دخل لتلك الغرفة وهو ينظر لذاك الذي ينام وسط كل تلك الخيوط، لا يشعر بشئ، جروحه مضمدة، لون وجهه يظهر شحوب العالم بأسره... طئطأ رأسه بحزن واسى، فكيف لا وهو صديقه، اخاه، شريكه، كل شيء بالنسبة له، لقد اصبح ماهو عليه اليوم لأنه وبكل بساطة قد كان الظهر الذي يستند عليه عندما يتعرض لكل تلك الصدمات من الحياة. رغم قسوته، رغم غضبه الدائم برودته المفاجأة إلا انه شخص عظيم، لا يعرف الجميع هذا لكنه حقا شخص لا مثيل له إنه "سيف" و اللعنة هذا المكان لا يناسبه يجب ان يعود إلى سابق عهده فهذه الجلسة لا تليق به...
تقدم إلى سريره وهو يرتدي زي المستشفى المخصص للزوار. احنى جسده امام جسم سيف وقال: "اخي"_ لم يتمالك نفسه لتنزل بعض الدموع من بين مقلتيه_ "اعرف انك تسمعني، اعرف انك متعب و لا تريد الاسيقاظ، لكن واللعنة لا تخبرني انك سوف تستسلم بهذه البساطة بعدما حصلت عليها، إنها تعاني، هي تحبك صدقني لقد ادركت هذا منذ أن استيقظت و ايضا عدم خضوعها و تقبلها للعلاج، جميعنا ادركنا انها تحبك، فقط أستيقظ واعطي فرصة لها ولك".
انزل رأسه لتسقط بعض الدموع على وجه سيف بينما احكم كنان يده بإحكام وهو يدعو ان يستقيظ فهو و اللعنة يدرك ان عائلتهم لن تستمر بدونه.
لحظات ربما، حتى شعر بإحكام على يده، بينما جهاز دقات القلب اصبح يعمل بسرعة، رفع رأسه بسرعة ليلمح تحريك سيف لجفونه، صرخ بفرح و سرور لينادي الممرضة و الطبيب، و اللعنة ماهذا شكرا يا إللهى لقد رجع اخي....
حاول سيف التعود على قوة الضوء التي سطعت حالما فتح عينيه، ليغلقهما ثم يعاود فتحهم يحاول تدارك حالته بينما يشعر بألم و تنمل في اطراف جسده، سمع صوت الطبيب يحاول أن يجعله يستجيب: "سيدي، هل تسمعني، هل انت بخير ؟"
_"ا...أريد... ماء".
أسرعت الممرضة لجلب الماء للسيف بينما ظل هو ينظر للأرجاء بصمت إلى ان لمح صديقه ومن غيره كنان يبتسم وسط دموعها، حاول رفع شفته من اجل ان يطمأنه، ليستجيب الآخر بالفهم ويعلو ثغره، أسرع كنان الى الرواق تاركا الطبيب يقيس مؤشرات سيف لكي يعرف آخر مستجدات حالته.
وصل الى الرواق اين كانت تجلس قدر بجانب العم ساميد، السيدة نفس، نيليا، نجم، زين و الجميع وهذا من اجل ان يقفوا كعائلة حتى إن لم تربطهم صلة دم فهم في الأخير عائلة و اصدقاء تربطهم رابطة اخوة، صداقة...
شهقت نفس و ملامح التعب على وجهها، تنظر الى كنان الذي يمشي بسرعة نحايتهم بينما دموعه لم تتوقف عن الهطول: "سيف، هي يعقل انه حدث امر له، يا إللهي".
رفعت قدر رأسها إلى أين تنظر السيدة نفس و رفع البقية و فعلو نفس الشيء.
وصل كنان إليهم و حاول ان يهدىء من نبضات قلبه و تنفسه المتسارع بينما يحاول مسح دموعه، لتردف قدر بدموع: "اخي؟ كنان هل اخي بخير؟ "_تتخبط بين ذراعيه_ "لا تقل انه تركني وحيدة". كاد يغمي عليها لكنه اسمكها ليقل اخيرا:" لقد، يا إللهي، لقد استقيظ".
لم يكمل كلامه عندما ركض الكل إلى ناحية غرفة سيف، حتى قدر بينما ظل كنان ينظر إلى مكانهم كالأبله، إلى ان استوعب الموقف، ليستدير و يصرخ بقدر ان تتوقف عن الركض.
وصلو لغرفته ليجده يهدد الطبيب بكل صرامة ان يدعه يخرج بينما الطبيب يحاول ان يهدأه و يوضح له انه لا يجب ان يتحرك فهو في العناية منذ مدة و جسمه قد خارت قواه.
رفع رأسه ينظر اليهم، يطمأن نفسه أن الجميع بخير، يبحث عنها بترقب، لكن كيف هي ليست معهم.
نظر بغضب للطبيب و نزع المصل من يديه، هو متعب ولن يكذب على نفسه لكن أين هي؟ هل حدث لها شيء، هل تركته ؟ هل تخلت عنه؟ هو لم يصلح علاقتهم بعد، نظر لهم بحزن خائف من الحقيقة بينما يحاول النهوض رغم ضغف قوته، وضع رجله على الأرض الباردة يحاول أن يتقدم لكنه لا يستطيع مكوثه في هذه الغرفة لعدة ايام جعلت صلابة جسده تقل، ليجري كنان ومعاذ له، بينما اسند زين قدر و بقى نجم يحاوط كتف نفس التي ظهر عليها التعب حقا.
_"اخي، ارجوك استمع إلى الطبيب، لماذا تفعل هذا ؟ أنت متعب ارتح ارجوك"
كور وجهها، ثم اردف:"أنا، أنا بخير، لكن..." رفع رأسه ينظر لهم، إلى ان وقعت عينياه على ساميد ليسأله: "عمي أين هي؟"
نظرو له بصمت، كل واحد يحاول السيطرة على دموعه لينفض نفسه منهم رغم قوته الضئيلة و يحاول التقدم بينما يصرخ: "أين كاتاليا، أين هي ؟"
اردف ساميد بحزن: "اهدىء يا ولدي، كات في غرفة أخرى لكن..." توقف عن الكلام ليطالعه سيف من اجل ان يكمل: "حالتها النفسية سيئة، لقد خسرت كثيرا من الوزن هي تعاني من صدمة بسبب الحادث، لا تريد ان تتعالج مادمت انت لست بخير"_اجهش بالبكاء_ ليسرع سيف و هو يحاول امساك الحائط بينما كل مايدور في باله هو زوجته و اللعنة كل شيء حدث بسببه هو يعلم انها ليست مذنبة لكنه لم يريد ان يستمع لها، لقد أعمى الغضب بصيرته، الغيرة، التملك، كيف يستطيع ان يلمسها شخص غيره، مجرد تذكره لهذا جعله يسرع اكثر يحاول أن يعرف غرفتها منهم بينما هم يحاولون اللحاق به.
__________________________________
_مرحبا، اسفة على التأخير
_شكرا على رسائلاكم، انا لن اتوقف عن التنزيل فقط كنت أمر بفترة دراسية. التنزيل سوف يعود، روايات جديدة سوف تنزل
اتمنى دعمكم على تطبيق انستغرام
@cat_orchid_صوتو إن اعجبكم هذا البارت
سوف يكون التنزيل بكثرة في الايام القادمة. احداث مشوقة اكثر عما قريب فهذه مجرد البداية.
أي تشابه بين رواياتي أو روايات أخرى فهذه مجرد صدفة
لا أحبذ النقل أو الاقتباس
🤍🤍
أنت تقرأ
Is this the end ?
Roman d'amourانسان متملك وغيور لأبعد حدود، رأها صدفة، فزلزلت كيانه، لم يعد كما كان من قبل، أصبح كل همه إمتلاكها، فهوسه بها جعله يقسم أن لا تكون لغيره. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ صداقة بنتها الأيام، و ربطتها سلسلة الألم و الأحزان، لم تفرقهم الحياة عن بعضهم، ولم...