15/ هَـل أنـتَ بِـخـيـر

405 42 1
                                    

الموت يأخذ منا روحًا كانت شيئًا حتى لو لم تكن، الموت يجعلنا نذرف الدموع على من أبكى عُيوننا بالدنيا، الموت يضع جسدًا مهيب قوي تحت التُراب هزيل لا حول له ولاقوة، هذا هو الموت أمر مُحتم على خلق الله، فهل بالنوح والعويل يعود! أم بالدعاء والصلاة تُغفر الذنوب!

وهاهم أهل مملكة جيون يُودعون حاكم قصرهم بالورد حاملين إياه ذاهبين بهِ إلى أرضًا لا رجعت فيها

تساقط الدموع غصبًا من ولدين لهذا الأب وغصةً ملأت حناجرهم

لم يكن أفضل أب لكنه شخصًا اعتادت أعينهم عليه، صباحًا تُصبح عليه ومساءً تُمسي عليه

هُنا نتذكر اللحظات الطيبة بين القلوب، هُنا تظهر المحاسن التي قام بها بالدنيا

هاهو يُدفن تحت التُراب لا يحمل معه شيء لا مالاً أدخره ولا ثيابًا إرتداها

لِيتم توديعه ورحيل حيث الأرض باردة مُوحشة

في جهة أخرى

يجلس ذلك الملك المستحدث بِحُجرتِه والتي بالرغم من كبرها، شعر بها وهي تضيق عليه شيء فشيء.. حتى أجهش بالبكاء

كان على حفة مهده يضع أكواعه على فخذه بينما يحمل رأسه بيده

إنه أمر صعب أن تفقد شخصًا ما

حتى لو لم تكن علاقتك به طيبة، لكنه كان يوم ما شيء بنسبة لكَ

فما بالكم أن كان ذلك الشخص والده، ذلك من جاء من صُلبه

سمع طرقًا طفيف على باب حُجرتهُ لِيُكَفكَف دموع عيناه بِمعصمه بِخشونة بينما وقف سريعًا يمثل الإشتداد.

دخلت معشوقته حيث توقفت عن السير بإتجاهه تُطالع مظهره المبعثر حيث يتحرك بعشوائية بينما يمسح طرف أنفه المُحمر من كثرت البكاء

يحاول عدم النظر لها، لايُريد أن يرى نظرة الحزن والشفقة بعينيها تجاهه..

لكنها عادت لِتقدم منه حيث وقفت أمامه تُمسِك كلا رُسغيه تجره معها حيث مضجعهم أجلسته وجلست أمامه، وهو لا يزال يتحاشى نظراتها

ضمت رأسه إلى صدرها حيث أخذت تمسح على شعره بخفة مُردفةً إبكي، أفرغ ما بجوفكَ، أنا أستمع لكَ، أنا بجانبكَ دومًا

وماهي إلا لحظات حتى أنفجر باكيًا بحضنها يشد العناق وكأنه طفل رضيع

وهذا جل ما كان يحتاجه عناق

وهذا ما يحتاجه أغلبنا عناق دافئ يُغنى عن كلمات المُواساة التي لا تزيدنا الا ضعفًا...

فَـاق جَـمـالـكِ الحُـدودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن