ليمون32

16.4K 1K 345
                                    

شهران و خمسة عشر يوماً

كنت اسير بأتجاه التل
في يدي زجاجة مياه
و وقت الغروب بدأ يتضح للتو من على الافق

الرياح شرقيه
ربما سندخل في الصيف قريبًا

على اي حال
تركت معطفي في المنزل
و سرت بأتجاه التل و كلي ارتجاف
كانت خطواتي بطيئة
بطيئه للحد الذي جعلني اشعر بالتربه تُدهس تحت قدماي. و سماع اصوات تكسر الاغصان و الورق كما لو انها مقطوعه موسيقيه

و توقفت
و رأيته من بعيد
كان يجلس هناك و يعطيني ظهره
يسقي شجرتنا و يداعب التربه بيده
يعطي للعالم سببًا كي يتماسك دون إدراك

و على الرغم من انه صبغ خصلاته بالاسود، و لم تعد شقراء براقه كما هي.. الا انني استطعت التعرف عليه، كان دائمًا شفق، يلمع و يتضح من بعيد دون بذل مجهود تمامًا مثل الشمس

و خفق فؤداي قويًا
و وجدتني اسير و اصعد كأنني رجل ثمل
و بالكاد كانت رجلاي تحملني
و بالكاد كان تنفسي منتظم

رياح
رياح حملتني اليه توصلني فوق التل
ايا فؤداي لماذا ضعفت فجأة؟
ليس وقتك
ليس وقتك ابدًا.. عليك ان تتوقف امامه
عليك ان تريه مدى حبك له
ليس من العدل ان تُوقف سريان دمي
و تجمد اوصالي الان!!
اتخليت عن الشجاعه!
ايا شجاعتي و من انتِ امامه؟؟
من انتِ و انا امام تايهيونغ؟
لا شيء
لا شيء سوا قطعة قماش بارده تغلفني من الداخل

"شفقي"
قلت
كم افتقدت هذه الكلمه بين شفاهي
كأنها كانت بالامس تخرج

و ادار رأسه
تمكنت من رؤية الشفق بعد هذه الايام الطوال، و على عكس البشريه انا كنت اعيش في الضوء، و اتيت اليك هاربًا من هذا الضوء نحو عتمتك لانك الشفق

ابتسم لي يرفرف رموشه و يتنهد

لكنه لم يقل اي شيء، ادار رأسه عني يعود لسقي الشجره، و اقتربت منه اجلس لقربه، و ابتسمت حين كانت هناك نبته تخرج من التربه، و رحت اسقيها معه و ايدينا تتلامس

لطفك يا حبيبي لطفك
هل غزوت العالم في غيابي؟
لماذا ارى العالم اكثر بهجه الان؟
لماذا ارى ان الكون اصبح في كون اخر؟
لماذا اجد ان رماديتي اصبحت زهريه؟

كلانا كان صامت
لم يجرؤ احد فينا على النطق
و جل ما نقطنا به
كانت مجرد اصوات للنبض
اصوات للتنفس و اللهاث

جلست اتكأ على جذع الشجره الذي اعدتنا ان نجلس عليه، و مددت ساقاي، و اخذ هو يقترب مني و يضع رأسه على فخذي و يبتسم و يغلق عينيه

ليمون|ت.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن