سويا تحت ضوء القمر.

البارت السادس عشر.

" الموت له شعور _ شعور فارغ لا يجرب .. لكنه كالرصاص اذا خرج لا يعود. "

في الساعه الواحده بعد منتصف الليل في المستشفى الخاص.
استيقظت ليل علي صوت الممرضه التي كانت تحاول ايقاظها بتوتر: دكتوره ليل ... يا دكتوره.
ليل بنوم: ايوه.
الممرضه: دكتور مصطفي محتاج حضرتك تحت.
ليل: في حاجه.
الممرضه: في حادث حصل و محتاجين دكاتره.
ليل: حاضر هغسل وشي علي السريع و نازله.
خرجت الممرضة من المكتب فنهضت ليل و اتجهت للحمام الملحق بالمكتب غسلت وجهها جيدا و توجهت للاسفل.
كانت المشفي في حاله فوضي و ذعر غير مفهومه و الجميع يركض في كل الاتجاهات كان منهم دكتور مصطفي.
مصطفي بعتاب: اتاخرتي لي كل ده.
ليل: معلش الوقت متأخر فنمت.
مصطفي: طيب حصل خير ادخلي للمريض اللي في عمليات 6 يلا.
ليل: مع مين.
مصطفي: لوحدك.
ليل: بس انا عمري .. 
قطعها مصطفي: انا عارف بس مش هنسيب الناس تموت مفيش دكاتره دلوقتي في المستشفي غير انا و انتي و رياض و دكتور سامي نستقبل الحالات و اربع دكاتره تخدير واحد منهم هيكون معاكي و ممرضه ... متخافيش يا ليل هتقدري انا واثق فيكي.
ليل بتردد: حاضر ماشي انا داخله.
رحل مصطفي من امامها فتنفست بهدوء و دخلت تعقمت و ذهبت للعمليات.
ليل: اي الحاله.
الممرضه: شرخ في الجمجه طوله 10 سم اتصاب في مكان قريب من التفجير و جسمه في شظايا كتير و طلقتين في البطن خرجنا واحده و التانيه محشورة بين جدار المعده و الامعاء.
ليل: طيب عايزه كيسين دم من فصيلته علشان اقدر ابدأ اشتغل هحاول انضف الجرح و اسعفه و نخرج الشظايا لحد ما الدم يجي.
الممرض باعتراض: بس كده مينفعش حضرتك.
ليل ببرود: انا هنا المسئوله عن العمليه و انا اللي اقول اي اللي ينفع و اي اللي مينفعش يلا نبدا شغل.

بعد دقائق.

الممرض بضيق: انتي بتعملي اي انتا كده هتشيلي جزء من معدته معاكي.
ليل: و الله حضرتك مظنش ان معدته عنده اهم من حياته و متقلقش علي مسئوليتي دي لما يفوق انا اللي هبلغه اتفضل اشتغل و انتا ساكت.
الممرض: علي فكره انتي انسانه غير مسئوله.
ليل: و انتا انسان غير متحترم اطلع بره.
الممرض: انتي ازاي تكلميني كده.
دكتور التخدير: يا جماااعه مينفعش كده في روح بني ادم تحت ايديكم مش كده.
ليل: بعد اذن حضرتك يا دكتور امجد يطلع بره.
دكتور التخدير:اطلع بره لو سمحت.
خرج الممرض فعلا من غرفه العمليات بغيظ و غل شديد من ليل ( و قفاه يقمر عيش يعني 😅. )  و عادوت ليل للعمل حرفيا كانت تريد البكاء حقا فلم يسبق ان وضعت تحت ضغط كهذا وحدها لكن لن تستسلم ابدا.
مر وقت الي ان استطاعت اخيرا اخراج الرصاصه مع جزء صغير من جدار المعده اخراج جميع الشظايا و ازاله الخطر عن حياته تنفست بعمق و هي تمسح جبينها المتعرق.
دكتور التخدير بتشجيع: عفارم يا بطله.
ابتسمت ليل بشحوب: شكرا .. كملي تقفيل و يتنقل علي العنايه المركزة و تقرير شامل بحالته كل ساعه و تفضلي معاه انتي محدش يدخله غيري انا و انتي ... اي حاجه تحصل تبلغيني فورا.
الممرضه: حاضر يا دكتور.
اسدارت لتخرج لكن استوقفها النداء باسمها نظرت لتجد ما صدمها كليا .