت فوق كتفه بفمها لكي تقوم بعضه ولكنها لم تفلح لعضلاته القوية فقال ابراهيم بغيظ ..
.."..اصبري عليا ياايمان ..انا هربيكي من اول وجديد بس بعد ماتولدي .."..
..عاودت البكاء بصوت عال وهو يضعها داخل سيارته اغلق الباب ..لتجلس عمتها بالمقعد الخلفي وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة عن جنونهما..
..جلس ابراهيم بمقعده وتنهد باستسلام وهو يسمع بكاء زوجته واهاتها المؤلمة التي قطعت نياط قلبه العاشق لها ..فاستدار بجذعه وامسك براسها مقبلا جبهتها برفق وقال بصوت هادئ ..
.."..حبيبتي لو بتحبيني بلاش عياط ..وخليكي جامدة كدة ..واستحملي عشان خاطري وخاطر ولادنا ومتخافيش حبيبتي ..متخافيش .."..
..هدات نوبة بكائها بعض الشئ وهزت راسها بالايجاب ليعاود تقبيل شفتيها ووجنتيها وهو يقول ..
.."..حبيبتي يامنيتي .. بتحبيني يأم العيال .."..
..فمنذ عرفت بانها حامل بتوأم ولد وبنت وهي تلقب زوجها بأبو العيال واصبحت هي بالتبعية أم العيال ..
..حاولت رسم ابتسامة فوق وجهها الذي اكتسى باحمرار الالم وقالت بصوت ضعيف ..
.."..بحبك اوي يابو العيال.."..
..وبرواق المشفى كان ابراهيم يغدو جيئة وذهابا واضعا يديه فوق اذنه لكي لا يسمع صراخها الذي ارغم عقله على فكرة اقتحام غرفة الولادة لكي يكون بجانبها ..ولكنه توقف فجأة بمكانه عندما رأي بوجوه من حوله مثل صلاح وعمته زهرة وعزة ابتسامة عريضة تفترش وجوههم ورفع حاجبه عندما شاهد مراد يقفز بمكانه رافعا يده لاعلى وهو يصيح بكلمة ..
.."..yes.."..
..ربتت زهرة فوق كتف ابراهيم الذي انزل يديه عن اذنه ليسمعها وهو تقول بصوت يشوبه الكثير من الفرح والسعادة..
.."..مبروك ياحبيبي مبروك .."..
..نظر لها بعينين التمعت فجاة بغلالة رقيقة من الدموع وهو يقول ..
.."..ولدت خلاص ..طب هي كويسة .."..
..اجابته زهرة ودمعات الفرح تتسابق فوق وجنتيها ..
.."..لسة حالا سامعين صرخة اول مولود ........."..
..وقبل ان تكمل كلماتها سمع صوت صراخ المولود الثاني لتعلو تهليلات الجميع مرة اخرى ..لتتسع عيني ابراهيم وينتقل بهما بين وجه عمته وباب غرفة الولادة وببلاهة قال ..
.."..التاني وصل ..ادخلها ولا اعمل ايه ياعمتي .."..
..وجد من يحضنه ضاربا بقوة فوق ظهره ومن غيره ليفعل ذلك غير صلاح الذي هتف بصوت عال ..
.."..مبروووك ..الف مبروووك .."..
..وبعد برهة من الوقت كانت غرفة ايمان تكتظ بكل محبيها ..الا ابراهيم الذي كان يقف بعيدا عند الباب مكتفا ذراعيه وعينيه لا تحيد عن تلك الراقدة بفراشها وعلامات الاجهاد الشديد مرتسمة بملامحها فقد كانت ولادتها طبيعية فعانت الكثير .. كل ماكان يجول بخاطره هو ان تلك الفتاة العجيبة التي وقع بحبها بدون حساب وجد انه يعشقها بجنون وقد اكتشف ذلك خلال لحظات احتجازها بغرفة الولادة وصوت صراخها يعلو بإسمه .. رفع راسه ناظرا للسقف وهو يتمتم بكلمة واحدة هي ..
.."..الحمد لله.."..
..اعتدل بوقفته عند سماع طرقات فوق الباب الذي فتحه لتدخل اول ممرضة حاملة بين يديها كائن صغير ملفوف برداء لونه وردي ..وتبعتها الممرضة الثانية ومن بين يديها رضيع ملفوف برداء باللون السماوي ..تفاجأ بالممرضة الاولى تضع بين يديه وهي تقول ..
.."..مبروك يابيه ..اتفضل ربنا يخليهالك .."..
..انشده بقوة واختلج صدره بمشاعر لاول مرة يشعر بها وهو ينظر لهذا الوجه الاحمر الصغير جدا باعين مغمضة وشفتين تتحركان ببطء ..سمع صوت زوجته وهي تقول بضعف ..
.."..هاتها ياابراهيم عايزة اشوفها .."..
..وقفت الممرضة الثانية وقالت وهي تمد له رضيعه الثاني ..
.."..مبروك يابيه ..ربنا يحميه ويحفظهولك .."..
..وقف مشدوها حائرا خائفا من حمل الاثنين معا فاسرعت عمته بحمل الولد وهي تقول ..
.."..يالا حبيبي ..لحسن مراتك تتجنن وتقوم علينا .."..
..اقترب من فراش زوجته المتلهفة والرافعة ذراعيها لاستقبال ابنائها ..فنظر اليها وقال ..
.."..هاتخديهم الاتنين في حضنك بس اصبري ااذن في ودانهم الاول .."..
..نظر ابراهيم لصلاح وقال ..
.."..تسمح تيجي تأذن في ودن الولد وانا هأذن للبنت .."..
..تهللت اسارير صلاح الذي تعجب من طلب ابراهيم ..فاتجه اليه وعلى وجهه ترتسم ملامح الامتنان والسعادة ..
..لم يمر الا وقت قليل واصبحت الغرفة فارغة الا من تلك الاسرة الصغيرة ..كانت ايمان تتفحص وجه ابنتها بتمعن شديد ثم رفعت وجهها لابراهيم الذي لم تحد عينيه عن وجه ابنه وقالت ..
.."..هنسميهم ايه ياابراهيم .."..
..ابتسم وهو ينظر لها وقال ..
.."..هو مش احنا اتفقنا انتي اللي هتسمي البنت وانا هسمي الولد ..ومش هنقول اخترنا ايه الا في وقتها ..ها ...يالا قولي اخترتي اسم ايه للبنت .."..
..التمعت عيني ايمان وقالت ..
.."..هسميها منى ..على اسم امي الله يرحمها ..وانت هتسمي الولد ايه.."..
..هز راسه بالقبول وهو يردد بين شفتيه اسم منى ..وقال ..
.."..منى ..اسم حلو ..انا هسمي ابني ........."..
..صمت دون ان يقول الاسم فقالت ايمان بتساؤل ..
.."..ايه ياابراهيم ماتقول .."..
..ابتسم لها وقال ..
.."..هسميه احمد على اسم عمي الله يرحمه ..عشان خاطرك وخاطر جدي .."..
..التمعت عينيها بدمعاتها ورفعت ذراعها لكي تحضنه فاستجاب لها على الفور ليسمع همستها الباكية بجانب اذنه ..
.."..انا بحبك اوي اوي يابن عمي.."..
.. قبل وجنتها وهو يردد ..
.."..وانا بموت فيكي ياسطى ايمان .."..
..ضحكت وهي تمسح دمعاتها واخذت تنتقل بعينيها مشدوهة بين زوجها وابنائها وبداخلها يصرخ بالشكر والحمد لرب العالمين على تلك النعم .....
*****
...بعد مرور خمس سنوات حدث فيها الكثير كزواج صلاح وعزة واصبح لديهما ولد صغير اسمه مازن ..وكذلك مراد واسيا واصبح لديهم بنت جميلة بعيون زرقاء تسمى شيرين ...وبيوم ما استيقظ ابراهيم من نومه واخذ بيده يبحث فوق الفراش عن زوجته فلم يجدها ..رفع راسه وصاح بإسمها وعندما لم يجد ردا تعجب لانها ابلغته بالامس بانها متعبة لكونها تفاجئت بانها  حامل ففرح كثيرا واخذ يدور بها حتى انتهيا هما الاثنان من صخب الاحتفال بذلك الخبر بقضاء ليلة حميمية مشتعلة ..همس لنفسه ..
.."..راحت فين الصبح بدري كدة.."..
..ارتدى ملابسه ونزل درجات السلم متجها لغرفة الجد الذي اصبح لا يبرح فراشه ..القى عليه بتحية الصباح وقبل جبهته وهو يشد عليه القول ..
.."..اؤمرني ياحبيبي ..مش عايز اي حاجة .."..
..ابتسم الجد بوهن وضعف وقال ..
.."..عايز سلامتك ياحبيبي....لو احمد ابنك صحي خليه ييجي يقعد معايا .."..
..ابتسم ابراهيم وهز راسه بالايجاب وهو يقول ...
.."..حاضر ياحبيبي هبعتهولك .. "..
..خرج ابراهيم من غرفة الجد ليجد احمد ابنه جالسا يشاهد الكرتون بالصالة وبحجره طبق مملوء بقطع التفاح الذي يعشقه ..اقترب منه وجلس بجانبه وقال ..
.."..صباح الخير يا استاذ احمد ..صحيت بدري يعني ..اومال فين امك واختك .."..
..لم ينظر له الولد وظل مشدوها بما يحدث بالفيلم الكارتوني وقال ..
..".. بابا انا دايما بصحى بدري ...وماما ومنى في الجراج ...بس ماما قالتلي مقولكش .."..
..اغمض ابراهيم عينيه من الغيظ ثم قال ..
..".. طب قولتلي ليه .."..
..قطم الولد قطعة صغيرة من قطع التفاح وردد بكل اريحية ..
.."..عشان سألتني ..لو مكنتش سالتني مكنتش هقول .."..
..ضرب ابراهيم بخفة راس احمد وقال..
.."..طب اتفضل روح اوضة جدك عشان عايزك واتفرج ع الكرتون معاه .."..
..امسك احمد بطبق التفاح وهب واقفا متجها لغرفة الجد وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة...
..نفض ابراهيم طرفي سترته للأمام واتجه للجراج ليجد خديجة ابنة السائق إمام وعائشة واقفة وبين يديها حقيبة صغيرة ممتلئة بمفاتيح تصليح السيارات وصوت ابنته من تحت السيارة يقول بنزق ..
.."..مفتاح 17 ياديجا .."..
..وبنظرة حائرة نظرت خديجة لتلك المفاتيح وصاحت بصوت باكي ..
.."..مش عارفة ..مش عارفة انهي واحد .."..
..لتصيح ايمان بأعتراض من تحت السيارة ..
.."..اطلعي انتي يامنى وهاتي المفتاح ..البت خديجة مش عارفة ..وقال ابوها سواق قال وبيفهم في العربيات .."..
..مال ابراهيم بجذعه ليمسك الحقيبة وقال بصوت هادئ ..
.."..روحي ياحبيبتي انتي العبي .."..
..فرحت البنت كثيرا لفك اسرها وجرت مسرعة لتخرج من الجراج ..ليجد ابنته تنظر اليه شزرا متخصرة بوجهها الملطخ بالسواد والشحم ..فضاقت عيني ابراهيم وهو ينظر اليها ويقول ..
.."..انتي مين .."..
..اتجهت اليه وامسكت بالمفتاح المطلوب وهي تقول بنزق ..
.."..انا بنتك منى يابابا ..سيبت خديجة تمشي ليه ..دي مديرة العمليات بتاعتي.."..
..وضع الحقيبة فوق سطح السيارة وحمل ابنته واتجه بها ناحية باب الجراج وهو يقول بامتعاض ..
.."..هو مش انا قلت مافيش نزول تحت العربيات تاني .."..
..تأففت وهي تقول ..
.."..يعني نسيب الشمكان بايظ منصلحهوش.."..
..انزلها ارضا واشار لباب الجراج وقال بصوت قوي ..
.."..اولا اسمه الشكمان ..ثانيا ع الفيلا وخلي دادة فاطمة تنضف القرف اللي على وشك دا ..ويكون في معلوم حضرتك مافيش مصروف لمدة يومين ولا شكولاتة وحاجات حلوة .."..
.. نظرت له شزرا كنظرة زوجته ثم وضعت بيده المفتاح واستدارت واخذت تلوح بيدها وهي تقول بغضب ..
.."..هو يقول مافيش مصروف ..وهي تقول لازم تتعلمي صنعة تنفعك ..ايه العيلة دي .."..
..وصل لأذنه صوت ايمان وهي تهتف ..
.."..بت يامننننى ..انتي فلسعتي يابت ..ماشي يابنت ابراهيم.."..
..خرجت من تحت السيارة لتستقم بوقفتها لتجد زوجها ينظر اليها من اسفلها لاعلاها وهي ملطخة بالشحم الاسود.. مرتدية ذاك الزي الذي اصرت على صنعه خصيصا لكي تعمل بالجراج اثناء وجود ابراهيم بالشركة ..
..ضحكت كالبلهاء وهي تقترب منه وتقول ..
.."..ابراهيم حبيبي ..صحيت امتى .."..
..وقفت بجانبه وحاوطت كتفه بذراعها تحثه على السير معها وهي تستطرد قولها ..
..".. تعال تعال نروح نفطر ..انا وصيت الست فاطمة على فطار ملوكي ..فول وطعمية وجرجير وعيش مفقع .."..
..حاولت ان تحركه معها ولكنه كان متسمرا بمكانه فتلعثمت بكلماتها عندما رات نواجذه ترتعش وصوت اصطكاك اسنانه تصل لاذنيها..
.."..ايه ..يابو ..العيال ..مالك ..."..
..اجفلت عندما هتف بها ..
.."..طب والله كويس انك فاكرة ان عندنا عيال ..هو مش انتي امبارح بلغتيني انك حامل ..ولا دا حمل كاذب .."..
..وضعت يدها فوق بطنها وصاحت بقوة ..
.."..والله حامل مانا قولتلك اني روحت انا وعمتي المعمل وعملت تحليل حمل ..وطلع الراجل وقالي مبروك ياهانم انتي حامل .."..
..ضرب جانبي ارجله وهو يلف حولها ويهدر بقوله ..
.."..ولما هو كدة ..في واحدة حامل زوجة راجل محترم وعندها اتنين قرود تنام تحت عربية.. لو مش خايفة على نفسك خافي ع اللي ببطنك .."..
..صاحت هي الاخرى بنزق ..
.."..يعني اسيب العربية عطلانة ......"..
..وبنظرته النارية توقفت عن الكلام واقترب منها وهو يقول ..
.."..انا هستنى لغاية ماتولدي واخذ عيالي كلهم واطفش منك ...وخليكي بقى صلحي في العربيات.."..
..مطت شفتيها للامام فتركها وخرج من الجراج بخطوات غاضبة تدب الارض من تحته ..لتطاطا هي راسها بحزن واضعة كفيها داخل جيبي ردائها الازرق واتجهت للفيلا ...وصعدت لجناحها دون ان تجيب سؤال دادة فاطمة ..
.."..مش هتيجي تفطري يابنتي .."..
..واثناء استحمامها ورزاذ المياه يضرب راسها طرات لها فكرة ماكرة لعل بها تسترضي زوجها الغاضب..
..وعندما حل الظلام وكعادته معها يتاخر عندما يكونا متخاصمان ..دلف للغرفة الخافتة الاضواء ليجد زوجته واقفة تفرك كلتا كفيها ببعض من الخجل الذي لم تستطع التخلص منه حتى بعد مرور تلك السنوات بينهما ..ذبذبات تنعش قلبه وهو يراها بتلك الهيئة المهلكة لاعصابه فكانت ترتدي قميص نوم قصير شفاف ضيق من عند الصدر والباقي ينساب فوق جسدها بنعومة ليصل بحافته اول فخذيها يظهر الكثير بحمالة واحدة ..
..ابتلع ريقه وهو يقترب منها لتقول له بصوت خافت ناعم ..
.."..حمدالله ع السلامة ياابراهيم.."..
..وقف بقبالتها ووضع كفيه بجيبي بنطاله ليمنع نفسه من احتضانها بقوة وقال ..
.."..الله يسلمك..ايه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي ..وايه اللي لابساه دا .."..
..رفعت سبابتها وقالت له بحزم زائف..
.."..اوعى تفهمني صح يابو العيال...اوعى تكون فاكر اني لابسة كدة واني ناوية ادلع واتمايص عليك عشان اصالحك ...لا....اسبلوتبي ...انا بس صاحية مستنياك عشان اقولك انك لما تيجي تطفش ..ابقى خدني معاكم بالله عليك...اصلي.. اصلي مقدرش اعيش من غيركم .."..
..وقفت على اطراف اصابعها وهي تحاوط عنقه وتتدلل قايلة بنعومة ..
.."..حقك عليا ...من هنا لغاية مااولد مش هصلح عربيات ..خلاويص.."..
..حاوط خصرها الطري وهزها بهوادة وهو يقول ..
.."..ولو بعد ماتولدي ..مافيش تصليح عربيات تاني .."..
..مطت شفتيها للامام وهزت راسها بالايجاب فحطمت حصون عنادهه وغضبه وقال بجانب اذنها ..
.."..طب خلاص ..هي عربيتي بس اللي مسمحولك تصلحيها لو عطلت ...امين .."...
..قبلت جانب شفتيه  بقوة وهي تهتف بفرح ..
.."..يسلملي ابو القلب الحنين .."..
..نظر لها بحب وقال بمكر ..
.."..قولتيلي بقى انك هتدلعي وتتمايصي عليا ازاي عشان تصالحيني .."..
..صدحت ضحكاتها عاليا ثم همست امام شفتيه ..
.."..ركز معايا وانت تعرف ..."..
..لثم شفتيها بقوة وهو يدور بها لتنتهي ليلتهما كعادة تلك الليالي السابقة التي تتسم بحب وعشق كبير ..حب لم يخضع لحسابات العقل بل رضخ راضيا سعيدا لنبضات القلب ...

                           ........تمت بحمد الله.......

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 15, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عروستي ميكانيكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن