حُبلى الغرفة

21 4 18
                                    


~اللهم بردا و سلاما على اهل فلسطين~
~اللهم نصرًا~

●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●

السلام عليكم آنستي، او سأسميك اختي إذ ان الحقيقية عجزة عن تحقيق ما تحققينه انتِ الآن باستماعك.

اسمي 'دلال ال****' عمري 24 ربيعاً و انا من *****.


قبل ان أبدأ اود ان اشكركِ على فكرتك اللطيفة هذه، اعني 'اعطاء صوت لمن لا صوت له!' هذا لطيف حقا، تصدقين اني اكتشفت منصتكِ بالصدفة البحتة؟ حرفيا كنت اتجول على تطبيق **** و ابحث بين صفحات الناس المجهولة حتى ظهرت صفحتك انتِ! و كم شعرت بالسعادة عندما بصرت منشوركِ هذا! كان لسان حالي يقول 'اخيرا ! إنها فرصتي لأحكي قصتي!'، ارجو حقا ان تصدقيني فهذا ما إفتقر إليه حينها... يكفي من الثرثرة لا؟ لنبدأ..

منذ نحو خمسة اشهر اخذت شهادتي الجامعية، و بدأت احشد طاقتي كي ادخل سوق العمل، لكن والدتي -(اعيش مع والديّ و اختي الكبرى )- اقترحت علي ان آخذ عدة اشهر للراحة إذ على حد قولها 'ابدو منهكة و خضعت لضغط كبير في الآونة الأخيرة و من السداد ان انفصل قليلا عن مناخ التوتر كي استعيد بعضا من حيويتي'، لم اعارضها كثيرا ،اعني في الاخير أود ان اعمل لأساعد في حاجيات البيت و بالتالي أساعدهم، لذلك إن كانوا هم غير راغبين في ذلك لما قد اتعب نفسي!

في مساء احد الايام بعد اسبوع تقريبا من الراحة او "الكسل" إن صح التعبير، كنت كالعادة في غرفتي اتابع بعض مقاطع اليوتيوب السخيفة -جديا هؤلاء اليوتيوبرز سخفاء وبلا هدف إلا من رحم ربي-، كنت مستلقية على بطني و اتابع بسذاجة احد المقاطع، حتى فوجئت بصرخة حادة تخترق طبلة أذني! حرفيا بدا الصوت قريبا للغاية، كما لو انه صدر من امرأة متسطحة بجانبي تماما!


كانت الصرخة قصيرة، لا اعرف كيف اشرح، لكن هل تعرفون عندما يحاول احدهم الصراخ بكل ما أوتي من قوة ثم تكمم يد احدهم فمه لكي تُخرسه؟ حسنا، بدا الامر كذلك تماما.

جلست من فوري، و اخذت اتلفت يمنة و يسرة في رعب مهول ابحث عن مصدر الصوت لكن الغرفة كانت خالية من كل نفَر عداي مما تسبب لي في رعب اكثر.


خرجت مباشرة من الغرفة متجهة إلى الصالة حيث يتواجد والداي. سألتهما في جزع "ما كان هذا الصوت؟!" لكن علامات الاستفهام بدت على محياهما وهما يستطردان في آن واحد 'أي صوت؟'، اخذت اشرح لهما ما حدث لكن بطبيعة الحال هما لم يتفاعلا كثيرا إذ لم تبلغهما حدة الصرخة التي فجرة طبلة أذني، و اضاف والدي بأنه غالبا "بسبب السماعات التي اغرسها في اذناي طول اليوم!" على حد قوله.

كانت اختي لاتزال مداومة في عملها، لذلك لم يكن من الممكن لي ان اطلب دعمها إذ لم تكن متواجدة اصلا.

عدت لغرفتي و انا اقرأ آية الكرسي في سري. و قفت قليلا اتفحص ارجاء الغرفة بعيني دون ان اتحرك و انا اقرأ سورة الناس. اعني كل ما خطر ببالي حينها هو انه جِن، خاصة عندما تأكدت من والداي انها لم يسمعا الصرخة المزعومة...

جلست على سريري و اكملت متابعة المقاطع السخيفة. مرت تلك الليلة سلام تام رغم ان تلك الصرخة لم تفارق عقلي.


اليوم الموالي مرّ بروتينية. ساعدت والدتي في المطبخ و بعد الغداء، دسست نفسي في فراشي كي آخذ قيلولة قبل أذان العصر كما افعل عادة، و كونها عادة إلى حد ما بنسبة لي غرقت في النوم مباشرة بعد ان تغطيت بملاءة خفيفة.

بعد مدة لا ادري كم تبلغ، استفقت على يد تهز كتفي بعنف كي توقظني "لقد ضبطت المنبه لست بحاجة لإيقاظي ابي.." تمتمت دون ان افتح عيناي. لأتفاجأ بأن اليد لا تزال تحرك كتفي لكن بطريقة اعنف هذه المرة.


التفت على مضض و عيناي نصف مفتوحة. لم استطع تمييز هوية المزعِج الذي ايقظني لكني عرفت فورا انه لم يكن والدي...

استغرق الامر مني بضع ثوان كي تتضح لي الرؤية و من شدة صدمتي تجمدت في مكاني... كانت امرأة بدون ملامح!

حاولت ان اصرخ لكن لساني كان منعقدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اعتدلت في جلستي ببطء شديد و انا اتأملها في رهبة.

كانت حاملا! ذات شعر كستنائي مجعد و ترتدي ثوبا ورديا يبلغ طوله ركبتيها. كانت ملامح وجهها ممسوحة تماما ما عدا مكان فمها جرح عرضي صغير. كانت تمسك اسفل بطنها بيدها اليسرى كنوع من الدعامة بينما يدها الاخرى حرة.

كادت عيناي ان تنشقا من شدة الدهشة و الخوف.


مدت المرأة يدها نحوي في ثبات و تلمست خصلة من شعري المبعثر ثم اومأت برأسها ببطء كناية عن النفي، لأتفاجأ بصفعة قوية مباغتة منها جعلتني استفيق من صدمتي و اصرخ كما لو ان حياتي تعتمد على ذلك!


قفزت من على السرير في ترنح و انا اصدر صيحات متتالية، و هرعت باتجاه غرفة المعيشة لأرتطم في الرواق بقوة بوالدتي المسكينة إذ كانت متجهة لغرفتي عند سماعها لصرخاتي -تتواجد والدتي عادة لوحدها في هذا الوقت إذ يكون والدي قد ذهب للمسجد و اختي لم تعد بعد من العمل-.

"يا إلهي امي.. هل تأذيتي ؟؟ انا آسفة، آسفة..." قلت في ارتباك و انا اتلمس كتف والدتي التي سقطت ارضا من شدة الصدام.

"ما بالك؟؟ لما تصرخين هكذا؟" قالت والدتي بقلق ممزوج بالغضب.

ساعدتها على النهوض و اخبرتها بأن هناك جِن في غرفتي، و انها امرأة و حامل وكل ما حدث.


بدت على ملامح امي القلق و بعض من الصدمة. واخذت بيدي و اتجهنا سويا لغرفتي. و بالطبع لم تكن المرأة متواجدة بها...


رسائل مهجورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن