﴿عقاب ﴾في وسط مدينة أوروريا كان هنالك شخصٌ ما يتمايلُ شمالاً ويميناً ويضحكُ ضحكةً غريبة وعيناه تتقلبان وتلفان في مكانهما بسرعة فإذ به يخرج شيئاً من جيبه ويوجهه نحو فمه ويدخله داخله ويضغط عليه لتبدأ النيران تهب بداخل جسده بسرعة وهو يضحكُ تارةً ويصرخ متألماً تارةً كان يردد بكلماتٍ غريبة
« ااه، الخدم، الحسابات، جارسيا، عنصرية، عبودية، اتضهاد، سلب، تعذيب نفسي، تعذيب، موت ثم موت ثم موت... »كانت هذه الكلماتُ كافيةً لتحمل رسالة كان قد أوصلها هذا الرجل قبل حرق نفسه، وسط ذهول الناس وخوفهم من الذي فعله الرجل قبل قليل، لقد حارب خوفه من الموت، وكسر قوانين المحال، إذ أن الناس يحبون الحياة كثيراً بهذه المنطقة ويفضلون أن يعيشوا أذلاء على أن يبقوا على قيد الحياة، لكنّ لحن الموت، كان له رأيٌ آخر، فهم ميتون لا محالة، وهذا أمرٌ غير قابل للجدل.
كان الناس يتمتمون بكلماتٍ مثل
« أهذا مجنون، يرفض الحياة التي وهبت له، أنه لجاحد!! »بعدها أنتشر خبر موته سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر شاشات التلفزة المعلقة على الأبنية لذلك علم الناس بهذا الخبر بسرعة البرق، وكانت ردود الناس سلبية تجاه ما فعله، وصل الخبر إلى مسامع أصدقائنا الذين يتوجهون إلى وجهة غير محددة، ولا يعرفون أين يتوجهون .
قال وليام
« لقد ارتاح من حياةٍ عانى منها، لكن من طريقة موته الانتحارية هذه لا بد أنه كان عبداً خادماً، ولقد كسر قانون حب الحياة هنا»أردفت مايا قائلةً بحزن
« هناك كثيرٌ من الناس يكبتون مشاعرهم و لا يستطيعون التعبير عنها أو البوح عنها، خشية أن لا يتعاطف معهم أحد، فإذا تريدُ عطفاً من هؤلاء البشر، يجب أن تكون عبداً ذليلاً، لقد عانى الناس بسبب فيكتوريا السامية، ويلات العنصرية والإتضهاد والعبودية ، إن هذا لا يُحتمل!! »
لفت انتباه وليام إسم فكتوريا فقال بغضب
« علينا أن نسرع في ترحالنا السخيف هذا ونعثر على أولفير اللعين وكيفن الرعديد ونفك اللعنة على فيكتوريا»قال نيكولاس
« هيه، وليام، نحن نعمل مع بعضنا لتحقيق أهدافنا المشتركة لا أكثر، وقد يستغرق الأمر عدة شهورٍ أو سنوات، نحن لا نعلم كم ستستغرق مَهَمتنا هذه، هذا باحتساب العوائق والعقبات، أتظن أنك حُرٌ بهذا العالم؟! »
قال وليام بإزدراء
« حر؟! لا تضحكني، منذ متى وأنا عبدٌ لهذا العالم، أنا منذ ولادتي وأنا حر ولا أحد يتحكم بي كدمية أويفرض عليّ أوامره أو ضرائب عيش سخيفة، أو حكومة فاسدة تهددني ، أنا أعيشُ منعزلاً عن هذا كله»سأل نيكولاس
« أنت لا تدفع ضريبة العيش والخدمات؟! »
« لا ، لا أدفعها البتة، ولا ادفع فواتير الكهرباء والماء ولا انصاع لترخيصٍ ولا قوانين وضعها بشري»
أنت تقرأ
ريفوريا : لحن الموت ( ارك بلاد الألوان المفقودة )
Paranormal"العدالة لا تكون حقيقية إلا إذا كانت تشمل الجميع، حتى الذين يبدون غير مستحقين لها." في عالم يسعى لتحقيق العدالة المطلقة، يتسلل الشك والتساؤل حول ما إذا كانت العدالة قد ضاعت في بحور الظلام. يصبح من الضروري على العدالة المطلقة أن تواجه العدالة العدوان...