..اصطكت اسنان ابراهيم من الغضب ولكنه كبح لجام غضبه وهو يقول لمراد..
..".. انت مالكش ذنب يامراد عشان تعتذر عنه ..الذنب ذنب عمي وأصلي هانم .."..
..اعتدل مراد بجلسته وهو يتساءل..
.."..عرفت مكان ايمان ولا لا.."..
..هز ابراهيم رأسه بالايجاب وقال..
.."..انا بعد مادورت عليها وملقيتهاش كنت شاكك انها ممكن تكون مع خالها اللي اسمه صلاح ..بس الحمد لله اتأكدت انها معاه دلوقتي في اسكندرية .."..
..استقام ابراهيم بوقفته واستطرد قوله وهو يهندم من ملابسه ..
.."..انا هسافر اسكندرية ..وانت تخليك هنا مع جدي لاني قلقان عليه من ساعة ماسمع وعرف باللي حصل..انا مش هتاخر ..هروح اجيب ايمان ونرجع على طول.."..
..وقف مراد بقبالته وهو يقول متسائلا ..
.."..هي ماما عملت ايه بالظبط خليتها تسيب الشركة ومترجعش البيت وتسيبك وتسافر.."..
..نظر ابراهيم لمراد بقوة وهو يقول بغيظ..
.."..ايمان صدقتها لما قالتلها اني طمعت في الثروة اللي كتبهلها جدي وبسببها سيبت التشين وهي حامل بعد ماوعدتها بالجواز .."..
..تغضنت ملامح وجه مراد وهو ينظر للجهة المعاكسة بعد شعوره بالخزي مما فعله والداه ..ربت ابراهيم فوق كتف مراد وقال ..
.."..مراد ..خلاص اللي حصل حصل ..خلينا دلوقتي في المهم..انا هسافر دلوقتي حالا وانت زي ماقولتلك تخلي بالك.."..
..هز مراد راسه بالموافقة وهو يقول ..
.."..متقلقش.."..
..صدح رنين الهاتف الخاص بإيمان فنظر ابراهيم لشاشته ليجد اسم صلاح فاسرع باجابته بعد ما وضع الهاتف فوق اذنه..
.."..الو......."..
..أجابه صلاح بصوت جامد حاد..
.."..عايز اقابلك عشان نتفاهم .."..
..تسمر ابراهيم مكانه واسرع بقوله بنفس القوة..
.."..ساعتين وهكون عندك .."..
..اغلق ابراهيم الهاتف ونظر لمراد الذي اشار براسه متسائلا عما حدث ..فلوح ابراهيم بيده وهو يقول ..
.."..خالها اتصل عايزني اقعد معاه نتفاهم ..ايمان اكيد قالتله كل حاجة عشان كدة عايز يتفاهم معايا الاول.."..
..وبلهفة كبيرة اسرع مراد بقوله وهو يمسك بذراع ابراهيم..
.."..بلاش ياابراهيم ..الراجل دا شكل مخه في عضلاته ..يعني التفاهم معاه اكيد اكيد نهايته هتكون المستشفى أو المقابر.."..
..التوت شفتي ابراهيم بابتسامة جانبية وقال وهو يخلع سترته ..
.."..متقلقش قلتلك ..انا هعرف اتفاهم معاه كويس ..يالا انت على اوضتك ..و اول ماتصحى تطمن جدي وعمتي وبعدها على الشركة فورا .."..
..استجاب مراد لطلب ابراهيم الذي اسرع بتغيير ملابسه ونزل مسرعا خارج الفيلا مستقلا سيارته متجها للاسكندرية ..واثناء قيادته اراد ان يتصل بصلاح لكي يعلم اين سيتقابلان ومتى بالضبط ..
..اجابه صلاح بانه سوف يقابله صباحا بمقهى شهير أمام شاطئ العجمي..
..صاح ابراهيم به قائلا ..
.."..قهوة ايه اللي نتقابل فيها..انا هشوف ايمان الاول ....."..
..اجابه صلاح بصرامة ..
.."..انت مش هتشوف مراتك غير لما اقعد معاك الاول ونتفاهم ....سلام .."..
..ضرب ابراهيم مقود السيارة بيده من شدة عضبه بعد غلق الهاتف بوجهه ولكنه حاول التماسك والحفاظ على ثباته حتى يصل الى هناك.....
..وبعد ساعات السفر ركن سيارته امام بوابة فندق كبير والذي ما ان دلف الى احدى غرفه رمى بجسده فوق الفراش ليغفو على الفور من شدة تعب وارهاق هذا اليوم الكئيب بعد ضبطه لهاتفه كي يوقظه قبل موعد لقائه بصلاح بساعة..
..استيقظ ابراهيم صباحا على رنين الهاتف الذي بعد محاولات صعبة وضعه فوق اذنه وهو يردد بصوت يغلبه النعاس..
.."..الو ..مين.."..
..ليجد عزة هي من تجيبه بلهفة وتساؤل..
.."..انا عزة ياابراهيم بيه ..مافيش اخبار عن ايمان ..انا استنيت حضرتك تيجي الشركة عشان اسالك واطمن بس حضرتك اتاخرت.. معلش اعذرني ..انا وامي هنتجنن من امبارح ..."..
..حاول ابراهيم ان يعتدل بجلسته فوق فراشه وقال وهو يفرك وجهه بقوة لكي يستعيد نشاطه ..
.."..اطمني ياانسة عزة..ايمان كويسة هي مع خالها صلاح ..وانا في اسكندرية وهقابلهم بعد شوية .."..
..زفرت عزة بعد ان تنفست الصعداء وحمدت الله بسرها ثم قالت بصوت يشوبه الكثير من الفرح والطمأنينة ..
.."..الله يطمنك ..طب الله يخليك اول ماتشوفها وتديها تليفونها تخليها تتصل بيا ضروري ..معلش لو كنت بزن ..مع السلامة ..مع السلامة..اوعى تنسى .."..
..هز ابراهيم راسه ثم وقف واتجه للحمام ليغتسل ويستعد لما سيحدث في هذا اليوم ..
..وبعد برهة من الوقت ليست قليلة كان ابراهيم بطريقه للمقهى المتفق عليها ...وما ان خطى بأولى خطواته ناحيتها وجد صلاح جالسا بهيئته الضخمة يحتسي كوبا من الشاي ..
..رفع ابراهيم عن عينيه تلك النظارة الداكنة ووضعها على الطاولة الخشبية التي تتوسط كرسيهما وجلس دون ان يلقي اي تحية وقال ساخرا بصوت هادئ..
.."..ليه خلتني اقابلك هنا ومش في البيت ..مش عايزني اقابل مراتي ..خايف عليها مني .."..
..ارتشف صلاح من كوبه بكل اريحية وبعدها قال بهدوء يحسد عليه دون ان ينظر الى هذا الذي يخفي بصدره بركان من الغضب الهادر..
.."..اظن انك تعرف كويس اني مبخافش من حد ولا حتى ايمان بتخاف ..و دلوقتي نتكلم في المهم .."..
..التفت صلاح واعتدل بجلسته فوق مقعده الخشبي واستطرد بقوله ولكن بصوت قوي يحمل الكثير من المعاني..
.."..ايمان خط احمر يابن البشوات ........."..
..ضرب ابراهيم سطح المنضدة بيده بمنتهى القوة بعد ما التفت اليه مسرعا ..حتى عم الصمت المكان وحدق به كل من حولهما وهو يصيح بقوله ..
.."..ايمان اللي بتتكلم عنها وبتحذرني عشانها تبقى مراتي ومن قبلها بتكون بنت عمي ..يعني على ذمتي.. وانا الوحيد اللي ليا عليها كلمة وانت مالكش عندي او عندها حاجة وفإيدي كمان امنعك تشوفها ..فااهم ........"...
..التوت شفتي صلاح بابتسامة خفيفة وقال بهدوء ..
.."..دا قبل مامراتك تسيبك وتجيني وهي منهارة ومصممة على طلاقها منك .."..
..تغضنت ملامح ابراهيم مما سمع واهتزت حدقتيه وهو يرمق صلاح بغيظ شديد والذي عاود قوله بنبرة باردة ..
..".. تفتكر اني ممكن اخليها ترجعلك بعد ما عرفت باللي حصل ..تبقى بتحلم .."..
..ارتعشت نواجذ ابراهيم من شدة اصطاك اسنانه ببعضها فقال بصوت قوي حاول ان يكون هادئا..
.."..انا مش مضطر اوضحلك اي حاجة ..الكلام والتفاهم هيكون مع مراتي ولوحدنا .."..
..رفع صلاح الكوب ليرتشف اخر ما تبقى من كوبه وقال ببرود ..
.."..والله لو وافقت تقابلك انا معنديش مانع..بس لو رفضت ..يبقى احب اقولك انك عمرك ماهتشوف طرف فستانها حتى .."..
..زفر ابراهيم بضيق بعد ان اطبق جفنيه بقوة ثم قال من بين اسنانه بغيظ واضح ..
.."..انت عايز ايه بالظبط ..لو كنت فاكر ان مقدرش اوصلها تبقى واهم .. فإختصارا لأي مشكلة انا ومراتي في غنى عنها ..قول عايز ايه .."..
..استند صلاح بذراعيه فوق سطح الطاولة بعد عقده لهما وقال وهو ينظر بقوة لعيني ابراهيم..
..".. مرات عمك واللي بلغته لايمان واللي ايمان شافته بعينيها حقيقي ولا لا ......."...
..رفع صلاح ذراعه واشار بإصبعه ناحية ابراهيم وهو يستطرد قوله بنبرة تهديد واضحة ..
..".. وخلي بالك مش هاخد بكلامك 100% 100 ..لا ..هتاكد الاول وبمعرفتي ..بس بردو احب اسمع منك .."..
..رفع ابراهيم حاجبه ولا يعلم بداخله اذا كان ممنونا لوجود رجل مثل صلاح بحياة زوجته ..إم يكرهه لانه يريد ان يكون الحامي والسند الوحيد لابنة عمه وزوجته دون غيره..فقال بنبرة صوت تملؤها الثقة ..
..".. ولو إني مش ملزم بحاجة وميهمنيش اذا كنت تصدق او ماتصدقش ..بس كل اللي اقدر اقولهولك ..ان اللي حصل واتقال كدب ..حاجة كدة عبارة عن فيلم او مؤامرة حبكتها مرات عمي عشان تبعد ايمان من حياتي وحياة جدها ..دا اللي عندي ياكابتن صلاح .."..
..لاحت فوق شفتي صلاح ابتسامة خفيفة واعتدل في جلسته ونظر للأمام وهو يضع قدمه فوق ركبة رجله الاخرى..ضرب فخذه بكف يده وهو يقول متهكما ..
..".. وانا مصدقك يابن البشوات ..لما ايمان حكتلي حسيت ان الحكاية فيها إنا.."..
..هب صلاح واقفا وهو يقول ..
.."..امشي انا بقى قبل ايمان ماتصحى ومتلاقنيش في البيت فتقلق ..".
..اسرع ابراهيم بوقفته هو الاخر وقال بقوة وهو يمسك بمرفق صلاح ..
.."..هو ايه اللي تمشي ..انا جاي معاك .."..
..ازاح صلاح يد ابراهيم عن مرفقه وهو يقول بصوت هادئ ..
.."..خدها نصيحة مني وبلاش تقابلها .. استناها تهدى وتفكر في اللي حصل بعقل .. وان كمان هكلمها وافهمها .."..
..ارتدى ابراهيم نظارته وشد طرفي سترته للأمام وهو يقول ..
.."..انا جاي معاك وسيب المهمة دي عليا انا .."..
..اشار صلاح له بذراعه كي يخطو امامه وهو يقول ..
.."..اتفضل ..بس متقولش بعد كدة اني محذرتكش .."..
****
..كانت تبحث عنه بكل ارجاء البيت وهي تنادي بقلق ..
.."..ياخالي .....يابو صلاح انت فين .."..
..وعندما لم تجده تنهدت وهي تقول ..
.."..روحت فين ياخالي بدري كدة ..دا لسة الساعة مجاتش تسعة .."..
..صاح صوت العجوز هنية عاليا ..
.."..أم شوقي انتي جيتي ..إنتي ياولية .."..
..دلفت ايمان للغرفة وهي تقول بوجه بشوش ..
.."..صباح الخير ياستي ..عايزة حاجة اعملهالك.."..
..تقطب جبين العجوز وهي تتساءل بتوجس..
.."..انتي مين يابت وفين أم شوقي. "..
..رفعت ايمان حاجبها تعجبا واشارت لصدرها وهي تتقدم ناحية فراش هنية..
.."..ايه ياستي انتي نستيني ..انا ايمان بنت منى ..اخت صلاح ابنك ..وام شوقي اللي بتسالي عليها مش موجودة.."..
..هزت هنية راسها بترقب وهي تحاول ان تسترجع ذاكرتها فصدح رنين هاتف مكتوم ..لتدس العجوز يدها تحت الوسادة وتخرج بها حاملة هاتف صغيرا ..مدت به يدها ناحية ايمان وقالت ..
.."..شوفي مين بيتصل بيا يابنت منى ..انا لسة صاحية من النوم وعينيا مدغششة .."..
..امسكت ايمان بالهاتف ونظرت لشاشته الصغيرة وقالت وهي تضعه على اذنها بابتسامة خافتة ..
.."..دا خالي صلاح بيتصل ياستي ......ايوة ياخالي انت فين ..وخرجت بدري ليه كدة..."..
..نظر صلاح لجانب وجه ابراهيم الذي يقود سيارته وقال متهكما والابتسامة تزين وجهه ..
.."..ايوة ياايمان ياحبيبتي ...انا ياحبيبة خالك خرجت اعمل مشوار مهم وجايلك في الطريق اهو ..ام شوقي بتجيب فطار ..فول وفلافل اسكندارني .........ام شوقي مين ..دي الست اللي بتقعد بأمي وانا غايب ...بقولك ياايمان ..جوزك هاريني اتصالات وشكله متاكد انك عندي ......."..
..صاحت ايمان بغضب واخذت تغدو حول نفسها بارجاء الغرفة وهي تلوح بيدها ..
.."..متقولش جوزي ياخالي ..اوعى تخليه ييجي هنا ..مش عايزة اشوفه...اوعى ياخالي تقوله على مكاني .."..
..اشتدت قبضتي ابراهيم حول مقود السيارة حتى ابيضت سلامياته وهو يسمع رد زوجته خلال الصوت المسموع العال من خلال الهاتف الذي قربه منه صلاح ..اصطكت اسنان ابراهيم وكاد ان ينطق ولكن صلاح اشار اليه بالصمت وبأن يهدأ وقال وهو يقرب الهاتف من فاهه..
.."..خلاص ياايمان اهدي ..متقلقيش ..اقفلي وطمني امي ..انا جاي في الطريق اهو .."..
..اغلق صلاح الهاتف وردد بقوة لابراهيم ..
.."..اسمع كلامي وبلاش تقابلها ..هتقلب بغم ..مخ بنت اختي وانا عارفه كويس .."..
..ضرب ابراهيم مقود السيارة وهو يصيح بغضب ..
.."..هقابلها يعني هقابلها ..وهترجع معايا .."..
..كان صدر ايمان يعلو ويهبط وسرعة انفاسها تزداد ولكنها انتفضت وهي تحتضن الهاتف الصغير بحضنها عندما سمعت صوت العجوز وهي تصيح ..
.."..خدي هنا يابنت منى .. تعالي اقعدي جمبي .."..
..اطاعتها ايمان بعد ان هدات رويدا ..وجلست بجانبها فوق الفراش ..اعتدلت العجوز وتساءلت ..
.."..انتي متجوزة .."..
..نظرت اليها ايمان ورمشت عدة مرات وهي تحاول ان تجد كذبة مناسبة ولكنها لم تفلح فقالت ببلاهة وهي تحرك كتفيها ..
.."..يعني .."..
..ضاق مابين حاجبي العجوز بعد ان شهقت شهقة خفيفة ..
.."..هو ايه دا اللي يعني يابت انتي ..متجوزة ولا لا ويبقى مين جوزك .."..
..مطت ايمان شفتيها وقالت بنبرة صوت حزينة..
.."..ابن عمي ياستي ومكتوب كتابنا .. يعني هو جوزي ..بس في نفس الوقت مش جوزي.."..
..التوت شفتي المرأة وتسائلت ببلاهة وهي تميل بجذعها للأمام وتضع كفها بجانب اذنها..
.."..نعم ..ايه..هو ايه اللي جوزي ومشفتوش دا..ومكتوب في كتابنا دا ..."..
..ذمت ايمان شفتيها وقالت بامتعاض وهي تشير لنفسها..
.."..انا قلت كدة بردو ..بقولك جوزي ومش جوزي.."..
..تطلعت العجوز بها بوجه ترتسم على ملامحه الغيظ ..
.."..يابنتي انا عندي الضغط والسكر وماليش في فقع المرارة..هو جوزك ولا لا.."..
..تنهدت ايمان بيأس وقالت بحزن وبصوت باكي..
.."..ايوة ياستي ..جوزي ..بس ....."..
..ضربت العجوز كتف ايمان بقوة وقالت بصوت خافت..
.."..ايوة ..ايوة ..فهمت ..هو جوزك ..بس طلع مش....."..
..توقفت السيدة العجوز عن الاسترسال بكلماتها واكتفت بغمزتها وقرص فخذ ايمان واستطردت بقولها..
.."..معلش يابنتي ..الحاجات دي بقى ليها علاج دلوقتي ..اصبري ..ان الله مع الصابرين ..وكمان لازم تكوني ستر وغطا عليه ..وان شاء الله هيخف ويبقى زي الفل.."..
..تأوهت ايمان ومسدت فوق فخذها..ثم تداركت ما تقصده العجوز بتلميحاتها ..فأشارت لها بيدها ورأسها بالنفي وقالت بحزم..
.."..لا ياستي مش قصدي كدة ..هو كويس ..انا اقصد حاجة تانية خالص.."..
..هزت السيدة جسدها وقالت بصوت حاد وهي تمسك بأذن ايمان وتطيح برأسها يمينا ويسارا..
.."..وعرفتي ازاي انه كويس ياقليلة الحيا ..مش قلتي مكتوب كتابك بس ..وجوزك ومش لوزك.."..
..امسكت ايمان بيد العجوز وهي تصرخ ..
.."..يالهوتي عليا وعلى ودني اللي هتتخلع في ايدك ..سيبيني ياستي وانا هفهمك .."..
..تركتها العجوز بعد سماع صوت جرس الباب يصدح عاليا ..
..اسرعت ايمان ناحية الباب لتفتحه وهي تتمنى ان يكون صلاح لكي تعرف هل علم ابراهيم بمكانها ام لا ..
..فتحت الباب فوجدت سيدة ممتلئة الجسد ترتدي جلباب واسع ووشاح وواسع يغطي رأسها وصدرها وبوجه يمتلك ملامح تتسم بالطيبة والبساطة قالت السيدة وهي تشير لها بأصبعها ..
.."..انتي الست ايمان صح ..انا ام شوقي ..كابتن صلاح اتصل بيا وقالي اجيلكم ومعايا الفطار .."..
..نظرت ايمان للحقيبة البلاستيكة التي رفعتها ام شوقي أمام وجهها فقالت وهي تفصح لها الطريق..
.."..اتفضلي ياست ام شوقي ..خالي اتصل بيا وقال انك جاية ..اتفضلي .."..
..خلعت السيدة حذائها المهترئ بجانب الباب وهي تقول بصوت مبهج ..
.."..يتفضل عليكي ربنا بخيره وفضله ..تعيشي ياغالية .."..
..كانت السيدة تعرف طريقها جيدا وهي تتجه ناحية غرفة العجوز هنية.
..اغلقت ايمان الباب واتجهت للصالة وجلست بعد ما اغرورقت عينيها بالدموع وتفكر بانها يجب الاسراع بطلاقها وعودتها لحارتها وورشتها ..بيئتها ومكانها الحقيقي ..
..حتى وان كان قلبها يحترق لابتعادها عن من تحب جدها وعمتها و....
..اشار صلاح لابراهيم ان يقف بسيارته عند جانب الطريق القريب من بيته ..وقال بصوت حازم وقوي ..
.."..نص ساعة وتيجي اكون هيئتلها الوضع قبل ماتقابلك .."..
..زفر ابراهيم بضيق وهز راسه بالايجاب دون ان ينطق ..نزل صلاح من السيارة متجها لبيته وكانت عيني ابراهيم تتبعه وحتي اختفى عن انظاره تماما داخل رواق البيت ..
..تعلقت عيني صلاح بتلك الجالسة فوق مقعدها سارحة بخيالها بعيدا ويدها تمسح دمعاتها التي تسيل فوق وجنتيها دون توقف ..فنادى عليها ..
.."..ايمان.."..
..انتفضت في مكانها ولكنها هبت واسرعت اليه وهي تردد بلهفة ..
..".. اوعى ياخالي يكون عرف اني هنا .."..
..امسك صلاح بكتفيها وقبل ان ينطق كان صوت رنين جرس الباب عاليا.. وطرقات قوية تضرب سطحه ..
..اغمض صلاح عينيه وسب بصوت خافت ..
.."..الغبي مصبرش حتى خمس دقايق. "..
..اتسعت عيني ايمان وهي تردد بقلق ..
.."..اوعى يكون هو ياخالي .."..
..هز بيده كتفيها وقال لها بصوت قوي..
.."..ادخلي اوضتك واهدي ..وانا هتصرف معاه لو كان هو .."..
..اسرعت ايمان بالدخول لغرفتها ولكنها وقفت خلف الباب تطل براسها فقط لكي ترى من القادم ..
..فتح صلاح الباب وبوجه غاضب قال لذاك الذي يقف بتحفز ..
.."..أنا مش قلتلك يابني ادم نص ساعة .."..
..شهقت ايمان عندما رات ابراهيم يخطو داخل الشقة وهو يردد ..
..".. مقدرتش اصبر ..هي فين.."..
..صفقت ايمان باب غرفتها بقوة ووقفت ورائه وهي تصيح بغضب ..
.."..اطرده ياخالي ..اطرده ...بس خليه يطلقني الاول .."..
..ارتفع صدر ابراهيم وهو ينفث بغضب وعينيه لا تحيد عن باب غرفتها ..وقبل ان يتجه اليها امسك به صلاح لمنعه وقال ..
.."..اهدى واقعد وانا هجبهالك ..تعال معايا .."..
..صاحت السيدة هنية ..
.."..مين ياصلاح اللي بتزعق دي ..في ايه يابني بيحصل عندك .."..
..سار صلاح بابراهيم ناحية غرفة والدته ودلفا سويا وهو يقول ..
.."..تعال اقعد مع الحجة امي ..عا بال ما اجبلك المجنونة بتاعتك .."..
..وقف صلاح امام فراش والدته وردد.. .."..مافيش حاجة ياامي ..سلمي على ابراهيم جوز ايمان .."...
..نظرت العجوز بتمعن لابراهيم وقالت ..
.."..ياعيني يابني ..هو انت ..بس دا ماشاء الله عليك ..عيني عليك باردة ..بس نقول ايه ..نصيب ..بكرة هتبقى زي الفل.."..
..تقطب جبين ابراهيم وقال بعد ان ضاقت عينيه بتوجس..
.."..افندم.."..
..وكالرصاصة دلفت ايمان للغرفة ..وهي تصيح غاضبة ..
..".. طبعا ماهي الثروة كبيرة اوي ..تخليك تسافر وتدور عليا .."..
..تجهم وجه صلاح واشار للسيدة ام شوقي التي كانت تراقب مايحدث بالانصراف من الغرفة وهو يقول ..
.."..اعمليلنا شاي ياأم شوقي .."..
..خرجت السيدة مسرعة ليقف صلاح امام ايمان وهو يقول بصوت حازم ..
.."..إهدي ياايمان واسمعي جوزك عايز يقولك ايه .."..
..صاحت به ايمان بملامح وجه قاسية وصوت جامد ..
.."..ماتقولش جوزي ياخالي .."..
..ازاح ابراهيم صلاح من امام ايمان ليقف بدلا منه بقبالتها وهو يقول بصوت قوي وعينين لا تحيد عن عينيها المشتعلة..
.."..اومال انا ابقى ايه يابنت عمي .."..
..وبانفاس متسارعة رددت ايمان ..
.."..واحد طماع ..بيدوس بجزمته على قلوب الناس عشان يوصل للي هو عاوزه .."..
..حاول ابراهيم ان يبلع غصته المريرة واشار لنفسه وهو يقول مندهشا ..
.."..انا ياايمان ..بتقوليلي انا الكلام دا ..ربع ساعة مع مرات عمك تخليكي تقولي عني انا الكلام دا ..بعد كل اللي عشناه سوا .."..
..لاحت امام عينيها صورة التشين وهي تمسد فوق بطنها وتقبل شفتيه فأخذت تضرب صدره بقبضتيها الصغيرتين وهي تصرخ أمام وجهه بحرقة..
.."..كان كله غش وكدب ..ضحكت عليا عشان تسرق ثروتي .. اللي عشانها سيبت حبيبتك الحامل في ابنك ..بس انا اللي غلطانة اللي صدقت واحد ندل زيك .."..
..امسك ابراهيم ذراعيها وهو يصرخ بإسمها لكي تصمت..
.."..إإيماااان .."..
..شد صلاح شعره باصابعه وهو يزفر بضيق وبصوت مسموع يقول ..
.."..اهدوا انتو الاتنين ..وتعالوا نقعد نتفاهم .."..
..لم يسمع كلاهما اي كلمة من كلمات صلاح ..نفضت ايمان يد ابراهيم عن ذراعها وهي تصيح بصوت عال ..
.."..طلقني ..طلقني ياندل ..لو راجل طلقني ..بس انا عارفة انك مش راجل .."..
..وبلحظة واحدة تهدم كل شيء ووقف الزمن فور سماع صفعة قوية تضرب وجنة ايمان ..
..شهقت السيدة العجوز وهي تضرب صدرها ..امسك صلاح بكتفي ابراهيم ليقف بقبالته وهزه بقوة وهو يهدر بغضب ..
.."..لحد هنا وعندك يابن البشوات ..وياريت تمشي بدل ماارد عليك بنفس الطريقة .."..
..التفت ابراهيم برأسه لتلك التي تقف متسمرة كدموعها المتحجرة بعينيها وقال بصوت يملؤه الاسى..
.."..كنت هكون اسعد راجل في العالم دلوقتي وانا برمي عليكي يمين الطلاق ..بس للاسف انا ارتبطت بكلمة مع جدي ..وانا راجل بيحترم كلمته ..بس اوعدك قدام جدي هاطلقك واخلص منك ..".......
![](https://img.wattpad.com/cover/231827924-288-k855139.jpg)