الرسالة الثانية/الجزء2

48 6 10
                                    

استيقظت في صالة البيت بجانب والدتي و رجل عجوز كنت غير قادرة على الكلام و كانت لا تزال أطرافي مخدرة إلى حد ما لكن أملك القدرة على تحريكم على الأقل عندها تذكرت أرجلي! ازحت اللحاف الملقى علي بثقل شديد لأرى أرجلي لاتزال كما هي لكنها تحتوي على أثار غرز خفيف مع بعض الندبات.


نظرت لوالدتي لأرى وجهها القلق تنفرج أساريره بعد أن فتحت عيني ،و ظلت تحمد الله و تشكر العجوز ليخبرها هذا الأخير أن علي أن أرتاح و أن صوتي قد يستغرق بعض الوقت ليرجع لحالته الطبيعية.


طيلة اسبوع لم تذهب والدتي للعمل إلا ليلا بعد أن يأتي والدي للمنزل ليبقى معي و في كل ليلة كنت أستيقظ عقبة ليل بسبب تلك الأصوات المزعجة التي من الواضح ان لا أحد يسمعها غيري.


سمعت منهم-اعني والدتي وهي تشرح لوالدي ما أخبرها به الرجل العجوز-أنني فتحت تعويذة بالخطأ من احد الكتب الملعونة ،و لكن لحسن الحظ أنني قد أغمي علي فقط و من شدة الصدمة فقدت القدرة على الكلام لمدة مؤقتة.


بعد انقضاء أسبوع بت قادرة على الحديث بعض الشيء سألت والدتي عن ما حدث يومها مدعية أني لا أتذكر أي شيء. فأخبرتني أنها أتت للمنزل عند الظهيرة بعد إنهاء عملها كالعادة و عندما لم تجدني في الصالة استنتجت أني في غرفتي إذ انه هو ما أفعله عادة كما ان وجود حصتها من الغداء لاتزال ساخنة في المطبخ جعلتها تفكر في أني فرغت لتوي من تحضيره و غالبا أشعر بالتعب بعد تنظيف المنزل و ذهبت لغرفتي لأرتاح لذا لم ترد إزعاجي.


بعد أن تناولت غداءها ،اتجهت للحمام فسمعت صوتا غريبا صادرا من غرفتي كأنه صوت تحريك أثاث او شيء من هذا القبيل. فتحت باب غرفتي لتجدني ملقاة ارضا على بطني ممسكتا بطرف السرير في زاوية الغرفة و كانت عيني مفتوحة بشكل مخيف للغاية و بؤبؤ عيني غير متواجد حتى ،كما كان فمي مفتوحا و لكن لم أكن أصدر أي صوت ،فهرعت إلي و بدأت بالصراخ محاولة التحدث إلي و جري للصالة. بعدها اخبرت جارتنا التي استدعت ذلك الشيخ الذي على حد قولها "خبير روحي" -لا اعرف ما معنى هذا حتى- و أخبرها بما ذكرت سابقا.


سألتها عن مكان الكتاب لتخبرني أنها لا تعرف عنه شيئا و ان الرجل العجوز أخذه فور رأيته.


طلبت من والدتي أن تتصل به و ان تسأله عنه، لا ادري لماذا لكني كنت اشعر بالفضول الشديد حول ذلك الكتاب لكنها رفضت قائلة انه يجب ان أتخطى الأمر و ان احمد الله اني لم اصب بسوء، كانت رافضة تماما هذه الفكرة و صراحة لا ألومها.


بعد شهر تقريبا سألت جارتنا و طلبت منها رقم ذلك العجوز بحجة اني أريد شكره على مساعدته لي فقبلت وفعلا تواصلت معه و سألته عن ذلك الكتاب فأخبرني أنه كتاب سحر روسي نادر جدا و شديد الخطورة كما انه يباع بثمن غال في السوق السوداء إذ يستعمله السحرة و المشعوذون الكبار في اعمالهم.


كيف وصل لبيتنا؟ لا أدري! سألته عن ما فعل به لكنه لم يعطني اجابة واضحة و لخص الأمر في انه تخلص منه! أما انا فأظن انه باعه ذلك المحتال والله اعلم .


لم أخبر والدتي عن القصة من منظوري وما حدث معي لأني لم أرد أن أفزعها كما أنني فوق أني في كل مرة أستذكر ما حدث يصيبني خدر وهمي في جميع أنحاء جسمي و يثقل لساني و أجد صعوبة في الكلام إلا أني ايضا أردت أن أنسى ذلك الموقف قدر المستطاع- و ناهيك عن كوني اتذكر كل تفصيله عن ما حدث- كما اني أكتب هذه الحادثة لشخص لا أعرفه حتى فمن الواضح أني لم أتخطى الموضوع و أن محاولتي للنسيان التي دامت لمدة ثلاثة أعوام قد باءت بالفشل الذريع.


رسائل مهجورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن