الفصـلُ السادس

148 15 0
                                    



،،


تعضُ على طرف سفليتهـا برفق بينما تجلسُ باستقام قدر الامكان رغم ارهاقها الشديـد،

انتهى المطافُ بطبيبهَا نائمًا على كتفهَا،

استمرَ بالتحدثِ اليها لوقتٍ طويل، وبالفعل انساها قليلًا مرارة ما تشعر به نفسيًا وجسديًا، جلعها تبتسمُ مرات عدة،

لكن لقلة تفاعلها ولارهاقه الشديد، لم يشعر بنفسه الا وهو نائم يريح رأسه بكتفها بعد ان مـال خارج ارادته ووعيه،

" أيهـا الطبيب "
ضحكت صُوفـي تنده على النائم بعدما كانت آتيـة للبحث عنهما، وتداركت الوضع تحَاول انقاذ أستريد،

أفاق هُو فورًا بشيء من الفزع ظنًا أن مكروهًا حدث،

لكنهُ سرعان ما أستوعب وتذكر كُل شيء، عدا فعلته أثناء نومًا،

" هيا لتعود أستريد لغُرفتها تحتـاجُ الراحة وأنت كذلك تحتاج أن تنهي بقية عملك حتى تنصرف "
تبسَمت قبل أن تنصرف تكمل أعمالها،

" أنا أعتـذرُ، أشعر بالارهاق الشديد ونسمات الريَاح المنعشة وهدوء الجو استفزا نُعاسي لأسقط نائمًا "
حكَ مؤخرة عنقه يحاول التيقُظ كونه لا يزال خاملًا ونعسًا،

" لا بـأس "
اختَصرت تنفِي بخفة وهو شعر بقليل من الحرج فنهض فورًا يعيدهـا للكرسي عائدًا بها للداخل،

عاود وضع كيس المُغذي بمكانه وغطاها جيدًا وتأكد من اعطائها أدويتها وأن حالتها مستقرة، على الأقل للوقت الحـالي،

" تُصبحين على خير "
كفاه بجيوب معطفه، يبتسمُ بضُئل ظريف اثر ملامحه المتعبة والناعسة،

" وأنت بخير، أيهَا الطبيب "
انحنت برأسها كونها مستلقيَة،

هُو ظل يرمقها لثوانٍ بعد، قبل أن ينصرفَ بعد ذلك،

أنهى آخر ساعات عمل لهُ وأخيـرًا انصرفَ لمنزلهِ،

رمَى المنشفة على الأريكة بعد خروجه من الحمام وارتدائه لبنطال قُطني بلونٍ قاتم،

بعثَر خُصيلاته شديدة السواد قبل أن يضع هاتفهُ المُغلق اثر نفاد بطارياته بالشحن،

وفورًا رمى بجسده على السرير، يستلقي على بطنهِ ويحتضنُ الوسادة،

لم تمر دقائق بالفعل الا وهو نائـم بعمقٍ، كـ حاله دائمًا مع دوام الـ 48 ساعة القاسي ذاك ،

،،


01 : 30
اليومُ التـالي ظُهـرًا

طرقاتُ خفيضة بفعل قطرات المطر على زجاج غرفتها جعلتهَا تفتح عينيها لترفع رأسهـا بغية التأكد اذا ما كانت تمطر ام أنها تتوهم،

ابتسامَة تكاد تُرى تكونت على ثغرها كونها عاشقة للأمطار بشكل قد يجعلها تنسى كل شيء وتبتسمُ من قلبها فقط لانها تُمطر،

تنهيدة ثقيلة خرجت منها بعدما وجدت انها عاجزه عن النهوض والبقاء واقفة لتأمل تساقط الأمطار عبر النافذة،

قلبها وعقلها دخلا بشجار حاد الان..!!

يملي عليها قلبها أن تتشجع وتنهض، بينما يحذرها عقلها من فعل ذلك كونها لوحدها الان وقد يصيبها مكروه،

" سُحقًا "
تنهدت للمرة الثانية بقهرٍ،

" سأفعلهـا "
همست تشدُ على الغطاء بخفة، هي ستستمعُ لقلبها، قبل أن تعتدل جالسةً بالسرير ببطئ، تصرف متهور لكن مبتغاها بقمة البساطة تحتاج أن تغسل الأمطارُ بعضًا من العتمة التي تعيشهَا،

أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تمدَ يدها لسحب كيس المُغذي، يليها تلامس أقدامها مع الأرض استعدادًا لنهوضهـا،

استقامت ببطئ شديد بينما تأخذ شهيقًا وتزفره بشكل منتظم الى ان نجحت بالنهوض وحدها،

دوار فظيعُ راودها وأظلم المكان لثوانٍ لكنها استجمعت قواها وباشرت بالتحرك بهدوء على مهلها ناحية النافذة،

مع كُل خطوة تبتسم أكثر كـ طفلٍ صغير يخطو خطواته الاولى ناحية والدته مفرودة الأذرع لأجله،

لكن سلكٌ لعين،
سلكٌ واحـد فقط حول حالها لآخر ..

خطواتهَا بقمة الثقل ولا ترفع قدميها عن الارض ذاتًا لشدة ضعفها، فقط تسحبهُم سحبًا،

لذلك هُزمت أمامهُ، تعثرَت .. وسقطـت ..

شهقت بعنف فور أن أستشعرت ألمًا فظيعًا بخاصرها يليها انسيابُ سائل دافئ بغزارة خارجهُ، تلوثَ لباسها ناصعُ البياض بدمائها القُرمزيـة،

جُرحها فُتـِح للتو،

تسارعت أنفاسها ونبضاتها بشكل هستيري، تحاول ألتقاط أنفاسها جاهدةً لكنها تفشلُ بكل مرة مما جعلها مرعوبة،

صداعٌ شديد وكأن فيلًا يدوس على رأسها والمكان حولها يظلمُ تدريجيًا،

هي أضعفُ من أن تصرخ أو تنادي على أحدهم بهذهِ اللحظة،

هي بالفعل فقدَت الوعي ولا تزال تنزف، لكن اخر ما كانت واعية له هُو صوت فتح أحدهم لبـاب غرفتهَا،




،،



،،


تجاهلوا الأخطاء الإملائية ان وجدت
،،
ڤوتـي يحِلو ★

DARKNEES | JkWhere stories live. Discover now