chapter 14

279 12 0
                                    

استرسل يدخل بخطوات متباطئة إلى داخل تلك الغرفة، رائحة الدواء احزنته على حال وردته، نظر إلى الضوء الخافت، وسرعان ما لمحت عينياه جسدها النحيل فوق ذاك الفراش الكبير، شعرها باهت، شعرها المجعد ليس نفس الشعر الذي احبه، بل عشقه، اصبح مهووس به، اللعنة كل شيء بسببه، ربما كذلك، وربما اختبار القدر.

اقترب منها، ليراها نائمة، وجهها شاحب بشكل كبير، سواد قاتم تحت عينيها، جعله يعض اصابعه ندما على غضبه، ارتكز نظره في كتفها أين يتواجد شاش كبير، يبدو انه يغطي جرح عميق.

قبل دخوله اخبرته الطبيبة بكل شيء، مالبثت تغلق فمها لتجده فعلا قد دخل.

وضع يده فوق شعرها المجعد ثم انحنى بجذعه يقبل رأسها بكل عشق، اسف، قهر، حزن... فتحت عينيها بتثاقل، لتشعر في داخلها بأن نوبة هيستيرية سوف تخرج للعلن، حاول أن يهدئها و يخبرها، انه هو سيف، انه بخير، بينما هيا تصرخ و تنادي بإسمه وهذا تحت صدمته، رأي بقعة الدم تكبر في كتفها، فهي حقا قد فتحت خيوط التقطيب بسبب حركتها، ماجعله يضغط الزر لكي تدخل الطبيبة، ورائها الممرضات، بينما منع الممرض الاخر بقية العائلة من الدخول، طلبت منه الطبيبة الخروج لكنه نظر لها بأعين كل ما ظهر فيها هو بركان قادر على تدميرهم جميعاً.

حقنت كات بإبراة مهدئة لتهدى حالتها، بينما ظل هو يمسك بيها، و يكرر عبارات محاولة منه ان تشعر بوجوده: أنا هنا، لا داعي للخوف، لم يحدث شيء، أنا اسف وردتي، أنا هنا _يقبل جبهتها و لازال يحكم الامساك عليها_ سوف يكون كل شيء بخير، سوف اصحح كل شيء، احبك. 

على آخر كلماته سقطت نائمة بين ذراعيه و آخر ماخرج من ثغرها هو اسمه.

بينما هو اغمض عينيه بألم على هذه الحالة، حقا روحه تنزف، رؤيتها هكذا تعاني بسببه أمر لا يستطيع تحمله، هو يلوم نفسه كل اللوم حقا، تصرفه لم يكن مدروس، لكن الآن ليس باليد حيلة وهو لن يستطيع تغير ماحدث لكنه سوف يحاول تحسين القادم، لن يتكرر أمر مشابه أبداً، سيحميها بكل فؤاده، بكل جوارحه، بكل روحه، هو مستعد ان يفديها بنفسه.

--------------------------------

جاء صباح اليوم التالي، في تلك الغرفة أين تتوسط كات الفراش و شعرها منثور على الوسادة بينما سيف يمسك بيدها وينظر لها لكنه حقاً ينظر للفراغ، شعور صعب ان تجد نفسك مستيقظ لكنك داخل دوامة من التفكير، تجعل حالتك كالنائم وسط الحطام، هو حقاً متعب من التفكير، حالته لا تقل سوء عنها، لكن هي، هي لا تستحق هذا، لم يكن يدرك انه سوف يصل إلى هذه الحالة يوما، الحالة التي وصل إليها الجميع، الجميع متعب كذلك و الجميع حزين و خائف، قلق على حالتهم لكن ما بيد حيلة غير الدعاء من اجل تهدئ الاوضاع.

طلب سيف من الجميع أن يرتاحوا في منزله، و إنصاعوا رغم رفضهم تركه في الأول و خاصة ساميد لقد رفض ترك إبنته، لا يستطع تحمل ان تتركه هي الأخرى، ربما يلوم سيف على هذه الحالة، لكنه رأى حب سيف الذي حاول إخفائه مرارا و تكرارا عنهم لكنه رغم كل شيء رأه لذالك حاول ان لا يظهر لومه على أحد في النهاية كان الامر مقدر، لكن رغم هذا احس سيف بتلك النظرات والتي حاول جاهدا أن لا يبدي تأثره بسببها.

Is this the end ?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن