دخلا الغرفة، لقد مرة فترة منذ اخر يوم هنا، ساعدها على الجلوس، ثم وقف امامها، يحاول تبليل فمه و الكلام، لتطالعه بعينيها اللتان اختفى البريق فيهما، لعن نفسه فهذا حقاً بسببه.
لتتكلم هي محاولة منها ان تخرج من جو الصمت الذي يدور في الارجاء: "أريد أن استحم".
سارع سيف يمسكها من يدها ليردف: "ماذا عن الجرح"
تكلم وهو يشير إلى كتفها.
حركت رأسها لتقول: "لا بأس سوف أحاول ان لا المسه بالماء، لكن حقاً أنا بحاجة للإستحمام لكي اتخلص من رائحة المستشفى، ارجوك".
نظر لها مطولا ثم تكلم: "حسنا، لكن بشرط، سوف اساعدك"
نظرت له الأخرى بحرج، ليمسك يدها بهدوء مساعداً إياها للوقوف فهي حقاً متعبة و كذلك فقدانها للكثير من الوزن زاد الامر سوءاً، رغم ان حالته لا تقل عنها، فهو كذلك متعب، و جسمه يؤلمه بسبب بقاءه في العناية لمدة دون تحريك نفسه.
___________________
خرجت بعدها بمدة وهي تتنفس ببطئ، تشعر بالخجل واللعنة انه امر مخجل لكنه لطيف، طريقة تعامله معها كانت جميلة، لم تجد وصف مناسب، ذاك الشعور اللعين الذي تشعر به يزداد كل مرة تكون بالقرب منه أو تنظر له أو حتى عندما تجده ينظر لها رغم معالمه الباردة و تصرفاته المشابهة لوجهه الوسيم.
تمشت إلى سريرها بعد أن تركته يستحم هو الآخر، وضعت رأسها لتنام تلقائيا، هي تشعر انها لم تنم منذ زمن طويل فيبدو أن المسكنات و الأدوية لازالت فعالة.
خرج سيف من الحمام المرافق للغرفة وهو يضع منشفة حول خسره و يده الأخرى يمسح بها شعره.
ألقى نظرة على جسده الصغير مقارنة بجسده طبعاً وهي نائمة على السرير بإهمال تاركة شعرها المجعد متناثر على الوسادة. تقدم منها بهدوء ثم وضع يده على خدها يحاول إيقاظها: "كاتاليا، إستيقظي، يجب ان تجففي شعرك".
تململت بإنزعاج لتفتح عينيها بهدوء و تردف: "لا أريد أنا حقاً متعبة، سيف"
قالت آخر كلمة بهدوء جعلت الآخر يبتسم بهدوء، ليرفع المنشفة نحوها و يجففه بهدوء.
اكمل عمله، ليعيد تغير وضعيتها لتنام براحة، وقف ينظر إليها و يتأمل وجهها برفق، يحاول حفظه داخل عقله لأنه حرفيا قد حفظه داخل قلبه منذ زمان.
نظر إلى تلك الهالات السوداء تحت عينيها، هذا المنظر حطم كيانه و كل فؤاده.
قبل أعلى رأسها، ليتنهد بهدوء وهو يعدها بأن القادم سوف يكون أفضل
اتجه نحو غرفة الملابس ليرتدي سروال قطني أسود و تيشرت اسود كذلك، ثم اتجه نحو الباب ليخرج بهدوء.
أنت تقرأ
Is this the end ?
Romanceانسان متملك وغيور لأبعد حدود، رأها صدفة، فزلزلت كيانه، لم يعد كما كان من قبل، أصبح كل همه إمتلاكها، فهوسه بها جعله يقسم أن لا تكون لغيره. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ صداقة بنتها الأيام، و ربطتها سلسلة الألم و الأحزان، لم تفرقهم الحياة عن بعضهم، ولم...
