الرسالة السادسة/ الجزء 2

160 9 48
                                    

"ما هذا بحق ال***؟!! اين انا!"

كان الباب موصدا فهرعت نحو النافذة-وقد كانت مغلقة ايضا- في جزع اتفقد الخارج... :"هذا غير ممكن!!!" ، لقد كان الحي الذي اعيش فيه! و يبدو انه نفس الطابق ايضا، إذ يوحي الارتفاع من النافذة اني في الطابق الاول وهو ما توجد به شقتي.
اصبت بضيق صدر شديد و بدوار مفاجئ، جلست على الارض ألملم شتات نفسي و أهدئ من روعي.

"حسنا...حسنا... انا في شقة غريبة تماما...شقة شخص آخر...يا إلهي، هل تم اختطافي!! ل.. لا لا هذا غير ممكن... ل.. لقد كنت في شقتي منذ قليل ..قبل ان ادخل الحمام بلحظات..."

كنت مشتت و خائف... بعد دقائق استجمعت رباطة جأشي و بدأت اتفقد في توجس الشقة. لقد كانت قديمة، متهالكة و جِد عفنة، حرفيا كانت رائحتها كما لو ان الحيطان كانت مطلية بسائل مصنوع من جثث الجرذان. كنت اتجول فيها و انا على بُعد شعرة من ان استفراغ روحي...
كانت مشابهة إلى حد كبير تصميم غرفتي، الفارق يكمن في الاثاث و درجة النظافة فقط...

جلست على كرسي متهالك في المطبخ و انا امسك رأسي في حيرة شديدة ،حينها خطر ببالي ان أحاول طرق الحائط بأقصى قوتي كي يسمعني جاري؛ صحيح اني لم يسبق لي ان تعاملت معه، إلا اني قابلته عند السلالم صباح اليوم الاول بعد انتقالي للشقة و ألقيت عليه تحية خجولة في عجل تجنبا لأي تواصل غير ضروري...
أخذت اضرب بيدي و قدمي الحائط بشدة و انا اصرخ طالبا النجدة :"ساعدوني...انا عالق...ساعدوني". لم يجبني احد، واصلت حتى بح صوتي من الصراخ و لم يجد لذلك نفعا.

رميت نفسي على الاريكة الرثة المتواجدة في احد الغرف و قد بدأ اليأس يتسرب لكياني بالفعل، ثم...سمعت صوت... لقد سمعت صوتي! الصوت قادم من امام باب الشقة! هرعت للباب و بدأت اتنصت من خلال الباب ... :"نعم! انه صوتي و انا احادث احدهم...يبدو و كأنه جاري..." قلت هامسا لنفسي.

لم استطع معرفة فحوى الحديث إلا اني كنت متيقنا من ان من كان يتحدث خارجا هو انا... اخذت ادفع الباب بقوة و اصرخ طالبا النجدة حينها لاحظت امرا...
:"اين ذهب صوتي!! لماذا لا اقدر على الكلام!!!"
اخذت احاول و احاول النطق لكن الكلام لا يخرج من حنجرتي، لساني يتحرك لكن احبالي الصوتية معطلة تماما!... اخذت اضرب الباب في حنق و انا اسمع جيدا صوتي بالخارج و صوت جاري لكن الامر بدا و كأني غير موجود بالفعل.

فوجئت بمقبض الباب وهو يدوَر ببطء شديد بعد لحظات قليلة من توقف الحديث المنبعث من الخارج...ثم دخل... او إن صح التعبير دخلتُ... لقد كان انا! نسخة طبق الاصل مني تقف امامي مباشرة.

تراجعت في توجس للخلف امام النسخة، اغلقتْ النسخة الباب في هدوء مريب ثم توجهت للمطبخ و تناولتْ صحنا يحتوي على بعد التفاح -لا اعرف من اين حصلت عليه، لقد كان المطبخ خاليا من كل ذي نفع- و جلست على الاريكة و باشرت بقضم التفاح و تنظر إلي بفراغ تام، بوجه خالِ من التعابير...

رسائل مهجورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن