Chapter VII 9.70

17 4 110
                                    

                 ﴿تحدٍ وتعالٍ ﴾

في مكانٍ ما يطل على أحد البحار كان هنالك بضعة فتيانٍ وفتيات كانوا يدرسون شيءً ما

« والآن، أيها الطلاب حان وقتُ الغذاء، أأنتم...

كانت الساعة الواحدة والنصف مساءاً وقد كان جرس اعلان الغذاء قد قُرعَ منذُ فترةٍ ليست بقصيرة
أكمل المعلم جملته بأسلوبٍ حقير
.... مستعدون لدفع ثمنه؟! »

نعم، الغذاء هنا ليس مجانياً،  يجب أن تدفع ثمن كل وجبةً تأكلها هنا مع العلم أن عائلتهم لا يملكون المال الكافي لدفع ثمن أطعمتهم الشبه غالية كل يوم، لكن هناك بعضُ الأهالي كانوا إستثناءاً من هذه القاعدة، مع العلم أنه فقير ولا يملك المال إلا أنه يُفضل أن يأكل ابنه عنه ويحرم نفسه من الأكل لأيام، لأنه يشعر أن حياته قد انتهت هنا ولم يعد بوسعه تقديم المزيد لهذا العالم أو تغيره لذا يؤمن بأن أحداً من أصلاب هذا الجيل قد يُغيرُ هذا النظام التفريقي ( الطبقي) لذا فهو يراهنُ بكل ما لديه على أولاده.

لكن هذه المراهنة كانت باطلة ولم تعد تنفع مع هذا الجيل، مما جعلهم يموتون على هذه المراهنة فقد كان الأهالي الذين يعطون المال لأولادهم كل يوم ويحرم زوجته وهو الآخر، كان يطعم شخصاً لن يكون ذا فائدة، فقد عَوّد هذا الطفل على أن الحياة سهلة ومهما كنت فقيراً فستحصل على الطعام لتُطعم نفسك، هذا ما كان يدورُ في أذهانهم.

تجول المعلم بين صفوف الطلاب الذين يجلسون على أرضية المكان وجمع ثمن الطعام منهم .
لكن كان هنالك أولاد لا يحملون المال معهم، فقد كان والدهما فقيراً للغاية ولا يملك ثمن أيّ شيء حتى ثمن دواءه والذي يحتاج إليه بشدة.

« ما الأمرُ يا ليوناردو ألم تحضر مالاً لطعامك أنت وأختك؟! » سأل المعلم بوقاحة

أجاب ليوناردو عليه ببرود « لا لم نحضر المال، أيها المعلم »

دخلت هذه الجملة ومع هذا الأسلوب البارد في الكلام إلى أعماق قلب المعلم وأشعلت نيران الإستفزاز لديه
وقال بهدوء بعد أن أغمض عينيه

« اممم، هكذا لم تحضرا المال هذا اليوم أيضاً مما يعني..

ثم قال بغضبٍ عارم

.... أنه لايوجد لديكما طعام أيتها الخرفان الصغيرة
فلتذهبا ولتكنسا الأرضية »

أجاب ليوناردو وأخته « حاضر»

ثم أدار المعلم وجهه منزعجاً وقال بإنزعاج بعد أن طقطق لسانه « تباً، هذه الخرفان لا تنفع بشيء، يجب أن أفكر بطريقةٍ لطردهما من هنا وإلا لن أجنيَ ثروة من هذه الخرفان » .

وأخذ يمشي في المكان حائراً..
ثم ذهب إلى الغرفة المجاورة..

أخذ ليوناردو المكنسة وجعل أخته تجلس في الزواية واستلم هو لوحده مهمة التكنيس
كان ليوناردو نحيف الجسم، أشقر الشعر، أزرق العينين، كانت ملامحة جميلةً للغاية وكان أوسم ولدٍ في هذه القاعة وكذلك أخته كانت أية في الجمال
فقد كانت شقراء الشعر، شعرها طويل وانسيابي
تلبس نظارة طبية رخيصة.

ريفوريا : لحن الموت  ( ارك بلاد الألوان المفقودة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن