chapter I 8.87

102 18 214
                                    

                ﴿ ليلية ثلجية ﴾

منذُ بداية البشرية  و سفكُ الدماء موجود، الموتُ يلاحق الكل،  نعم الكُلُ يعلمُ بهذا،  لاشيء جديد بهذا،  ثم تطور سفك الدماء بكلماته  فأصبح إبادةٌ ودحر،  لعل هذه الكلمات هي كلماتٌ تظنها عادية عند النظر أو الاستماع  إليها،  لكن صدقني إن عشت معاني هذه الكلمات بالواقع ستدركُ ما تعنيه هذه الكلمات،  فلنضرب مثالاً على التمييز والتنمر ( العنصرية)،  أنت بالتأكيد تعرف معناها،  لكن هل عشت معناها،  ما أقصده هل سبق لك وأن تَنَّمرَ عليك أحدٌ من قبل؟! 
من هذا المنحى سأبدأُ بالتحدث بهذا الموضوع بقصةٍ شيقة تحمل في طياتها المتعة والمشاكل التي تواجه البشرية منذُ الأمد البعيد....
               ________________

مُعَزَّفُ الشيطان بدأ يُزِينُ سمفونيته المرعبة في مدينة ماكويا، الجوهرة السوداء في قلب دولة نوفاكور، في عهد الثورة الدامية،  لم يكن عهد الثورةِ هذا كأي عهد مضى على مدينة ماكويا تحديداً وفي كل العالم ليس ماكويا فقط والتي تقع في دولة نوفاكور ،  فالذين عاشوا في هذا العصر هم الذين لم يحملوا على أنفسهم أن تتضهدهم القوانين الظالمة والعنصرية الدامية وأن يكون هنالك تمييز كبير بين الغني والفقير،  والجميلُ بالموضوع أن البشر قد اخترعوا النظام الطبقي.
تقع دولة نوفاكور في أقصى شمال الكوكب يحدها من شمالها محيط نوفاكور ومن شرقها دولةٌ ملتصقةٌ بها ومن غربها يقع محيط الهلاك والذي يبعدُ عنه إمبراطورية امبريا العظمى ومن الجنوب يحدها محيطٌ آخر،  هذه كانت جغرافيةُ هذه الدولة.

تبدأُ قصتنا في بيتٍ صغير يوجد تحته ورشة عمل صغيرة، حيث يوجد بداخلها بطل هذه القصة والذي يتواجد حالياً بمختبره العلمي والذي يتكون من معدات وأدوات ميكانيكية وأشياء كثيرةٍ أخرى، منها ما هو مُلّقَاً على الأرض والباقي على حواف الطاولة يُنَاجدُ بطلنا أن يُزِيحَ هذا العبء عنها لأنَّ الأدواتِ كانت متدكسةٌ بعضها فوق بعض،
الغُرفَةُ كانت بالرغم من هذا التدكس إلا أنها تفوح منها رائحة البنزين والنار كانت الغرفة مدهونة باللون الأزرق السماوي على جُدرانها ومحاطةٍ بطاولاتٍ عدة عدا الباب فليس محاطاً به أيُ طاولة كان الممر ضيقاً،  وعلى أحدِ الجُدران كان مكتوباً عليها « عالمٌ لعين»  كانت هذه العبارة واضحة لمرىء العين،  وفي زوايةٍ في هذه الغرفة يجلسُ بطلنا وبيده أدوات الحدادة والصيانة وكانت شرارات النيران تخرج وتتساقط على الأرضية بمنظر خلاب وكأنها قطرات ماء. 
قام بطلنا بنزعِ القناع عن وجهه وقال بتنهد

«آه، أخيراً اقتربت من النهاية، أخيرًا سيكتمل الإكسيون، لم يتبقى سوى قطعة واحدة ليعمل ...» 

يرمق بطلنا الشاب محيطه بتوجس وعينيه تبحث عن القطعة المفقودة التي أضاعها، كانت هذه القطعة، قطعة نفيسة للغاية، لكن البحث يُنغمِس في أفق اليأس ويقول بصرخة يأس

ريفوريا : لحن الموت  ( ارك بلاد الألوان المفقودة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن