AT YOUR COMMAND| 11

83.8K 2.4K 2.1K
                                    

الفصل الحادي عشر | جولة على متن السفينة.

أمامَ المرآة بوجه شاحِب و بين يديَّ سكِّين حادٌّ نستهُ شقيقتي جاز قبل أن تخرجَ إلىٰ الجامِعة ، أنظُر إلىٰ ملامِحي الظعيفة و أنعثُها بالعاهِرة .

كيف تجرئين علىٰ ما فَعلتِه البارِحة ، أنتِ أختٌ وقِحة و تستحِق الموت .

لا أَحدَ سيهتمُّ بك و إن كنتِ تحتُ الترابِ تتعرضين للنهشِ من حشراتِك.

قرَّبتُه من يَدي و بأنفاسٍ خائرة أجهشتُ بالبُكاء ، خصلاتي تتطايرُ أمامَ وجهي بفعل الهواء الساخِن الذي اطرحُه خارِجا و أنا شبهُ غائبة عن الوعي.

هَلوَساتٌ جديدة ، كلِمات لا تزالُ دافئة فعني للتهور و إزهاقِ روحي.

أسقطتُ بَصري علىٰ رسغي ذو العرقِ المنتَفِخ ، شكلُه يستهويِني لتمزيقه دون رحمة بيدَ أنَّها ليست المرَّة الأولىٰ.

إنَّها المرَّة المالا نهاية بعدها.

عندما اقتربت حدَّتُه مني ، شهقتُ بغيرِ تصديق ثم رميتُه بعيدا عنِّي .

تمتمتُ بباطِن نفسي المرهَقة .

-جبانَة و غبيَّة ، أنتِ فاشِلة في الموتِ أيضا.

وضعتُ يدي علٰ أذنِي بسرعَة و كأنَّني أهرُب من نفسي ، أهرُب من واقِعي البغيض.

-كفىٰ!.

خَرَجَت هذه الكلمة بنفسٍ مزهَق كما لو أنَّني سافقِد وعيي علىٰ الفور.

ناظرتُ وجهي المحمَّر في المرآة بينما أعدِّل خصلاتِي بابتِسامة باكِية.

-أنتِ رائعة و لا تستحقين أن تموتِي هكذا في ريعانِ شبابِك ، كم أنتِ جميلة و فاتِنة مارِيانا.

فورَ ما نطقتُ بآخِر كلِمة ، سقطَ في مخيِّلتي وجهُ القُبطان جيون فتبسَّمتُ لا إراديَّا.

شيءٌ ما حولَهُ لَه يجعلني أبتسِم بلاَ هوادة ، قَد تكون ابتِسامته المكتومة أو قد تكون عيَونه التي تشبِه المجرَّة في بريقِها و تُسكِن عمقَ المحيط بداخِلها.

رُبَّما كلُّ ما بِه يفتِنني و يخرِجني من نوباتِي الحادَّة.

اسنشَقتُ ماء أنفِي بسرعة ثم مسحتُ دموعِي السائحة كسيلٍ غزير ، انقلبتُ إلىٰ خِزانَتي و فتحتُها علىٰ سترتِه السوداء.

لا يزالُ ذلك العطر يتشبَّتُ بها بقوَّة و يخترِق أنفي و كأنَّه بجانِبي ، بلا رحمة يقودني لتذكُّرِ ذكرياتٍ رطبة و أخرىٰ أرسلت الفراشات لتغزوا معِدتي.

AT YOUR COMMAND | تحتَ إمرتِك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن