04/ ماضِي

464 47 0
                                    

أنهت حديثها عن ما تشعر به بِصدق، ليسأل الآخر نفسه عن ماهِيَّة حياتها السابقة حتى باتت تكرهها ويعجبها أن تكُون جارية~

ولم يبخل على نفسه بِالسؤال أُعذريني على اسئلتي الكثير، لكن لمَ تكرهين حياتكِ السابقة إلى هذا الحد

تنهدت الأخرى بِضيق لِتُعاود الجلوس أرضًا مُتَربعة حيث أردفت إنها حكاية طويلة، لا مانع لدي بِخباركَ بها أن كنتَ تُريد الإستماع..

جلس أمامها ليردف بالطبع، كُلِّي آذانٌ مُصغية

تنهدت بخفة قبل أن تنبس قائلة لقد ولدت في ليلةً شديدة البرودة حيث أشبعت الأمطار الأرض بِكرمها

أخبرتني جدتي أن أمي طرقت باب منزلها في أواخر الليل، بينما كانت تَرجُوهَا لِتُساعدها وثيابها رثة مُمتلئة بِمياه الأمطار

أدخلتها، وأصبحت تُساعدها في ولادتي، في تلك الليلة جئت أنا..

غصةٌ علقت في حلقها بينما أغرورقت عينيها بالدموع تاركًا الآخر في حيرة من أمره، رفعت رأسها للأعلى تُجازف لِكبح دموعها

ثم أكملت نامت تلك المرأة العجوز بعد أن اطمأنت على أمي حيث كانت غافية هي الأخرى، إستيقظت صباح اليوم التالي لترى أمي..

لكنها لم تجدها..

كُنت أنا فقط ملفوفةٌ في مُلاءَة بيضاء ونائمة في سلام، غير مُدركة أنني تُركت بلا أمي من أول يومًا لي في هذه الدنيا، تُركت بلا إسم؛ بلا نسب..

والأهم بلا عائلة، لم أرى أمي أو أبي قَط، ربتني تلك المرأة وأعطني إسمًا، تركتني في منزلها وعاملتني كإبنةً لها، أطعمتني وسقتني

لم تكذب عليّ وأخبرتني أنني بلا نسب، لكنها دومًا كانت تَضع التفاؤل في فؤادي، كانت تمتلك حديقة كهذه جعلتني أُحب الزهور..

علمتني أن أكُون مثلهم، أن عُملت بِقسوة أجرح وأن عُملت بِرفق تفوح مني رائحة المحبة، علمتني الكثير والكثير..

ولكنها ذهبت هي الأخرى، زهَقت روحها إلى الباري وتركتني بعد أن أتممتُ الخمسة عشر ربيعًا، بعد مماتها طردوني أبناؤها من المنزل

أصبحت في الطُرقات، حتى رآني رجُلاً هَرِم، تركني في منزله ليلةً واحدة وفي الصباح الباكر خرج بِي إلى السوق حيث بَاعني إلى تاجر الرقيق

ثم تم بَيعي مُجددًا، إلى رجُلاً ثري، عندها أصبحت خَادمَة لهُ ولِزوجته، كانت زوجتهُ لئيمة جدًا وهو كذلك، كَان يُحاول الإنفراد بِي

لكنني كُنت أخبر زوجته وهو كان يهابُها، لذا توقف عن ذلك، ولم أكن أمتلك حُجرة كانوا يتركونني أنام في الحظيرة..

و بعد خمسةِ أعوام مِن العمل لديهم حلت الحربُ على مملكة بايكتشي ودُمرت بالكامل

وها أنا هُنَا في هذه القصر الذي يحكمه مُغفلي...

جينسول صدح ذلك الصوت من خلفها بغضب مانعًا إياها من إنهاء حديثها..

.
.
.

نلتقي في الفصل الخامس إنشاء الله

See u soon

فَـاق جَـمـالـكِ الحُـدودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن