السر الذي تحمله على عاتقها قد زاد ثقله مع المرور الأيام، هي كانت تدرك من أول يوم مشت على هذا الطريق أن المنارة سوف تكون بعيدة وأنه يجب عليها السباحة لمدة طويلة، حتى وسط العواصف، وسط هيجان المياه، وسط كل عرقلة تجتازها في الطريق، هي حقاً تدرك هذا و عملت على الإبحار وسط كل الظروف، و ساعدتها عائلتها في هذا وحقا كم هي ممتنة، لن تنكر فضلهم، حتى مشاركتهم لها في هذا السر، العمل عليه و فيه، لكن في الأصل تبقى صاحبته، هي غير مخطأة في أي شيء قامت به للأن، لكن كذبة بيضاء صغيرة يمكن، كانت كفيلة بجعلها تبدو مخطأة في كل شيء.
هي تكره الكذب، الخيانة، و التلاعب وهي الآن تقوم بأكثر الاشياء التي تمقتها حتى دون قصد، لكن في النهاية الواقع لن يتغير.
ما أصعب أن تجد نفسك تفعل اكثر شئ تكرهه، ففي حالة كاتاليا كانت اكثر ماتمقته هو هذه الاشياء الثلاث، لكن الآن مابيد حيلة، كان يجب ان تخبره من الأول و ليفعل مايفعل، لكنها بكل بساطة لم تفعل، ربما شعرت بالجبن لاول مرة في حياتها، ربما إنجرافها وراء تلك الكذبة التي كانت في الأزل بيضاء لتصبح الآن تنافس سواد الليل، و أعماق البحر، سواد الليلة الاولى بدون والدتها... هي لا تعلم حقاً السبب الحقيقي الداخلي الذي منعها من قول ماهيتها و ما حقيقتها، فحقا الأمر ليس بالمخجل، أو الخطير، بالنهاية هو عملها، شغفها، حبها، حلم والدتها، و حلمها هي بذاتها، نجاحها، و نجاح الجميع، لكن كله بخلفية مبهمة مظللة عمل الجميع على جعلها هكذا، نجمة تشع بقوة وسط الظلام الدامس، لكن تضلل أعين الناظرين بسبب قوة نورها، كل مايظهر هو جمالها، إنفرادها بين باقي النجوم... هذه كانت حالة كاتاليا سر صغير تحول إلى عمل ضخم، نجاح باهر، و أهم شيء ثقل كبير على عاتقها...
تزحزحت بخطوات هادئة نحو الحديقة، لتقترب من تلك التي كانت تجلس على أحد الكراسي المريحة وهي تفرد رجليها، تضع يدها فوق بطنها تمسدها بهدوء وهي تبتسم ربما دون أن تشعر، إنه شعور الامومة، لم تقابل طفلها بعد لكن منذ أول ثانية علمت بها خبر حملها و قد كونت حبه داخلها دون شروط، دون تعقيدات، دون بذل أي عناء، فبكل بساطة إن هذا الحب فطريٌ.
جلست بجانبها، تنظر لها بلطف والى طريقتها في مسد بطنها و الابتسام دون شعور، حقاً تتمنى أن تشعر بما تشعره الآن، أن تحمل جزء منها ومن سيف داخل أحشائها، هي حقاً لم تكن تريد أن تكون بدايتهما بتلك الطريقة لكنه القدر، مهما كانت حصونك متينة، مصنوعة من فلاذ فالقدر سوف يشق طريقه دون أي كلل أو تعب. كما هو الحال في بداية علاقتهما، اقفلت و حاصرت كل ابواب قلبها من اجل ان لا تقع له لكنها بكل بساطة أرخت كل دفاعها امامه، لا تعلم متى أو حتى كيف، كل ما تعلمه انها وقعت له وهي الآن في حيرة من امرها، فهي تظن أنها قد خطت في غير محلها، فخوفها ان لا تكون المشاعر متبادلة أمر يتعب فؤادها حقاً، غير مدركة أن كل تلك الافعال و طريقة تعامله معها ماهي إلى إعتراف غير مباشر منه لها، فكما تخاف أن يصد حبها له فهو أيضا يخاف أن تصد حبه لها.
أنت تقرأ
Is this the end ?
Romanceانسان متملك وغيور لأبعد حدود، رأها صدفة، فزلزلت كيانه، لم يعد كما كان من قبل، أصبح كل همه إمتلاكها، فهوسه بها جعله يقسم أن لا تكون لغيره. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ صداقة بنتها الأيام، و ربطتها سلسلة الألم و الأحزان، لم تفرقهم الحياة عن بعضهم، ولم...