في القاهره .
تحديدًا فى المعادي ، تلك المنطقه التى تتميز بالهدوء و الرقى ناهيك عن جمال المساحات الخضراء هناك . تتميز بينهم فيلا الجمــال بتصميها المعماري و العقبري المذهل الذي يليق حقًا بصاحبها السـيـد مـراد الجمـــال ، احد أشهر رجال الأعمال في مصر و الشرق الأوسط . اشتهر بأعماله المعمارية الفنيه الرائعة و استطاع خلال السنوات المنصرمة أن يبنى لذاته كيانًا و اسمًا يلمع بين عمالقة الفن المعماري ، و هو لا يزال فى العقد الخامس من عمره !!
كان جالسًا على كرسيه الوثير ، فى مكتبه ذا الطابع الروماني القديم و هو ينقر أنامله على إحدى ركبيته بحركات رتيبه . بينما كان ظهره منصوبًا و هو يتحدث عبر الهاتف بعصبيه و غيظ مكتوم : متاكد ان هما اللي عملوها ؟؟ ... مش مهم ، آخر همى الرجاله و السلاح اللي راحوا ، شوف أنتَ محتاج إيه دلوقتى و أنا هبتعلك ... تمام كل اللي محتاجه هيوصلك فى خلال ساعات و لو محتاج تاني هبعتلك ... المهم أمن اللي معاك الأول بعدين نتحاسب .... ( صمت قليلا ليردف بغل تجلى على ملامحه ) تهمني !! إي اللي تهمني دي أمانه الصقر عـــــنــــدي !!
أيوه ... يومين كده و أبو عبد الله هيحصلك إقفل أنتَ دلوقتي عشان أحل المصيبه دي .نهض عن كرسيه و هو يزفر انفاسه بحنق شديد : بـقــر ... و الله مشغل معايـا بـــــقـــــر ... زيــــــاد يـا زيــــــاد ...
قالها بصوت عالٍ هز أرجاء الفيلا من حدته ، لتمر فقط لحظات و يدلف المدعو زياد ( الحارس الشخصي و مساعد مراد ) : أيوة يا باشا .
حمل مراد حاسوبه المنتقل - اللاب توب - متجهًا صوب صالة الاستقبال ، جلس على إحدى الارائك ثم وضع الحاسوب على المنضده الصغيرة أمامه : معاك 12 ساعه تكلمني تقولى عربيات المؤن وصلت المكان الاحتياطى بتاعنا على الحدود الغربيه .
انحنى قليلًا باحترام و هو يقول : حاضر سيادتك ... أوامر تانيه ؟؟
أشار له مراد فإنصرف للخارج بصمت لينفذ أوامر رب عمله ، زفر مراد أنفاسه يسترجع هدوءه ثم تناول الحاسوب و بدأ يباشر عمله .
بعد مده ليست بقليله . ميزت أذنه صوت خطوات بطيئه رقيقه تشبه صاحبتها ، كانت تلك سيلين ابنة مراد الوحيدة ذات الواحد و العشرون عامًا . تهبط الدرج برقه و هدوء كعادتها ، فهى من أضحت مثل الأميرات منذ نعومه أظافرها فى رقتها و رقى معاملاتها. كانت تشبه والدها إلى حد كبير ، من حيث الملامح المتشابهه جدًا بينهما ، عيونها ذات اللون الذهبي تتخلخله بعض الخيوط بنيه ، و بشرتها البيضاء ايضًا ، عدا لون شعرها ... قد كان الشىء الوحيد الذي ورثته عن والدتها الراحله ، فكانت تنفرد بشعر أحمر نارى ملفت !!
ابتسمت و هي تتهادي في خطواتها تجاه مجلس ابيها ، اتسعت بسمتها اللطيفه و هى تجلس علي الاريكة المقابله له ، قائلةً : !! Bonsoir , papa

أنت تقرأ
سويا تحت ضوء القمر.
Romance"ولو سألتني عن الحب، لحدثتك كيف يحول شخص واحد فقط، برسالة واحدة فقط، بكلمة واحدة فقط، حياة شخص آخر من العدم إلى الوجود. كيف يعود له رئتيه وملامحه وضحكته، وشعور بالرغبة في الحياة. الحب شيء أقرب لنفخ الروح في الجسد. في الحب، نمتلك أرواحًا أخرى نهتم به...