AT YOUR COMMAND | 27

50.3K 2.2K 1.6K
                                    

الفصل السابع و العشرين | غيبوية.

توغَّل كلامُه الصَّادم اذنايَ ، عبثَ تردُّدهما بداخِلي إلىٰ ان اضحيتُ شبهَ غائبَة عن الوعي و كلُّ ما أراهُ أمامي
هو القبطان.

لسانِي الذي تلعثَم لم يجد سبيلا للكلامِ و كأنَّه أصيبَ بالشلل ، لَم يكن أقلَّ من أطرافِي التي شعرتُ بِبرودتِها.

بينَ جفنايَ تحجَّرَت الدُّموع و اتخَّدت سبيلا فوقَ خدِّي المرتعِش ، منهارَة هرعتُ إلىٗ الباب بينما اتلفَّظ باللعنات من كلِّ قلبِي.

-افتَح الباب أيُّها الوغد! افتحَ هذا الباب اللعين مثلك!.

شعرتُ بيده تمسِك ذراعِي و تعيدني إلىٰ الخلف بقوَّة.

-اصعدِي إلىٰ غرفتِك حالا و إلاُّ اتَّخدت معكِ مجرىٰ آخَر.

تشنَّج فكُّه و أصبحَ وجهه مرعِبا ، لطالما وجدتُه مرعِبًا و لم يكن بالنسبَة لي مصدرَ أمانٍ منذ أن وعيتُ علىٰ نفسِي.

-لا تثيري أعصابِي!.

لم يسعني الصراغ بأعلىٰ صوتٍ لدي فطاقَتي التي اسجمعتُها طوالَ هذه الفترَة بعيدا عنه ، استهلكَا بهوائِه القذِر.

-لديَّ من الصبر ما يكفِي لتحملِّك ليلة واحِدة ، بعدها ستسافرين إلىٰ خارج البلاد و لن ألمحَ وجهَك هذا إلىٰ الأبَد.

ربَّما لكلامِي قوَّة فاقت صوتي فلَم أقدِر على كبحِه أكثَر من ثانيَة.

-ما الذي تهذي بِه؟.

صحتُ بشراسَة و كأنَّني أرغَب باٗلتهمامه دفعَة واحدة.

-هل ستبيعُ ابنتَك؟ هل وصلَت بك الحقارَة لهذه الدرجة المَرَضيَّة؟.

اقتربَ خطواتٍ حثيثَة منِّي ، راقَب اهتياجَ عينايَ و انهيارَ الدُّموع منهما بغزارَة.

-لمصلحتِك و لِمصلحَة العائلَة أفعَل هذا! لا يمكنني أن أتشارك النَّسب مع ذلك الرجلٍ المتعفِّن الذي تحبِّينه.

صرختُ ملىءَ فمِي ، فكِّي ينتفِض و ما بينَ  قفصِي الصدرِي ينبِض بطريقَة عمياء.

-و أنا لا أريدُ أن أتشارَك النَّسب مع هذه العائلَة البئيسَة بَعد ، لقد تخلَّيتم عنِّي و أنا في أمسِّ الحاجَة إليكم.

اندفعتُ إلىٰ الوراء عندما بدأَ في الإقتراب منِِّي ، لست هائفَة لكنَّني أكرَه استنشاقَ رائحَة السَّجائر الفائحة من فمِه النتِن.

-و أنت من تفكِّر لمصلحتي الآن لم تكُن أبًا يومًا بل كنتَ وحشًا بشريًِا سبَّب لي مجملَ الأمراضِ النَّفسيَّة.

AT YOUR COMMAND | تحتَ إمرتِك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن