٣٨: لَا أُريـد

297 58 6
                                    



_______

إِستَيقَظتُ و هَل كان ذَلِك كابوساً؟ هَل حَبيبَتي فِلورا بِخير؟ أَخاف الخُروج مِن الغُرفه لأَرى بِشرَتَها الشاحِبه و الهَالات الداكِنه تَحت عَينَيها الجَميله و لَكِن على الخُروج نَعم الخُروج لِسَماع جَوابِها.

جَسَدى ثَقيل و قَلبى يَنبِض بِسُرعه العَرق على جِلدى مِثل طَبقه شَفافه شَعرى رَطِب و طَنين مُنخَفِض فى أُذُناى الخَوف هذا شُعور مَقيت يَملئْنى و يُعَذِبَني مَع القَلَق و تَبقى التَساؤلات
و الأَفكار فى ذِهنى.

ماذا لَو رَفضَت فِلورا الخُضوع لِلفَحص؟ و
ماذا لَو رَفضَت العِلاج أَيضاً؟ لا أُريد هذه
لإِحتِمالات، إِنها فِلورا حَبيبَتى، قلبى و روحى.

لا أُريد تَخَيُل حَياتى بِدونِها لا أُريد تَخَيُل العالم بِدونِها و فَجأةً يَبدوا العالم لا شئ كأَنها هى الضَوء الذى كان يُنير العالم لى كل الجِبال و كل الغابات و كل المَناظِر الطَبيعية كُلها لا شَئ إِذا لَم تَكُن فِلورا مَوجوده، إِنها شَمسى و قَمَرى حُبى و بَهجَتي إِنها فِلوراتى وَردَتى.

لا مَزيد مِن البُكاء جُنجكوك لا، مَزيد مِن البُكاء على التَماسُك على أَن أَكون بِجانِب فِلورا عَلى أَن لا أَسمَح لفِلورا بأَن تَضعَف.

نَهضتُ مِن على السَرير و خَرجتُ مِن الغُرفه و نَظرتُ لفِلورا الجالِسه على كُرسيها و القِطه إِنِّى جالِسه على قَدَمِها بَينما تَرسم فى كَراسه الرَسم خاصَتِها و تَستَمع لِلمُوسيقى و تَنظر لِلخارِج بَين وقْت لآخر، تَقَرَبت مِنها بِهِدوء و نَظَرتُ بَين اللوحه بَين يَديها.

- صَباح الخَير حَبيبي.

- صَباح الخَير حَبيبَتي.

- كَيف حالكِ؟

- بِخَير.

إِنَها لا تَبدو بِخَير أَبداً.

جَلستُ على الأَرض و أَسنَدتُ رأسى على قَدَمَيها و أَمسَكتُ بيَدَيها.

- ماذا قَرَرتى فِلورا.

أَشاحت بِوجهِها و ظهر على وجهِها علامات الإِرهاق ثُم قالت بِهدوء شَديد.

- لأَجلَك أَنتَ فَقط جُنجكوك لأَجلَك أَنتَ فَقط.

- سَوف تَذهَبى لِلحُصول على فُحوصات؟!

- نَعم.

- و العِلاجات فِلورا؟

تَنَهدَت و شعَرتُ بأَن آلام العالم أَجتَمَعَت فى قَلبِها

- سَوف أَخضَع لَها جَميعاً.

عانَقتَها و تَركت العَنان لِدُموعى و قُلت هامِساً.

- سَوف تَكونين بِخير و أَفضَل مِن بِخَير حَبيبَتي.

- سَوف أَفعَل ذَلك فَقَط كَى لا تَشعُر بالنَدم لاحِقاً حُبى.

كَم أَكره هذا جداً، كَيف تَغير كُل شَئ فَجأَة؟ و فِلورا بِلا حَتى ذَرة أَمَل واحِدة، جُنجكوك هَيا تَماسَك لَيس وَقت البُكاء.

- مَتى تُريدين الذَهاب للفَحص فِلورا؟

- اليَوم مَسائاً و لَكن جُنجكوك.

- مَاذا حُبى؟

- لا تُخبِر أَى أَحد عَن هذا و هذا يَشمَل والِدَتِك.

- لِما؟!

- أُريد ذَلك وحَسب.

- حَسناً.

- تَناول الإِفطار حَبيبي.

- لا رَغبه لى فِلورا.

- رَجاءاً حُبى.

- حَسناً، هل تَناولتى أَنتِ الإِفطار؟

- نَعم، مُنذ مُدة طَويله.

- حَسناً.

نَهضتُ و ذَهبتُ إِلى المَطبَخ، و أَقول فى ذاتى لا دُموع جُنجكوك لا دُموع كُن قَوياً، و لَكن إِنها فِلورا حَبيبَتي، فَقط لا دُموع يَجب أَن أَكون قَوياً.

أَعدَدتُ الفَطور و تَناولته فى غُرفه الجُلوس على الأَريكه بِجانب فِلورا شاهَدنا بَعض حَلَقات مِن مُسلسل هى تُحِبه و إِتَفَقنا أَن البَطل جَذاب على مُستوى أَخر لَيس جَسَدُه و صَوته فَقَط كُل شَئ حَوله جَذاب و يَجعَل دَرجة الحَرارة تَرتَفع و لَكِن لَيس مِثل فِلورا.

لِثَواني إِستَطَعتُ نِسيان أَن حَبيبَتي تَحتَضِر، فِلورا التى تُعانِقنى فى هذه اللَحظه بَينَما تَتَحدث عَن صَوت البَطل سَوف تَرحل تارِكه إِياى هُنا وحدى و لَن أَسمَعها تَتَحدَث مُجدَداً
عَن المَشاهير المُفَضَلين لَها.

مَا الذى أُفَكِر فيه!! علىَّ أَن َأتَفائل فِلورا سَتَكون بِخَير.

- فِلورا حَبيبَتي سَوف أَذهَب للحَمام.

- حَسناً، إِنتَبِه لَم أُغلِق الماء الساخِن.

- حَسناً.

نَهضُتُ بِسُرعه و ذَهبتُ إِلى الحَمام حَيث بَكَيتُ لِمُدة قَبل غَسل وجهى و الخُروج.

مَر الوَقت بِشَكل أَسرع مِن ما ظَننته و أَبسَط تَعبير هو أَن كُل شَئ مَر بِرمْشَه عَين و الأَن نَحن فى المَشفى نَنتَظر دَورنا بَينَما أَصابِعنا مُتشابِكه و قُلوبِنا تَنبِض بِسُرعه.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now