١-بداية جديدة

186 23 47
                                    


" الجميع يجهلون حقيقتنا...، و نحن لا ندركها حتى "

.........................................................................


روما عاصمة إيطاليا
8:00 Am الساعة

كان المطر بالنسبة إلى القدماء هو نذير شؤم و ألم يعبر عن غضب الآلهة، و هناك من اعتقد أنه رسالة لأمل جديد و حياة أفضل و نقاء لذُنوبْ إقتَرفّوها

هذا ما فكرت به و هي تقف في الشرفة المتصلة بِغرفتها، كان الأمر جميل و في نفس الوقت مخيف وهي ترى السماء الرمادية التي صارت كئيبة خالية من البهجة في مثل هذا الفصل و هذا اليوم

أغمضت أعينها تستمع إلى المطر الذي ينزل بغزارة و كأنه موسيقى تعبر عن حالتها الميْؤوس منها...، ترغب بالصراخ و رفض كل ما يجري و ما سيحدث لكن في النهاية تعجز عن إيصال صوتها مثل القطرات التي تنزل و تصطدم بالأرض ثم تختفي

" ما هذا الضيوف سوف يصلون و أنتِ لم تغيري ثيابك حتى "

فتحت أعينها التي اغمضتهم سابقا بسبب صوت والدتها المُؤنَب لها لذا كمحاولة منها لاسترجاع نفسها و الرجوع إلى واقعها أخذت نفسا عميقا قبل ان تدخل و تغلق باب الشرفة

"لما أتيتِ لا زال الوقت مبكرا هذا طبعا لو ضيوفك يفهمون هذا"

" أعلم انه مزال لدينا الكثير من الوقت لكن لا يوجد خسارة في إنجاز الأمور مبكرا"

راقبت والدتها التي فتحت خزانتها و بدأت بإخراج الثوب التي سوف ترتديه و الذي تم تصميمه لهذه المناسبة خصيصا

" انظري أليس جميل سوف يناسبك جدا"

كان فستان أزرق سماوي منخفض الأكتاف و ينزل قليل حيث يمكن رؤية عظمة الترقوة كان ضيق من الأعلى ويتسع بعدها ليصل إلى ما بعد الركبة بقليل

تمعنت بملامح والدتها المُبتهجةُ وهي تتحدث عن العائلة التي سوف تتناسب معهم هذا جعلها تشعر بالخيانة وهي ترى الفرحة المرسوم على وجهها كل هذا على حساب حريتها هي

هذا هو الواقع المضحك المّبكي عائلتها سوف ترتقي و هي سوف تدمر، ريغنار تصبح في قمة عوائل إيطاليا وهي في جحيم كامورا تتعذب

" لما أنا"

ظنت أنها قالت هذا في ذهنها لكن نظرات والدتها المرتبكة و تغير تعابير وجهها أكدت انها تحدثت بذلك

" عزيزتي أعلم انك خائفة لكن اطمئني نحن عائلتك بالتأكيد لن نأخذك إلى التهلكة"

 إليفيثرياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن