• PART TWO •

77 17 12
                                        

في القاهره .

تحديدًا فى المعادي ، تلك المنطقه التى تتميز بالهدوء و الرقى ناهيك عن جمال المساحات الخضراء هناك . تتميز بينهم فيلا الجمــال بتصميها المعماري و العقبري المذهل الذي يليق حقًا بصاحبها السـيـد مـراد الجمـــال ، احد أشهر رجال الأعمال في مصر و الشرق الأوسط . اشتهر بأعماله المعمارية الفنيه الرائعة و استطاع خلال السنوات المنصرمة أن يبنى لذاته كيانًا و اسمًا يلمع بين عمالقة الفن المعماري ، و هو لا يزال فى العقد الخامس من عمره !!

كان جالسًا على كرسيه الوثير ، فى مكتبه ذا الطابع الروماني القديم و هو ينقر أنامله على إحدى ركبيته بحركات رتيبه . بينما كان ظهره منصوبًا و هو يتحدث عبر الهاتف بعصبيه و غيظ مكتوم : متاكد ان هما اللي عملوها ؟؟ ... مش مهم ، آخر همى الرجاله و السلاح اللي راحوا ، شوف أنتَ محتاج إيه دلوقتى و أنا هبتعلك ... تمام كل اللي محتاجه هيوصلك فى خلال ساعات و لو محتاج تاني هبعتلك ... المهم أمن اللي معاك الأول بعدين نتحاسب ....  ( صمت قليلا ليردف بغل تجلى على ملامحه ) تهمني !! إي اللي تهمني دي أمانه الصقر عـــــنــــدي !!
أيوه ... يومين كده و أبو عبد الله هيحصلك إقفل أنتَ دلوقتي عشان أحل المصيبه دي .

نهض عن كرسيه و هو يزفر انفاسه بحنق شديد : بـقــر ... و الله مشغل معايـا بـــــقـــــر ... زيــــــاد يـا زيــــــاد ...

قالها بصوت عالٍ هز أرجاء الفيلا من حدته ، لتمر فقط لحظات و يدلف المدعو زياد ( الحارس الشخصي و مساعد مراد ) :  أيوة يا باشا .

حمل مراد حاسوبه المنتقل - اللاب توب - متجهًا صوب صالة الاستقبال ، جلس على إحدى الارائك ثم وضع الحاسوب على المنضده الصغيرة أمامه : معاك 12 ساعه تكلمني تقولى عربيات المؤن وصلت المكان الاحتياطى بتاعنا على الحدود الغربيه .

انحنى قليلًا باحترام و هو يقول : حاضر سيادتك ... أوامر تانيه ؟؟

أشار له مراد فإنصرف للخارج بصمت لينفذ أوامر رب عمله ، زفر مراد أنفاسه يسترجع هدوءه ثم تناول الحاسوب و بدأ يباشر عمله .

بعد مده ليست بقليله . ميزت أذنه صوت خطوات بطيئه رقيقه تشبه صاحبتها ، كانت تلك سيلين ابنة مراد الوحيدة ذات الواحد و العشرون عامًا . تهبط الدرج برقه و هدوء كعادتها ، فهى من أضحت مثل الأميرات منذ نعومه أظافرها فى رقتها و رقى معاملاتها. كانت تشبه والدها إلى حد كبير ، من حيث الملامح المتشابهه جدًا بينهما ، عيونها ذات اللون الذهبي تتخلخله بعض الخيوط بنيه ، و بشرتها البيضاء ايضًا ، عدا لون شعرها ... قد كان الشىء الوحيد الذي ورثته عن والدتها الراحله ، فكانت تنفرد بشعر أحمر نارى ملفت !!

ابتسمت و هي تتهادي في خطواتها تجاه مجلس ابيها ، اتسعت بسمتها اللطيفه و هى تجلس علي الاريكة المقابله له ، قائلةً : !! Bonsoir , papa

سويا تحت ضوء القمر.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن