٢٧: أيـنَ أنـتِى

337 80 6
                                    



_______

لَم أَكُن أَعرف أَن بُعد شَخصٍ ما عَنى يُمكِن
أَن يَكون بِهذا الأَلم، بِهذا التأثير، أَشعُر و
كأَنَنى أَكبر أَحمَق غَبى.

لَم أَرى فِلورا أَو أَسمَع صَوتَها الدافئ مُنذ أَيام، لَقَد تَشَاجَرنا و لأَنَنى غَبى و أَحمَق مُجدَداً
نَسيت أَن فِلورا حَساسه عِندما يَتَعلق الأَمر
بالأَصوات العاليه بِسَبَب ماضيها لَقد صَرختُ
فى وجهَِها بِدون تَوقُف و هى رَدَدت على مَرة
واحِده فَقَط "حَبيبي دَعنا نَحل المُشكِله بِهدوء"
و أَنا كا الأَحمَق صَرختُ فى وجهِها مَره أُخرى
و لَم أُدرِك حتى أَنها غادَرت.

بَحثتُ عَنها و لَكِن لَم أَجِدها سأَلتُ أَصدِقائَها و صَديقاتِها و رَفضوا الإِجابه مَنزِل فِلورا حَبيبَتي كان فارِغاً تَماماً و حينَما ذَهبتُ إِلى يونجى إِكتفى بِقَول.

- لا تحلُم حَتى بأَنَنى سَوف أُخبِرَك، شُكراً لإِعادَتَك فَتح الجُروح، لَولا أَن فِلورا أَخبَرتنى أَن لا أَلمِسَك لَضربتَك ضَرباً مُبرِحاً.

- أَين هى؟

- مَكان بَعيد.

- أَخبِرنى أَين؟

قُلت و أَنا فى حَلقى غَصَه مؤلِمه تأَبى
الخُروج.

- ماذا هل تُريد الذَهاب و الشِجار مَعها هُناك؟ إِليك مَعلومَه جُنجكوك أُختى تَبقى بَعيداً عَن الناس لِسَبَب أَنَك أَعدتَ إِحياء ذِكرياتِها عَن تِلك المَرأه بَينَما هى تُحاول دَفنَها؟

- أَنا حَقاً أَسِف.

- لا تَتأَسف لى تأَسَف لَها عِندما تَعود.

- ولَكِن أَين هى كَى أَتأسَف لَها!!!! مَتى سَتعود إِشتَقتُ لَها كَثيراً؟

هُنا قَد خرَجت دُموعى و لا تُريد التَوقُف.

لَم أَحصُل مِن يونجى سِوى على نَظرة فارِغه خاليه مِن التَعابير.

أَكثر ما آلمَنى أَنَنى أَعرف جَيداً أَن فِلورا
تُعانى مِن مُشاكِل نَفسية.

- أَنا غَبى.

هَل أَيقِظت الطِفل الذى بِداخِل فِلورا حَبيبَتي؟ هَل الشِجارات التى كُنت أَخلِقها أَعادَت إِليها شِجارات تِلك المَرأَه و أُختَها؟
هَل أَصبحتُ مِثل أَى شَخص أَخر تَحتاج لأَخذ إِستِراحه مِنه؟ هَل أَصبَحت تَكرَهُني؟

و ها أَنا أَندَم و أَتَخيل صَوت فِلورا تُخبرنى أَن النَدم عَديم الفائِده لأَنَه لا يُمحى ما حَدَث و لا يُغَيره و ماذا إِذا عادَت؟ كَيف سَوف أَنظُر إِلَيها؟! كَيف أَعتَذِر مِنها؟ و حَتى إِن سامَحتَنى كَيف أُسامِح نَفسى؟ لا يَهِم الأَهم أَن تأَتى و أَطمَئِن عَلَيها.

هى حَتى لَم تَفعَل أَى شَئ خاطئ، طوال الوَقت تَدعَمنى و تخفِى عَنى تَعَبها مِن العالم أَعرِف جَيداً كَم مِن مَره هى حارَبت نَفسَها مِن أَجلى.

أَقبَح شَئ أَنَنى فى ذَلِك الوَقت و عِندَما بَدأَت الشِجار كُنت أَعلَم هَذه المَره سَوف أوجِعها لَقد رأَيتَها فى وجهِها لَقد رأَيتُ التَعب مِن المَشاكِل التى أَخلقَها مِن العَدم أَنا غَبى.

لا يُمكِنَنى التَركيز على شَئ بِسَبَب النَدَم الذى يأكُلَنى لَم أَكُن أُدرِك كَم يُمكِن لِكلمَه أَسِف أَن تَكون ثَقيلَه هَكذا، رُبما هى فى مَعبد ما فى اللامَكان تَشعُر بِخَيبَه الأَمَل و تَلوم نَفسها على إِعتِرافِها لى.

هذا مؤلِم، مؤلِم بِشِدة!

أُمى لَقد عَرِفَت بِالأَمر و هى لَيسَت سَعيده و
قَد وبَخَتنى بِشدَه مِن الواضِح أَن فِلورا هى مَن أَخبَرَتها و هذا تَحت ضَغط أُمى عَليها، كانَت هى الأُخرى تَشتاق إِليها فَهاتِفها لِدى يونجى و لا أَحد يَعلم أَين هى حَبيبَتي فِلورا.

أُمى سَوف تَترُك كُل شَئ و تأَتى إِذا مَر إِسبوع كامِل على إِختِفائِها و أَتمَنى إِذا فَعلت أَن تَقوم بِضَربِى بِشدَه لأَن لا فائِده مِن إِستِفزاز يونجى كَى يَضرِبنى لأَنه يَعلم أَنَنى أَفعل ذلِك لأنَنى أٌريدُه أَن يَضرِبَني كَى أَشعُر بِشَكل أَفضَل إِتجاه نَفسى.

فِلورا تُمارس علَّى العِقاب الصامِت و يالَهو مِن عِقاب قَبيح مؤلِم و مُهلِك لِلقَلب.

فِلورا أَين أَنتى فى هذا العالَم حَبيبِتي؟ أَنا لا أَستَحِقك أَى ذِكريات تأْتيكى الأَن؟ أَى أَفكار تُراودكِ؟ لا يُمكِنَنى سِوى أَن أَقول لَكى أَن تُسامِحينيي و لا تَنفَصلى عَنى حَبيبَتي أَنا لا شَئ بِدونِك حُبى.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now