لعنة جالب الحظ

100 14 7
                                    

اهلا...لقد ارسلت لي طلب صداقة منذ بضعة أيام، انا لا اعرفك و لست متأكدة حتى من أنك فتاة، لكني لا احتاج لأعرف هذه المعلومات لكي أحرر نفسي من قبضت هذا السر الخانق.
فقد جذبني منشورك هذا "حرر نفسك بطريقة مجهولة"، علي ان أقر انك جيدة في جذب الزبناء اما بالنسبة لي لا اعرف نواياك لكن على الأقل اعرف ان هناك من سيقرأه اعترافي و اتمنى ان يصدقني ايضا بغض النظر عن جنسه او عمره.
بطبيعة الحال لن اعطي اي معلومات خاصة-و أراهن على انك لستي بحاجة إليها-سأعتمد "مروى" كإسم لي فقط لكي لا تضيعي بين كلماتي.
كان هذا في أول عام لي بالجامعة كنت أسكن مع صديقتي بالسكن الجامعي بمدينة "****" الفرنسية-نعم لقد اعطيت معلومة شخصية لتوي رغم اني عزمت على عدم البوح بأي معلومات خاصة...حسنا اظن أن هذا استثناء- لم اكن من سكان المدينة، كنت متواجدة بها لغرض الدراسة لا أكثر.
كانت مدينة خلابة من جميع النواحي، و كنت على وفاق مع صديقتي التي هي زميلتي بالغرفة؛ لم نكن ندرس نفس التخصص لكننا كنا نساعد بعضنا البعض بتفهم و احترام اختلافاتنا، كنا بأحسن حال.
كنا ندردش في احد الليالي عندها حدثتني عن بعض الأساطير المنتشرة في بلادها و من بينها أسطورة "العشرة" و هم اطفال ميتم دفنوا أحياء ليلة أول احد بشهر إبريل في حديقة الميتم لأنهم كما وصفتهم مسؤولة الميتم-القاتلة-ب "شرهين و مزعجين" لتسكن أرواحهم المدينة بأكملها و يأتون كل ليلة أحد من شهر إبريل لزيارة احد منازل المدينة ،إذا وجدو طعاما في فناء المنزل أكلوه و ذهبوا في سبيل حالهم ،إذا لم يجدوه فهذا يعني ان اهل المنزل لا يرحبون بهم و عندها أرواحهم تثيرون الشغب في المنزل طيلة شهر إبريل ،او أسطورة "أسيح ذو الفك" الذي يهاجم النساء ذوات الشعر الطويل في ليالي اكتمال القمر لينتقم لخطيبته لتي قتلت من قبل صديقاتها إذ حلقن لها شعرها بعد قتلها بسبب غيرتهن لينتحر هو بعدها من شدت الحزن و ترجع روحه للانتقام. تبدو أساطير مبتذلة أليس كذلك؟ حسنا هذا ليس موضوعنا وليس السر الذي اريد الإفصاح عنه لكن لتتمكنوا من ربط الأحداث يتوجب علي ان اعطيكم نبذة عن صديقتي هذه و ماهية البيئة التي نشأت فيها، اما الآن... لنبدأ.
في ليلة من ليالي شهر مارس كنت وحيدة بالغرفة لأن صديقتي ذهبت لزيارة اهلها لمدة اربعة ايام حيث انها كانت فترة عطلة لكن لم اقدر على فعل المثل حيث ان الفترة قصيرة نسبيا و السفر بها شبه مستحيل إذ أعيش في دولة أخرى و بعيدة نسبيا.
لم اكن اشعر بالوحدة إذ كنت ارفه عن نفسي من خلال العاب الفيديو و تطبيقات الترفيه المختلفة كال"التيكتوك" و غيره ؛بعد ان وبلغت الساعة الواحدة ليلا خلدت للفراش و غرقت مباشرة في نوم عميق وهو شيء غريب لأن ضوء الهاتف و الشاشات بشكل عام تسبب لي الأرق.
كنت أغطي نفسي و وجهي بلحاف خفيف إذ ان الجو لم يكن باردا أبدا حينها، و كنت اغط في نوم عميق حينها...صوت...انا اسمع صوت خطوات في الغرفة...إنها خطوات ثابتة و غير مسرعة...هنالك احد بالغرفة! هاهنا انا اسمع خطاه بوضوح و..."يبدو انه يبحث في الدولاب"...تجمدت من الخوف، لم أحرك شعرة مني.
بعدها اتجه مباشرة للمكتب الخاص بي الذي يوجد قبالة سريري، عندها استطعت رؤيته بفضل الضوء الخفيف القادم من النافذة...حينها قلت في نفسي :"يا إلاهي! اوه لا لا لا هذا لا يحدث معي...هذا لا يحدث معي!!".
كان رجلا كبير البنية و طويل القامة كأنه عملاق من عمالقة جزيرة بارادايس و كان ذا شعر طويل نسبيا...كنت ادعو في نفسي أن لا يلتفت إلي و أن لا يلاحظني حتى..."فقط ارجوك خذ ما تريده و ارحل!" هكذا كنت أردد في نفسي.
بعد بضع دقائق من البحث تحت المكتب التفت ناحيتي عندها فقط علمت أنني قد إنتهيت، إعتدل في وقفته و سار بخطى ثابتة باتجاهي...كشف اللحاف عن وجهي بهدوء لكني كنت أتظاهر بالنوم...ضحك...سمعته يضحك...كانت ضحكة شيطانية هادئة تقشعر لها الأبدان.
بعدها أعاد اللحاف على وجهي و اشعل ضوء الغرفة! كما لو انه يقول لي :"إستيقظي !انا اتحداك أن تستيقظي!".لم اتحرك من مكاني كنت بالكاد أقدر على التنفس؛ عندها بدأ يسير في الغرفة كما لو انها بيته و يلمس المكتب و المقعد و الحائط بطريقة غريبة...عندها رن هاتف! هذا ليس هاتفي...انه هاتف الدخيل!
أجاب على الاتصال بصوت لن أنساه ابدا قائلا:" نعم...علم سيدي..."ثم فصل الخط، إلتفت ناحيتي و سار بنفس الخطى الثابتة...وضع يده على رأسي من فوق اللحاف كأنه يتحسسه ثم غمغم بكلمات أقسم اني من شدة الخوف لم أفهم منها حرفا واحدا، بعدها امسك بعنقي من فوق اللحاف بعنف كما لو انه يقتلع روحي ثم قال: "سأرجع...و يستحسن ان تعيدي لي أمانتي أيتها اللعينة!"...أطفأ الضوء ثم اتجه ناحية الباب، بعدها...لا شيء...عم الهدوء في الغرفة ،لم أبرح مكاني لمدة تقارب ربعة ساعة بعد انتهاء ذلك الكابوس ،بعدها جلست بهدوء و توجس و أشعلت الضوء، كنت أحاول عدم إصدار اي صوت خوفا من أن يرجع مرة أخرى .استجمعت شجاعتي و اتجهت للباب لأحرك مقبضه :"إنه موصد!"،إذا لقد كنت أهذي إنه الجواب الوحيد ،اتجهت للحمام و غسلت وجهي بماء بارد و انا ارتعش من هول ماحدث، نظرت في المرآة:"كان مجرد كابوس او بالأحرى جاثوم..."أقول لنفسي ،عندها...:"أنه حقيقي!...يا إلهي!...ما أنا فاعلة الآن!..."قلتها بعد ان لاحظت عنقي و هو محمر من أثر خنق ذلك الدخيل العملاق "إنه حقيقي وليس من صنع خيالي!" .أصبت بمغص شديد حينها وهو ما يصيبني إثر التوتر و الخوف الشديدين، تفقدت الساعة وقد كانت الثانية و خمس و عشرون دقيقة صباحا.
رجعت للفراش و قد هجر النعاس جفوني لما تبقى من تلك الليلة.
في الصباح بحثت قليلا على النت لكي اجد ما يطمئنني او حتى يفسر لي ما وقع في ليلة أمس، ولكن لم احصل على اي شيء يجبر الخاطر، كانت كلها مقالات إما عن الجاثوم(شلل النوم) او عن الجن العاشق و غيره من الخزعبلات ،بعدها تذكرت آخر كلماته عن الأمانة او شيء من هذا القبيل..."ماذا كان يقصد؟!".
مر ذلك اليوم علي ثقيلا و المغص لم يفارقني ،لم أخبر والدتي إذ لم أشأ ان أشغل بالها بأشياء قد تكون مجدر خيالات لا أكثر.
حضر الليل...كنت تعبة و اشعر بالقلق ،طيلة النهار و انا افكر و اقول في نفسي" ماذا سأفعل إن رجع؟ لن اتحمل وقع الصدمة ابدا! كما انه هذه المرة قد لا يكتفي بخنقي فقط بل قد يزهق روحي مباشرة إذا لم يحصل على أمانة المزعومة و لا اعرف عن أي أمانة يتحدث حتى!".
شغلت سورة البقرة في هاتفي و تغطيت باللحاف وانا ادعو الله ان يبعد ذلك الشيء عني حتى غططت في النوم دون ان ألحظ.
استيقظت في اليوم التالي و كنت على مايرام،لم يزرني ذلك العملاق ليلة أمس .شعرت بالراحة و الطمأنينة و بدأت أتناسى موضوعه شيئا فشيئا.
مرت الأيام و رجعت صديقتي من عطلتها ،لم أخبرها بما حدث لأني و بكل بساطة نسيت!
مرت الأيام و بعد شهرين تقريبا و في ليلة حارة من ليالي شهر مايو كنت قد خلدت للنوم أنا و زميلتي وقد نمنا فورا إذ كانت عندنا اختبارات آن ذاك ولم يكن في صالحنا السهر وفجأة..."نعم إنه هنا!!! لقد عاد!" لا تسألوني كيف عرفت ،لقد شعرت به ممسكا برأسي بكلتا يديه العملاقة و بدأ بهزه بعنف حتى فتحت عيني و احبالي الصوتية قد تعطلت فلم أنطق ببنت شفة!
نظر مباشرة في عيني و كان وجهه شيطانيا خبيثا يبث الرعب فيك حتى النخاع.
"أين هي أمانتي أيتها اللعينة!" سأل بهدوء و إبتسامة مريبين .لم أستطع النطق من هول مايجري ،عندها هز رأسي بعنف شديد حتى تزعزع يقيني و أردف :"أعرف انها بحوزتك أيتها الصعلوكة ،إما أن تعيديه لي او سأفصل رأسك عن رقبتك!" .أصابني خوف شديد و بدأت دموعي بالانهمار دون توقف و أنا اهز رأسي نفيا مشيرة لعدم حوزتي على اي شيء! عندها اتسعت عيناه بشدة لتنهمر منها دماء متخثرة و فتح فمه لينفصل فكه العلوي عن السفلي لدرجة قدرتك على رأية أعضائه الداخلية و أطلق صرخة مدوية خرقت طبلة أذني! بعدها...استفقت على صديقتي ترشني بالماء البارد و هي مرتعبة. أخبرتني أني بدأت بالصراخ فجأة و فقدت الوعي
حينها بدأت بالبكاء و اخبرتها عن الدخيل...

يتبع

رسائل مهجورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن