♡
_______
عُدنا إِلى المَنزِل بَعد عَشَرة أَيام فى اليابان، شَعرتُ بِنَشاط أَكثر بَعد العُطلَه و لَكِن لا يُمكن أَن أَقول ذات الشَئ عَن فِلورا فَهى كانت مُتعبه جِداً عِند عَودَتها.إِجتَمَعنا بالرِفاق و بَعد ذَلِك فِلورا قالت لى أَنَها سَوف تَنتَقِل لِلعَيش مَعى بَعد مُده قَليله و كَم سَعدتُ لِهَذا، لَم يَكُن عَلَيها إِحضار أَشيائِها فالمَنزل الأَخر سَوف يَبقى مِحوَر راحتِنا، أَحضَرت بَعض الملابِس و الكُتب و النَباتات التى تَحتاج عِنايه مُستَمِره، إِنتِقال فِلورا لِلعَيش مَعى جَعل المَنزِل أَجمَل.
الأَمر لا يَتَعَلَق بِعدد النَباتات التى إِزدادَت كَثيراً أَو حَتى الكُتب التى تَنتَشِر فى زَوايه المَكان أَو اللَوحات و الأَزهار إِنَه فَقط شَئ خاص تَغير فى المَكان و أَنا أُحِب ذلِك حَقاً.
لَم يَكُن مَنزِلَنا الوَحيد الذى تَغَير فِلورا
ذاتِها تَغَيَرَت لا أَقصِد فَقط مَسأَله العِناق و
التَواصُل الجَسَدى و لَكِن شَئ أَخر.لَيس فَقط فِقدان الوَزن الكَبير هُناك الإِرهاق المُستَمِر و إِزدياد أَوقات نَومِها.
لَم أُلاحِظ كَم فَقدَت مِن الوَزن إِلا قَبل يَومَين حينَما كُنا نَستَحِم، كُنت أَغسِل شَعرَها و حينَها لاحظتُ أَن خَدَيها لَم يَعودُ مُستاديرَين و أَيضاً إِستَطَعتُ الشُعور بأَضلُعِها أَكثر مِن المُعتاد و الأَمر هو أَن فِلورا لَم تُحاول خَسارَه الوَزن أَو التَقليل مِن الطَعام أَو حَتى أَخذ أَى نَوع مِن أَدويَه خَساره الوَزن.
خِلال إِسبوعَين مِن عَودَتنا مِن اليابان فِلورا خَسرت على الأَقل سَبع كيلو جِرامات و أَيضاً أَصبَحت تَقوم بالرياضَه مَرَتان فى الإِسبوع بَدل كُل يَوم بِسَبب التَعب.
و لَكِن القَلق الحَقيقى بَدأ اليَوم قَبل سَبع أَيام، كانَت فِلورا قَد عادَت لِلتَو مِن وقفة إِحِتجاج يَتَعلق بِحقوق النِساء فَقُلتُ.
- فِلورا حَبيبَتي ما رأيك بأَخذ حَمام مَعى؟
- حَسناً حَبيبي إِذهَب أَولاً و سَوف أَلحق بِك.
- حَسناً.
الإِستِحمام مَعاً أَمر رائِع و لا أَقصِد الحَمام السَريع و لَكِن أَقصِد الجُلوس فى الحَوض تَحت الماء الدافئ و الإِستِرخاء و التَحدُث إِنَه فَقط شَئ ثَمين و يَبعُث الإِستِرخاء و أَيضاً يَمُدنا بِالطاقه.
ذَهبتُ إِلى الحَمام أَولاً فَتَحتُ الماء فى الحَوض و وَضَعتُ الأَعشاب العِطريه و الطِبيه ثُم خَلعت مَلابِسى و جَلستُ فى الحَوض و الشُعور الذى شَعرت بِه كان مَلحَمى شَعرتُ و كأَن عَضَلاتى كانَت مُنقَبِضه و فَجأَه أَرتَخَت مِثل الرَامين الجاف عِندَما يَرتَخي فى الماء.
جائَت بَعدَها فِلورا و أَقْفَلت الباب بِسبب القِطه إِنِّى الذى أَشعُر أَحياناً أَنَنى أُريد رَميَها مِن النافِذَه نَعم إِنِّى طِفلَتِنا الصَغيره و لَكِن أَحياناً يَكون الأَمر مُزعِجاً.
خَلعَت فِلورا مَلابِسَها ثُم إِنضَمَت إِلى الحَوض بَين قَدماى و أصدَرت آهٍ مُرتاحه.
- يَوم صَعب؟
سأَلتُ و قالت.
- نَعم إِلى حدٍ ما، ماذا عَنك حَبيبي كَيف كان يَومَك؟
إِقتَرَبت مِنى و أَسنَدَت ظَهرها على صَدرى ثُم أَرخَت رأَسِها على كَتفى الأَيسَر، جاوبتُ.
- نَعم شَعرتُ أَنَنى سَوف أَقتُل الأُستاذة سَبع مَرات اليَوم على الأَغلَب، أَحياناً أَشعُر أَنَها تَجعل الأَشياء أَصعَب مِن ما هى عَليه بِالفِعل، أَخبِرِنى ما الذى حَصل فى الإِحتِجاج؟
- هذا النَوع مِن الأَساتِذة هُم السَبب فى إِنحِدار مِهنَة التَدريس، كُنا نَقف بِتَحظُر و فَجأَه لَمَحنا إِحتِجاجاً عَبر الشارِع ضِد إِحتِجاجِنا.
- رِجال؟
- نَعم و أَسوء جُزء مِن الأَمر كان مَعهُم نِساء.
- أَحياناً لا أَفهَم ذلِك بِصراحه عِندما تَرفُض إِمرأَة مُطالبه مَرآةٍ أُخرى بِحُقوق جَميع النِساء و لَيس هذا و حَسب و بَل تُحارِبها و تَلقى أَسوء الكَلِمات عَليها و لِنَكُن صَريحين لَولا حَركات حُقوق النِساء حَول العالم لَرُبما سَوف نَبقى نَظن حَتى هذا اليَوم أَن النِساء اللَواتي يَجِدن القِراءة و الكِتابه هُن ساحِرات شِريرات.
- لا أَعلَم بِصَراحة أَنا نَفسى قَد أَستَغرِب الأَمر يَسِئن إِليهن و يؤذينَهم و فى نِهايه اليَوم يَستَخدِمن الحُقوق التى كَانوا يُحارِبنَها.
- نَعم، هذا مُحزِن.
ظَنَنت أَن فِلورا كانَت تَستَرخى كالعاده و لَكن بَعد مُده لاحَظتُ أَن حَبيبَتي فِلورا نائِمه و هذا لَم يَحصل أَبداً و لا لِمره واحِده فى الوَقت الذى عِشناه مَعاً، أَيقَظتَها لاحِقاً و ساعَدتها فى الخُروج مِن الحَمام و عادَت لِلنَوم على الأَريكَه و أَنا أُجَفِف شَعرها و فى تِلك اللَحظه قَررت أَنه الوَقت للبَدء بِكِتابَة قائِمه الأَعراض التى تَظهر عَلى فِلورا و هى الإِرهاق، فِقدان الوَزن، شُحوب الوَجه، التَقَلُبات المَزاجيه، صعوبه في التَنَفُس و الحُمى.
____________________________________
♡