البارت الثامن.

34 11 2
                                    

" ‏‎إن المساءَ الذي يأتِي بِبسمتها أَظنه الصبح مما فيه من نور ‏‎ما أثقل الليل يمضي لا تكلمني و أثقل الصبح لا يأتي بلقياها فالليل همس ، و أشعار منغمة و الصبح لا صبح إلا عند مرآها ! "

في فيلا الخاصه الالفي تحديدا في غرفه عمر تجلس فرح و هي ترتدي فستان من اللون الليموني الناعم ضيق من منطقتي الصدر و البطن اما باقيه فضفاض نازلا لاسفل رجليها اكمامه نازله بعض الشىء علي الكتف بحيث اخفت مكان الاصابه مع ميكب وردي هادي و صففت شعرها حيث كان ينسدل بحريه ليغطي نصف ظهرها .
اما ليل فكانت ترتدي فستان اخضر ناعم  ضيق من منطقتي الصدر و البطن اما باقيه فضفاض نازلا لاسفل رجليها مع حملات رفيعه نوعا ما صففت شعرها بطريقه سمبل ويفي مع لمسات من الميكب الاحمر الهادئ.
ليل: اها فينش ( انتهيت )  يا اخي حسيت عمري ما هرسم العين دي صح ابدا.
فرح: يا رب صبرك علي جوز العبط اللي انتا رازقني بيهم .... و انتي يا عرووسه يلااا يا ماما ساااااعه الناس خللت تحت.
خرجت سيلين وقف سريعا امام المرآه و هي تنظر لانعكاسها بحماس و رهبه بعض الشىء.
ليل: وااااو ريلي ريلي عمر ده طلع سو متش ذووق الدريس تحفه اديني بروته كده.
لفت سيلين حول نفسها بفرحه و هي تضحك.
فرح: زي القمر و الله.
اقتربت سيلين من فرح: انا مش عارفه اقولك اي شكرا هتبقي بايخه .....  بس عايزكي تعرفي انك ليكي مكانه لوحدك يا فرح انتي امي اللي اتحرمت منها و اختي اللي مش بنت ابويا و امي انتي و ليل عيلتي بجد انا بحبكوواا اوي ربنا يخليكوا ليا.
ليل و هي تمحي دموعها: خلاص الله انتوا حلال فيكوا الحرق اه و الله مش عارفه اي ده تعشقوا النكد زي عينيكوا.
فرح: انتي فصيله.
ضحكوا جميعا و حضنوا بعضهم بحب.

في غرفه رعد.
عمر بتذمر: لا بقي كده كتير ... كتير جدا يعني قافل كل زراير القميص لما اتخنقت و كمان لابس كارفت.
اياد بتصميم: قول اللي تقوله بس هتلبسه يعني هتلبسه انتا فاهم.
رعد: يعم و ربنا و ربنا تاني كتب كتابك ده.
عمر: مش فاهم يعني اي العلاقه الدنيا هتخرب و كتب الكتاب لو ملبستش الجاكيت ده.
اياد: ايوه شفت بقي يلا البس.
عمر برفض قاطع : قولت مش هلبس يعني مش هلبس الله من امتي بعيد كلامي مرتين قلنا لا يعني لا اي مش عارف امشي كلمتي عليكم.

10 minutes later.

اياد بابتسامه: مش فاهم انتا مضايق لي ... طب و ربنا طالع فلقت قمر.
رعد: يخزي العين يخزي العين.
عمر بضيق و هو يغلق ازرار الجاكيت: اتبطيتوا خلاص.
رعد: اها اتبطينا و عشرة كمان.
عمر: اوعي يا حبيبي اروح اشوف سيلين و انتوا انزلوا شوفوا الضيوف.
اياد: بيوزعنا واخد بالك.
رعد: اها لاحظت.
عمر و هو خارج: بس يا حيوان منك ليه و خرج.
رعد: ده شتمنا.
اياد: يعني هي اول مره يلا يا بابا ننزل نشوف الناس تحت.
بالفعل نزلا الي الصاله و بدأوا في استقبال اصدقاءهم من العمل و العم وليد زوج خالة سيلين ليكون وكيلها و ابنه كريم الذي وافق علي العمل لصالح المخابرات لكشف الاعيب مراد.
دق عمر باب غرفته و فتح الباب ليجد سيلين تقف امام المرآه و هي تنظر لنفسها بسعاده كأنها طفله صغيرة احضر لها والده ملابس العيد الجديده استدارت لتراه واقفا يتأملها بشرود توقف بكلاهما الزمن عندما تلاقت اعينهما ليبدأ بينهما حوار طويل بالعيون محسوس غير مسموع.
عمر: انتي بتعملي فيا اي انا مسحور بيكي انا في اي حاجه بتخصك ببقي مسلوب الاراده بسمع قلبي و بس انتي ازاي كده بتعملي فيا اي.
سيلين: انتا مين فيهم انا مش عارفالك انتا الحنين الطيب الدافي اللي بتبقي معايا و لا البارد القوي اللي شفته انهارده و لا انتا الصقر الجامع زي ما بيقولوا انا بسلمك نفسي و انا برفع الرايه البيضه منكرش ان قلبي دق لما شافك بس خايفه قلي انتا انا اعمل اي.
ليل بهمس: فرح بسست انتي يا حجه.
فرح بهمس: اييي.
ليل: هو المزز ده يبقي عمر.
فرح: غالبا كده ..... ده صاروخ ليها حق تطمنله و ترتاحله ثم اكملت بصوت عالي ليسمعوها: احم احنا هننزل نشوف انكل وليد بعد اذنكوا.
و انصرفت هي و ليل لتتركهم علي راحتهم.
اقترب عمر من سيلين كالمغيب الي ان وقف امامها انحني قليلا ليقبل مقدمه راسها و همس: مبروك.
سيلين و هي بالكاد تستطيع النطق: الله يبارك فيك.
مد لها عمر يده فامسكتها و أخذها و نزلوا للاسفل ما ان ظهرا دوي في المكان اصوات التصفيق الحار و الصفارات العاليه فكانا في هذا المشهد يشبهان امير و اميره في ليله زفافها وصلا عند المأذون كان ينتظرهم اللواء عزمي كوكيل لعمر و العم وليد وكيل سيلين.
وليد: الف مبروك يا بنتي.
سيلين: الله يبارك في حضرتك يا عمو.
ثم اقترب منها كريم محتضنا ايها: الف مبروك يا حبيتي ربنا يهنيكي و يسعدك يا رب.
سيلين: الله يبارك فيك يا كيمو عقبالك.
كريم: يا اختشي بعد الشر عليا انا لسا في عز شبابي. ضحك الجميع علي هذا الشاب المرح ما عدا عمر اللذي كان يشوبه حاله غليان من الغيره لا يحق لاي احد ان يقترب منها سواه نعم هو فقط.
اياد و هو يكتم ضحكاته: طب ما الواد كيوت اهو و لذيذ ...   انا مش فاهم بس يا عمر انتا مش بالعه لي.
عمر و هو يكز علي اسنانه: قسما بربي يا اياد كلمه تاني و هقوم اخلي كتب كتابي  عزاك فابلع علشان انا علي اخري.
بعد مرور دقائق جلسوا جميعا و بدأوا في اتمام مراسم كتب الكتاب كان عمر و سيلين ناظران لبعضهما لكن كل منهم كان في مكان بعيد بخياله افاقوا من شرودهما علي  جمله المأذون المشهوره: بارك الله لكما و جمع بينكما في خير.
انتهت المراسم و قاموا يستقلبون التهنئات و المباركات.
ابتعدت فرح عن التجمع قليلا عندما دق هاتفها.
فرح: الو ايوه يا خالد بص انا في فرح صحبتي دلوقتي و الدنيا زحمه و مش سامعه حاجه لما اروح هكلمك اشطا.
خالد: طيب يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك.
فرح: حاضر و انتا كمان باي.
اغلقت الهاتف و استدارت لتعود للحفل و اذ اصطدمت بشىء فتحت عينها كان شاب طويل وسيم بشعره الاسود و عيناه البنيه يطالعها باستغراب.
فرح: اااه اي ده يعم صدرك ده و لا خرسانه.
اياد باستخفاف: لا خرسانة يا خفيفه ...  ثم اي ده في واحده كيوت كده تقول صدرك ده و لا خرسانه.
فرح: عادي زي ما في ظابط مستفز داير يخبط في الناس كده انا عارفه ازاي انتا دخلوك شرطه اصلا اكيد داخل كوسه.
اياد: لا معلش انتي بالذات متتكلميش عن الكوسه بام الفستان اللي انتي لابساه ده حد يجي فرح انتيمته بفستان كوسي كده.
فرح: و انتا تفهم بكام في الفاشون و الاستايلنج يا بتاع انتا و اصلا رايك ميهمنيش.
نظر اياد في ساعته ثم نظر اليها مجددا: صدقيني كان نفسي ارد عليكي بس للاسف مش فاضي و مضطر امشي.
فرح باستهزاء: لا و النبي و النبي استني معايا شويه مشبعتش منك يلا يا ابا هوي المركب اللي تودي.
و رحلت من امامه تحت نظراته المتعجبه و المعجبه في ذات الوقت.
ضحك اياد بصوت عالي و اردف: بيئه بس عسل و الله يا معلم كوسه.
ضحكت فرح بسكون لكي لا يلاحظ ( لكن اياد لاحظ مهو مش فرارجي يا فرح 😅 ) لتردف: يخربيتك غتت و انتا قمر كده يختي.

سويا تحت ضوء القمر.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن