Lady In The Mirror.

656 36 134
                                    


الراوي#

تقول الأسطورة.. ان حاكمة امبراطوريتنا، قد جلست في احدى ليالي سبتمبر الباردة بحديقتها.. تحت سمائها الغانية وهي تحدق بالنجوم وتشتكي لها حالها..

فجأة يمر شهاب خاطف فوقها.. قد جعلها تغمض عينيها بشدة، ترفع يديها للسماء ثم تقول بترجي "لقد مرت عشرون سنة، كل ما أتمناه هو ان ارزق بطفل واحد.. هذا كل شيء.. طفل واحد فحسب..."

بعد هذه الأمنية.. انتشر الخبر في جميع ارجاء الامبراطورية.. ان الملكة حامل، وقد دام الاحتفال بذلك لأشهر عديدة..

ولكن المؤسف في الأمر، ان الامبراطورة لم تفرح بتحقق حلمها كثيرا.. ففي شهرها السابع.. اعلمها الأطباء انها لن تعيش اكثر من هذا.. ولن تكون قادرة على انجاب الطفل كما تمنت نظرا لبنيتها الضعيفة.. هذا الخبر قد تركها في كربة أكبر من الأولى.. وحزن وحسرة اقوى من سابقتها بمراحل..

وهي مقعدة في سرير المرض.. تأمر الامبراطورة جميع خدمها ان يتركوها لوحدها.. بحنق.. تفتح النافذة.. ثم تتأمل السماء السوداء الخالية بعينين واسعتين مرددة.. "اتمنى.. اتمنى، ان ينجو طفلي على الأقل.. كل ما أريده هو ان يولد بصحة جيدة.. ان يكبر وينمو جيدا.. ان يعيش.. وان اضمه لصدري واشعر به بين يدي..."

المرأة اليائسة، قد كانت متيقنة ان لاشيء سيحقق امنيتها هذه.. لا معجزة اخرى ستحدث.. لذلك اغلقت النافذة ثم جثت على ركبتيها بجانب السرير وهي تبكي بحرقة...

فجأة وبين صياحها.. ينير غرفتها المظلمة نور سطع من الخارج.. لشهاب آخر وهو ينزل من السماء نحوها.. بطريقة عجزت المرأة عن تصديقها..

فتحت النوافذ.. ونزل منها رجل وامرأة مبهرا الجمال.. بين يديهما طفل آخر.. بدى في سنته الثانية ام الثالثة..

وهي لا تزال تظن انها تحلم.. تتراجع الملكة للخلف بصدمة.. فقط كي تقاطعها المرأة الأخرى وهي تقول بنبرة منخفضة "سمعنا امنيتك.. ونحن هنا لنحققها.."

شهقت الامبراطورة.. وبسرعة جثت على ركبتيها مرة أخرى ثم سألت بانصدام "هل أنتما من الآلهة؟!.."

"لسنا كذلك..." نفى الرجل.. وهو يشير لبطنها بهدوء "ابنتك ستولد بصحة جيدة، تكبر وتصير اميرة يافعة كما تتمنين.. ولكن انقاذها لن يكون عبثا.. انما ستتم خطبتها لابننا في المستقبل.. فور ان تتم الثامنة عشرة..."

في سبيل انقاذ ابنتها.. لم يكن على الامبراطورة سوا الموافقة.. ولكن قبل رحيلهما.. امسكت بثيابهما ثم قالت بتردد كبير "لماذا؟.."

جواب الرجل قد كان بسيطا "ابنتك رفيقة روح ابننا.. هو من دلنا على مكانها بعد أن شعر بمعاناتها.. عندنا يجب ان يلتقي رفقاء الروح ويربطا معا بخيط القدر الأحمر.. لهذا فالأميرة ستتزوج به في المستقبل القريب.."

Reader's requests.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن