قمت من النوم بانزعاج لا على صوت عصافير ولا على أشعة الشمس فللأسف الشديد غرفتي مافيها نوافذغرفتي أشبه بقبر ضيق مع جدرانه المتشققة وسقفه الي أشك بيطيح علي لو ظليت تحته لأكثر من سنة
هالمرة صحيت على غير العادة بانزعاج على صوت خالي وهو يصرخ : رونَق تعالي بتجي السيارة تاخذك
أول مرة يصحيني من نومي ويكون مهتم ، هه خايف على فلوسه انها بتختفي وتطير
قمت من السرير ودخلت الحمام واستحميت بموية باردة ، جمعت قطرات الماء بكف يدي
طالعت فيها بهدوء وتأملت هذه القطرات ، ممكن اذا تجمعت هذي القطرات بتحرك الصخور الراسية وتهدمها
حسيت نفسي لوهلة اني مثل هذه القطرات وبيجي يوم و أصير فيه قوية
خلصت ونشفت جسمي وشعري ولبست فستاني الأبيض
هو الفستان الوحيد الي عندي ، احتفظت فيه للمناسبات المهمة وعلى بساطته الا اني أحب هذا الفستان وتغمرني سعادة شديدة اذا لبسته
وكيف ما انبسط وهذا فستان امي الي تركته لي؟ الشيء الوحيد الباقي من ريحتها والي ماباعه خالي وسلسالها الي خبيته عن عيونه
سحبت الشنطة وراي كانت خفيفة فما اخذت صعوبة وانا شايلتها
بكون انا اول بنت بهالقرية تطلع منه بسهولة ، محد بيمنعني ومحد بيلحقني لو خطيت خطواتي خارج اسوار القرية
وقفت عند باب غرفتي بس استوقفني صوت خالي وهو يكلم شخص : هذي الدفعة الاولى ؟ بس ليه قليلة ؟ تراني عطيتكم هالبنت بكامل صحتها فمفروض تدفعون اكثر
رد على خالي صوت ذكوري : بنعطيك زيادة نوعدك يا عناد
ارتجفت شفايفي بخوف من الي سمعته ، طاحت شنطتي بغير ادراك مني من هول الي سمعته
مو معقولة لا مستحيل خالي يبيعني ويتاجر فيني مثل الي يصير بالروايات الي اقراها؟!خالي مشى عندي لما سمع طيحة الشنطة ، وقف قدامي وابتسم لي ابتسامته الخبيثة : تتسمعين كلامنا يالقطوة ؟
هزيت راسي بخوف وباعتراض على الي بيسويه : ماكنت اتسمع كلامكم سمعته بالصدفة
عناد: ما اظن ينفع الكذب الحين ؟كل شيء صار واضح
رجعت للخلف ومسكت مقبض باب غرفتي وبتأتأة : مستحيل مستحيل انك تبيعني وتتاجر فيني!