٤١: مـُوسيقَى حَزينـه

297 54 1
                                    



_______

قَرَرتُ أَنا و فِلورا أَنَنى سَوف أُخبِر أُمى و هى
سَتُخبِر يونجى و نامجون و الباقى، أخبَرتُ أُمى فى اليَوم الثانى مِن تَشخيص فِلورا بوجود
الوَرَم و كانَت مَصدومَه لِدرَجه أَنَها ظَنت أَنه
مَقلَب و بَعد البُكاء و الكَثير و الكَثير مِن البُكاء
المُشتَرَك أَخبَرَتنى أَنَها سَوف تأتى و رَجَوتها أَن
لا تَفعل و لَكِنَها قادِمه بأَى حال.

الأَمر سار بِشَكل حادٍ جِداً جِداً مَع يونجى
كالمُتَوقَع و لَكِن أَسوء حَيث أَن الأَمر لَم يَنتَهى
بِيونجى فى مَرحله الحُزن و البُكاء يونجى
إِنتَقَل إِلى مَرحله لَم نَتَوقَعها و هى الغَضَب
لِسبَب ما يونجى غَضَب و إِنفَجر و بَعدها
إِختَفى و لا نَستَطيع إِجادُه.

نامجون كان لَه رَد فِعل مُقارب لأُمى و لَكِنه
تَمالك نَفسه بِسرعه.

يُقلِقنى يونجى فَهو إِختَفى حَرفياً ليومَين و
عاد بَعدها و الذى يُقلِقنى هو ما فَعله فى تِلك
المُده لأَن لَدى شُعور سَئ حَول ذلِك.

لا أَعرِف كَيف تَشعُر فِلورا و لا أَعرِف كَيف
أَسأَلها عَن شُعورِها أَهى خائِفه، مُتَوتِره،
مُشَوشَه، حَزينه؟ أم أنَها خاضَت خِلال كُل

مَشاعِرها مُنذ زَمن و الأن هى تَنتَظر فَقَط؟
على الأَغلَب هى كَذلك و أَنا أَكرَه ذَلك، أَكرَه
هذه الجُدران التى فَجأة قامَت بِبنائِها حَول
نَفسِها و رُبَما بَنَتها مُنذ زَمن طَويل، و الإختِلاف
الوَحيد إِنى بِداخل تِلك الجُدران مَعها.

أُريد أَن أَكون مَعها بِشكل كامِل أُريد الحُضور لا
أُريد أَن تَشعُر بِالوِحده كَما لَو كان لا أَحد
بِجانِبها.

مُؤلِم....إِنَه مُؤلم حينَما يُضَع أَحِباؤنا مَسافه أَو
جُدران بَينَنا رَغم وجودِنا بِجانِبهُم.

تَوقَفت فِلورا عَن العَمَل تَحت صَدمه جَميع
أَصدِقائِها حَتى أَنَها قامَت بِتَعين يونجى رأيس
المَركز الخاص بِالوشوم خاصَتَها، و فى الطَريق
إِلى المَنزل كانَت عَيناها رَطِبه و لَيسَت نَوع
الرُطوبه التى تَنتُج بِسَبب جَفاف العَين بَل
الرُطوبه التى تَنتُج عَن الحُزن.

حين وصَلنا إِلى المَنزل كان هُناك ضَباب خَفيف
فى الغابه فَتَحت فِلورا الباب و أَسرَعت
بِالدخول بَينما حَملتُ الأغراض إِلى الداخِل و
تَبعتَها بِسُرعه إِلى الحَمام.

طَرقْتُ الباب و دَخلتُ إِلى الحَمام و كَما تَوقَعت
كانت حَبيبَتي فِلورا تَبكى، أشاحَت بِوجهِها
بَعيداً تَمسَح الدُموع الامِعه إِقتَربتُ مِنها و
عانَقتُها مِن الخَلف صَوت أَنفَسِها المُضْطَرِبه أثَر
البُكاء كان يَطعَن قَلبى مِراراً، أبعَدَتنى عَنها ثُم
نَظرتُ إِلى عَينى بأَعيُنها المُحمَره و مُمسِكه
بيَدى، سَحَبَتني فى عِناق، و شَعَرتُ
أنَنى أُريد وضعَها بَين ضُلوعي عَسى أَن أَحميها
مِن هذا الألَم الذى يُمزِقها.

مَرَت مُده قَبل أَن نَقطع العِناق و قَد قَطعتُه
لأنَنى تَذكرتُ أَن فِلورا لَم تَتَناول شَئ مُنذ
الأمْس.

- فِلورا حُبى يَجِب أَن تأكُلى، فأَنتى لَم تأكُلى
شَئ مِن البارِحه.

- و أَنتَ أَيضاً حَبيبي لَم تأكُل شَئ.

- أَجَل.

- سَلطه أَم رامين؟

- رامين.

- حَسناً، إِستَحمّى أَنتِ بَينما أُعِد الطَعام.

- حَسناً حَبيبي.

قَبَلتُها و غادَرتُ الحَمام أَذهَب نَحو الحَقائِب
التى أَدخَلتُها قَبل دَقائِق، على تَفريغ كُل ما
يَتَعلقُ بِالمَطبَخ قَبل أَن أُعُد الطَعام، طَهو
الرامين هو أَسهَل شَئ فى العَالم بَعد إِعداد
السَلَطه أَو تَقشير الفَواكِه.

خِلال نِصف ساعة كان الرامين قَد نَضَج،
أغلَقتُ الأَوانى و تَوجَهتُ إِلى الحَمام، على بُعد
خَطوات قَليله إِستَطَعتُ سَماع صَوت مَقطوعه
بِيانو مَجهولَه مِن الحَمام.

طَرقتُ باب الحَمام و دَخلتُ و فِلورا كانَت
تَغسِل شَعرَها الجَميل إِنَها حَقاً تُحبه، جَلستُ
على غِطاء المِرحاض و نَظرتُ إِلى هاتِف فِلورا
مُتفَقِداً المُوسيقَى التى كانَت تَستَمِع إلَيها.

و يا لَها مِن مُوسيقَى حَزينَه، أَراكِ حَزينَه أَكثَر
مِن ما تَظهَرى يا حامِلَة قَلبى.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now