٤٤: قَبّـل العَـمليـه

286 49 2
                                    


_______

غادَرنا فى الساعه الرابِعه صَباحاً و وَصَلنا المَشفَى عِند الساعَه السابِعه و النِصف تَقريباً، تَناولنا الإفطار مَعاً بَعد أن حَضَرت أُمى و كِريس لَم يَبدى على فِلورا القَلق و لَم أعرِف أَيَكون هذا أمراً جَيداً أو سَيئاً، و لَكِنى أفتَرض دَوماً أن التَعبير عَن المَشاعِر أفضَل مِن كَتمَها و فى ذات الوَقت لا أُريد التَحدُث عَن مَشاعِرى أقصِد ماذا يُمكن أن أَقول لِفِلورا مَثلاً" أُوه فِلورا أَنا مُرتَعِب مِن فِكرة خَسارَتِك و إن خَسِرتِك فَسَوف أخسِر نَفسى أَنا أَيضاً لِكَى أَكون مَعكى".

هُناك شُعور بِالراحه الرَقيقَه الدافِئَة التى تأتى
مِن كَون كُل شَئ يَسير كَما تَوقَعت و هذا
الشُعور راوَدَنى إلى أن ظَهَرت هى و لَم يَجلِب
ظُهورَها أى خَير كالعادة، نادت.

- فِلورا صَغيرَتي.

و قَبل أَن تَخرُج فِلورا مِن صَدمَتَها قال يونجى
بِغَضَب شَديد.

- ماذا تَفعَلين هُنا بِحَق الجَحيم؟!

- ماذا يونجى أسَتَمنَعنى مِن رؤيَتَها و هى
مَريضَه أَخيراً أيضاً؟

كان يونجى سَوف يَنفَجِر فيها ولَكِن نادَته فِلورا.

- يونجى.

أومئ لَها يونجى بَعدَها تَراجَع.

إقتَرَبت المَجنونه و جَلسَت على السَرير قَريباً
مِن فِلورا التى إبتَعدَت عَنها بِنُفورٍ واضِح.

- فِلورا كَيف تَشعُرين.

أهذه المَرأة مُصابه بِفصام الشَخصيه أَم ماذا؟!

- كُنت جَيده قَبل وجودِك هُنا.

لَم أُحِب فِلورا مِن فَراغ أُقسِم.

- إسمَعى فِلورا أعلَم أنَنى أخفَقت.

رَفَعت فِلورا حاجِبها الأيسَر و لَو كان الوَضع
مُختَلِفاً لَشَعرتُ بالإِثاره مِن تِلك الحَركَه.

- أخفَقتُ بِفَظاعه و أَنا أَسِفه سأبذُل جُهدى
لأصبِح شَخصاً أفضَل.

فِلورا شَددَت على يَدى و تَنهدَت.

- يُمكنكِ البَقاء حالياً.

- شُكراً.

هذا يُزعِجُنى و لا يُبَشِر بالخَير أَبَداً يونجى غادَر
الغُرفَه غاضِباً و نامجون إِقتَرب مِنى، ثُم رَسَم
خَطٍ خَفى يَفصِل الغُرفه إلى قِسمَين القِسم
الذى تَجلِس فيه تِلك المَرأة المَجنونَه و
القِسم الذى يَتَواجَد فيه البَقيه أَنا، نامجون، أُمى و كِريس.

أُمى و كِريس هَمَسا لِبعضِهم، نامجون يُرَكِز فى
هاتِفه و أنا أَنظُر إلى فِلورا التى تَقرأ و والِدَتَها
تُحَدِق فيها تارَة و أُخرَى بى و وجودَها مُزعِج
جِداً جِداً، عاد يونجى أَخيراً مَع وجْهِه العابِس و
وضْعيه جَسَدِه المُنزَعِجَه، إِقتَرَب مِنى و هَمَس
فى أُذُنى.

- فَقَط إِنتَظِر أَنا أَعرِفَها جَيداً خِلال سَبع دَقائِق أُخرى سَوف تَبدأ مُشكِلَه و سَوف أَكون سَعيداً بِرَميها خارِجاً.

إِبتَعد عَنى مُبتَسِماً و إِبتَسَمتُ أَنا الأخَر سأنتَظِر ذَلِك بِفارِغ الصَبر نَظرتُ إلى فِلورا و رَفَعتُ كَف يَداها أُقَبِلها و حينَما نَظرتُ إلى والِدَتَها عَرِفتُ أنَنى لَن أَنتَظِر طَويلاً.

- فِلورا؟

- نَعم؟

- بِما أنَنى إِعتَذَرتُ و بَدأت العَمَل على تَصحيح
أخطائى ألا تَظُنى أَن عَلَيكى أَن تُعيدى لى مال
أُختِك و أَن تَبتَعِدى عَن ذَلِك الفَتى أَنا لَستُ
مُرتاحه لَه.

فِلورا إِبتَسَمت إِبتِسامَه غَير مُصَدِقه و جِهاز
القَلب أَصدَر صَوتاً عالى بِسَبَب تَسارُع نَبض قَلبِها
و لِوَهْله قَلِقتُ عَلى صِحَتَها،.

- أَولاً إِعتِذارِك لا يُغَير شَيئاً مِن ما فَعلتيه و
ثانياً أَنا لَن أُعطيكى فِلساً مِن مَال أُختى و ثالِثاً
لا يُهمِنى أَن كُنتى تَرتاحين لِحَبيبي أَم لا فا فى
النِهايه أَنا مَن سَوف تَتَزوجُه و لَستِ أنتِ و أنتِ
لَستِ مَركَز الكَون، لَيس كُل شَئ حَولِك يَجب أَن
يُرضيكى و رابِعاً فالتَذهَبى لِلجَحيم لا أُريد رؤيَتِك مُجَدَداً و إذا مِت لا تُفَكرى بالحُضور إلى جَنازَتى أهذا مَفهوم؟!

- أَنا.......

- لا أُريد سَماع شَئ!!

أَصدر الجِهاز صَوتاً أَعلى و فَتح الباب حَيث دَخل طَبيبٌ و طَبيبَه و أخَذُوا والِدة فِلورا الَّتى تَصرُخ بأَشياء مِثل.

- أَنتِ لا تَستَحِقى تَضحيه المَسيح سَوف
تَذهبِ إلى الجَحيم!

قالَت الطَبيبَه أَن عَلَينا إِبقاء فِلورا هادِئَه لأِن ضَغط دَمَها أَصبَح عالياً و إذا إِستَمَر هَكَذا فَقَد يُلغونَ العَمَليه ليَوم أَخر و هذا خَطِر عَلَيها،
كُل هذا بِسَبَب تِلك المَرأَه المَجنونَه و حُبها
المَسموم لِلمال.

لِحُسن الحَظ بَعد أَن دَردَشْنا مَع فِلورا و جَعلْناها تَهدَئ إِنخَفَض ضَغْط دَمَها إِلى المُعَدَل الطَبيعى و بِدونَ شُعورِنا بِمِضى الوَقْت قالوا لَنا نِصف ساعَه فَقَط هو ما يَفصِلنا عَن بِدأ العَمَليه.

____________________________________

حُبٍ دَافِّئWhere stories live. Discover now