البارت ال 21

115 8 0
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                   متنسوش النجمة يا حبابينا 💗

‏﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾

صلي على سيدنا محمد 🤍

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لا يعلمون من أين أتت لهم كإعصار إيرما… عصفت بهم مقتلعةً قلوبهم من جذورها لتغرقهم في ظلمها لكلٍ منهما قصة معها، ولكلٍ منهما حكاية لا يتوقف سردها إلا بمماتها تلك المرأة الحقودة التي تخلت عن بيتها هادمةً حياتها من أجل ما ليس لها، تقف أمامهم بشموخ مصدرةً شياطينها ولكن أي شيطان يجعل امرأة تتخلى عن بناتها وتقتل زوجها وأختها وتهدم بيتًا وتسرق ما لا يحل لها؟ بأي حق تقتل نفسًا!

واللهِ ما كان لشيطانٍ أن يفعل ذلك، وما هي إلا نفسًا يقودها شيطان الإنس في قلبٍ على حافةٍ سوداء، لا تعلم عن الرحمة مقدار ذرةٍ.

من الجرأة أن يأتي شخص له حق ويطلب حقه وإن كان بينه وبين حقه ألف محاربٍ يحمل سيفه مشيرًا أياه على عنقه، ولكن أن يأتي ما ليس له حق ليأخذ ما ليس له بجرأة، فوالله ما هو إلا تبجح من بني إنسان!

ضحك ماجد بخفّة على وقفتها تلك بينهم وهي حاملة دم ابنه بين كفيها بكل تجبر، كان يتفكر كيف كان فرعون طاغيًا، الآن يعرف كيف كان طاغيًا يسير في الأرض يقول أنا ربكم الأعلى أمام العالم، أما هذه التي تقبع أمامه فلا تقول ذلك ولكنها لا تخشى. واللهِ لو خشت لما قتلت نفسًا وسارت بمناكب الأرض تأكل وتشرب من رزق الله وكأنها لم تفعل واللهِ لو خشت لدفنت روحها لتعديها على حدود الله بغير حق

تقول إنها تحب ابنه، أي حب ينبع بقلب لا يحمل من الرحمة أنشًا واحدًا؟! واللهِ ما الحب إلا رحمة، وما الرحمة إلا حب ما تعتقده حب ما كان إلا طمعًا وجشعًا أسود من قلبٍ يحوطه السواد الحالك:

". إيه يا ماجد باشا، أكيد دا كله من تخطيطك، بناتي ماخدوش رأيي في جوازهم بسببك إنتَ"

ما أبغض اسمه إذا خرج من فمها هما وقفا وعيناه بعيناها، لمعت عيناه بقوة لجيبها وقد اشتعلت أفكاره شرًا:

". وأنتِ كنتِ فين عشان ناخد رأيك يا عزة؟ أو الأصح أنتِ مين عشان ناخد رأيك يا عزة؟ بنات ابني وأنا أدرى واحد بيهم وبمستقبلهم، وإياكِ ثم إياكِ تدخلي في دا"

رفعت حاجبها باستنكار، نظرت خلفه لتجدهم جميعهم جالسين، بينهم بعض الأوجه الجديدة لم تتعجب من وجود إيساف كثيرًا فهي أدرى به حركت مقالتيها قليلاً لتبصر ابنتيها تقفان متماسكين، واحدة تحمل أعين مشتعلة أثارت بداخلها التعجب، والثانية تحمل أعين يحيطها اللون الأحمر القاني وبها بعض الدموع النافرة تراجعت قليلاً وهي تقول بنبرة باردة كملامحها:

صاحب عربة الفول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن