صاحب عربة الفول

بارت 4

"وفي النهاية أنت نفس الشخص، ولكن كل عين تراك على قدر محبتها لك، وكل يراك من الزاوية التي تقف بها في قلبه"

- وكانَ يُغني، مضى جيلُنا وانقضى
    محمود درويش

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 💗
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى يوم مغمور بالسعادة على جميعهم وعادوا إلى مأواهم .. ليأتي عليهم فجرًا جديد حاملاً صوت الآذان الهادئ يرُج شتا بقاع الأرض من حوله... غشى الصوت على منزل( إسلام) وتحديدًا داخل غرفته حيثُ يقف إسلام ليؤدي فرضه في سكينة وهدوء ختمى صلاته وهو يدعي لمحبوبته "اللهم ارحم أمي وجعل مأواها جنة الفردوس ، اللهم أغفر لها ورحمها، اللهم اجمعني بها حيث كانت"

وقف ساحباً سجادته بين يداه وضعها على طرف الفراش ألقى نظرة على صورة أمه فتبسم وجهه تلقائياً وخرج من الغرفة ومن ثم إلى الدرج نزل بهدوء ليتوقف أمام منزل سلمى عندما أبصر حقيبة بيضاء اللون مُعلقة على مقبض الباب علم محتواها فور أن رأها، مازالت سلمى تضع حقيبة الطعام إن علمت أنها قد يغلبها النور تضع الحقيبة حتى لا يذهب دون طعام، رمقا الحقيبة بحنان وهتفا قائلاً بنبرة هادئة:

". عمرك ما هتتغيري يا سلمى"

أضاف بنبرة ممتنة ضاحكة:

". واللهِ لولها كان زماني هفتان"

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد عدة سعات في منزل آل شيمي وتحديدًا داخل الصالة تجلس عزة وتقف أمامها رحمه وتجلس نورين بالجانب الأخر بالقرب من جدها، هتفت رحمه قائلة بنبرة جادة:

". يا ماما هو انهاردة بس كدا كدا بكرة العيد يعني يوم واحد هنباته عندها

أجابت عزة دون أن تعيرها إنتباه:

". قولت مفيش مرواح "

قلبت رحمه عيناها بديق وقالت بنبرة هادئة تصحبها الحدة:

". يا ماما إيه المختلف يعني ما أحنا علطول بره البيت، وكمان سلمى مفيش حد عايش معاهم هيا ومامتها وبس، فين المشكلة دلوقتي؟! "

جالس بينهم بصمت فقط يترقب الوقت المناسب حتى يتدخل ويكسبهم في صفه ببعضٍ من الخبث الراقي الذي يجيده بشدة، راقب وجوههم وخاصة وجه رحمه الحانق ونورين التي كانت تراقب وجه رحمه وتحمل هم عصبيتها التي كانت تحاول كظمها بقوة، آن الأوان ليتدخل قائلاً بنبرة قوية لا تقبل النقاش:

". هيروحوا يا عزة... ياله يا نورين خلى بالكم من نفسكم يا بنات"

رمته رحمه بنظرة مزهولة وكذلك نورين بل ذات صدمتها عندما قال ماجد لرحمه بنبرة هادئة:

". وبعدين رحمه قالت عايزة تروح يبقى هتروح يا عزة، مش كدا يا رحمه عايزة تروحي"

........