السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً من جديد بقلبٍ يحمل
بين ثناياه الكثير، مرحباً رفيقي
الكتكوت•يا من يحنُّ إليكِ نبضي هل تذكرين حدود أرضي .
- محمود درويش
صلي على سيدنا محمد 💗.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سحبتها أقدامها، حيثُ الاشيء... متناسية همها كادت تتهاوى للمرة العاشرة على التوالي ولكنها تماسكت لتُظهر بعض القوة الذائفة تبث لنفسها أن لا وقت للتهاوي الآن، ألا يكفي ما سارت به منذ زمن، ألا يكفي أنها اصبحت تتعلم كيف تُخالط بني أدم وهى بعمر الثامنة والعشرين، بينما الآخرين أقل منها عُمرً وأعلى منها قدراً ...
تعالت وتيرة أنفاسها تحمل بين ثنايها الكثير والكثير، من تُعات الآن نفسيها أم أبيها أم الحياة من حولها، فـ نفسها لم يكن لها حيله لتقم بها ووالدها كان يعتقد أنه يحافظ عليها لذلك سلط عليها أضواء حمايته الواهيه، هناك مساحة بين الأباء والأبناء يجب ولبُد لها التواجد بينهم حتى يشعور كلاهما بالألفة، ليست تلك المساحة التي تجعل الاباء غير مسؤلين عن أبناهم، ولكنها مساحة تجعل الأبن لايرى سوى ثقة والده الناتجة عن أفعالة الملموسة بالنسبة له، ابتعلت ريقها وصبرت نفسها قليلاً وهى تقول بنفسها المتهالكة، كفاكِ حزنً سارة لم يفتكِ شيءً كان لكِ ولاً يفتكِ مادام هو لكِ أياكِ والأستسلام الآن، فهذهِ هى بدايتك!
صمتت كلماتها في ظل تدخل عقلها بشكل نافر يحاول بكل الطرق الزج بيها داخل وصله من جلد الذات، قدتها أقدامها نحو مقعدها المفضل أمام النيل ذلك المقعد البائس الذي يبدو أن لا أحد يزورة سوها جلست وجلست معها أفكارها وكأنها أحد أبنائها الذي لا يستطيع مفارقتها، طالعت السماء لتأخذ هدنة من أفكارها بين ثنايا السحاب الدافئة التي كان ومزالت تضمها بنعومة كُلما طالعتها....
صدرت منها ضحكة ساخر بعد وقت على حديث والدها الذي محتواه أن هناك من تقدم لها ولكنه لم يتقدم لخطبتها أولاً كما هو المتعارف، إنما تقدم للزواج منها خلال الشهر القادم الذي تبقى على بدايته أسبوعين! يبدو أن ذلك الأبله يُريد أحدى قطع الأثاث لا يُريد زوجة، رفعت رأسها للسماء مرة آخرى لعلها تهرب من كل تلك الأحداث التي تحاوطها دون إرادتها...
وفي ظل ذلك الصمت الذي داهمها أقتحمت عيناه أفكارها لتخمد ماتبقى من أفكارها وتبقى عيناه تشغل قلبها قبل عقلِها، وكيف لا تتذكر عيناه وقد اصبحت تتردد عليها كثيراً منذ أخر لقاء لهم، قاطع تفكيرها صوت هادئ حنون:
". وحشتني يا سارة"
نظرت يمينها لتجده يقف أمامها بهيئة جعلت من قلبها مُلحن لأحدى أكبر المقطوعات الشاعرية، تراجعت على المقعد وقالت بعدم تصديق لمثولة أمامها:
أنت تقرأ
صاحب عربة الفول
Humorهـيـا صديقي الكتكوت لنبدأ رحلة مختلفة ومرحه تليق بك... البداية 17/6/2023