١٠: فِـلُـورا

495 108 5
                                    


_______


الأَخضَر يُذَكِرني بِالحَياة، الأَشجار، النَباتات بِكُل أَنواعِها، الإِستِرخاء، و أَيضاً فِلورا.

إِنَه يَوم الخَميس، أَصبَحتُ أَشعُر أَن كُل أَيام الخميس مَجيدَه أَحَديث مُمتِعه مَع نامجون و فِلورا، و أَحيانًا يونجى، نُزهات فى الغابَه مَع فِلورا، قَيلولَه تَحت شَجرة فِلورا المُفضله، و أَحيانًا عِندَما نَستَيقِظ تَكون أَيديَنا مُتشابِكَه و لاحِقاً نَقرأ و نُشاهِد فِلماً مَعاً.

عِندما تتحدث فِلورا فهى تتحدث كعالمه و خَبيره و فيلسوفه و لكِن عِندما لا تعرف فهى تسارع للإعتراف بذلك و عندما أسألها عن
سبب إعترافها السريع بعدم معرفتها فهى تقول.

- إنه صعب أن أعترف بِجهلى و لكن إن أنكرته فهو لن يختفى و لن أكون أكثر من حَمقاء مُتصنعه جَاهله.

- أنا لا أحب إقرار عدم معرفتى أيضاً عندما
لا أعرف شيئاً فقط أغير الموضوع.

- ربما ذلك بالنسبه لك، بالنسبه لى أن
فالعادةً عندما أعترف بجهلى فى الشيئ
يقوم الأشخاص بِشرحه لى و تعليمى عنه، الكبرياء ليس شئ أريد له الوقوف فى طريقى نحو المعرفه.

- و لكن ألا تخاف أن تبدو غبياً؟!

- الذى يسأل يكون غبى لخمس دقائق و الذى لا يسأل يكون غبياً إلى الأبد هذه العباره أقتبسها من أحد الحُكماء.

- هل تعنى التخلى عن الكبرياء؟

- ليست كل أنواع الكبرياء جيده أحيانًا كِبرياؤنا يَسد طريقنا نحو المعرفه و
الإدراك.

صَمت كِلانا نحتسى الشكولاته الدافئة و أثناء تجوال عيناى فى الرجاء لمحت صوره لينا أخت فِلورا الكبرى و التى لا تتحدث عنها أبداً رغم وجود صوره كبيره نسبياً لها فى غُرفة الجُلوس تحدق فيها أحيانًا لعشر دقائق كامله أو أكثر مع عِيون ذابلة.

- فِلورا هل تسمحى لى بالسؤال عن أختك؟

- نعم تفضل.

- أين هى أختك؟

- لقد تُوفيت.

- حقاً.

- نعم قَبل ثلاث سنوات.

- أنا آسف.

- لا عليك.

دَمعه واحده نزلت على خد فِلورا و أزالتها بمنديل و من ثم إبتسمت و عادت إلى النظر للصوره، ذهبتُ و أخذتها فى عِناق دافئ
لاَعلهُ يُهدئها قليلاً ثم قُلت.

- هل تودين التحدث عن ذلك؟

سألتها بصوت مُنخفض بينما أعانقها.

- هل تُود السماع عن ذالك؟

- نعم.

- لقد ماتت بسبب سَرطان الدماغ فى وقتها عندما بدأت أعراض السَرطان قالت لى أتمنى أن يكون فى أى مكان و لكن ليس الدماغ و لكن بعد الفحص ظهر أنه منتشر فى دماغها أذكر أنها لم تبكى إلا عندما سمعت أنه فى دماغها و لكنها تقبلت الأمر و بعدها خضنا الكثير من الجدال لقد تشاجرنا كثيراً بشأن العلاج و لم نخبر أمى.

- لقد كانت لينا مُقتنعه أن لا فائده من العلاج و أنه سوف يعذبها أكثر فقط و لكننى أصررت على أن تحصل على العلاج، بعدها أمى علمت ذلك بعد أن فقدت لينا نصف شعرها بعد فتره صغيره جداً لينا أخبرتنى أن كل شئ تملكه مِلكى و حولت جميع المال فى حسابها إللى ظننت أنها متشائمه و لكنها ماتت بعد ذلك بيومين كانت جالسه فى كرسيها تقرأ كتاباً عن الحياة و الموت عندما ماتت، و لم تكتشف أمى جِسمها إلا بعد ساعتين كنت وقتها فى المدرسة أرادت أمى أن يتم دفن جسد لينا و لكن لينا قالت لى أن الجميع حاول وضعها فى صندوق و أخر شئ تُريده هو أن يبقى جسدها فى صُندوق لذلك بعد شجارات لا تحصى حرقنا جسدها و نثرت الرماد بعيداً عن المدينه فى جبل بَعيد جداً.

أردت الكلام و لكن لم أستطيع كانت هُناك

غصه فى حَلقى و لَم أرد أصدار أى صوت، عانقت فِلورا أكثر و بكينا معاً إلى أن قاطعنا صوت نامجون غادرت فِلورا نحو الغابه و أنا ذهبت إلى الحمام حيث بكيت أكثر قبل أن أغسل وجهى و أخرج.

لَم نتحدث إلا أن حانَ وقتُ النوم حيثُ شكرتنى فِلورا على حُسن إستماعى لها و مِن ثم غادر كِلينا إلى عالمه الخاص.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now